الحمام مكان مخفي ونعيم منسي.... معرض عن الحمامات في التكية السليمانية

27 آذار , 2010


دمشق-سانا
تستضيف التكية السليمانية حالياً معرض الحمام مكان مخفي ونعيم منسي المقام ضمن مشروع حمام الممول من الاتحاد الأوروبي يشرف عليه المعهد الفرنسي للشرق الأدنى.
يضم المعرض أشياء يجدها عادة الزائر في الحمام التراثي ثل صابون الغار والمناشف والخزن الخشبية المصدفة إلى جانب صور لأشخاص في الحمام مع عرض أفلام في أكثر من زاوية وبطرق مختلفة عن الحمامات التراثية كما حوى أحد الأقسام سماعات يمكن للزائر أن يسمع من خلالها أصوات ناس في الحمام وإلقاء للشعر وبعض الأغاني التراثية الخاصة بالحمام .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وعرضت أيضاً ثلاثة تصاميم لحمامات قديمة هي حمام القرماني وحمام أمونة وحمام الجوزة كما يلاحظ الزائر لوحات تتضمن شرحاً عن أجزاء الحمام وبعض العبارات الخاصة به مثل الحمام نعيم الدنيا ووضعت في بعض الأقسام القباقيب الخشبية وفي غيرها بعض الألعاب التي صممت خصيصاً عن الحمام والتي توزع كهدايا على الأطفال الزائرين للمعرض.
وقال المهندس النمساوي كريستيان ستورينجير صاحب فكرة المعرض والمشرف عليه لوكالة سانا : إن الهدف من هذا المعرض أن يكون مفتوحا لكل الناس ويبتعد عن المعارض التخصصية فالمعلومات التي تم جمعها من مشروع الأبحاث الذي قمنا به حول الحمامات تم عرضها هنا بطريقة قريبة من الناس ويستطيعون المشاركة فيها والتفاعل معها.
وأضاف أن هناك من ساهم بتقديم أشياء للمعرض من مقتنياتهم الشخصية مثل القباقيب والمناشف والخزان الخاص بملابس الحمام مبيناً أنه حاول ان يكون المعرض غير تقليدي ومع كل جزء منه يحس الزائر بتجربة الحمام من خلال الصوت والرائحة والأشياء الخاصة به .
وأوضح المهندس النمساوي أن ردود أفعال الناس تجاه المعرض كانت جيدة مبيناً ان هذا المعرض اعتمد على طريقة حديثة في إظهار المعلومة الى جانب موضوع الحمام الجديد على الناس معتبراً أن هذا الموضوع أصبح أكثر معرفة من قبل. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بدورها قالت سراب أتاسي المتخصصة بتاريخ مدينة دمشق القديمة في المعهد الفرنسي للشرق الادنى إن مشروع حمام هو دراسة حول حمامات البلدان المتوسطية انطلقت قبل خمسة أعوام وبدعم من الاتحاد الأوروبي.. تم تحديد ست مدن هي فاس وقسنطينة والقاهرة وغزة ودمشق وأنقرة ليتم فيها هذا البحث وخرجنا بنتائج ومعرفة علمية حول هذه الحمامات في تلك المدن وقد أخذت دمشق الحصة الأكبر من الاهتمام.
وأضافت منذ عام ونصف العام تشجع الجانب الأوروبي لتقديم دعم مادي للعمل على التوعية تجاه تراث الحمامات في دمشق مع التركيز على حمامين هما حمام الجوزة وحمام القرماني وحالياً نعمل على إعادة تأهيل هذين الحمامين بالتنسيق مع محافظة دمشق.
وأوضحت أتاسي أن هذا المعرض محاولة للتعريف بالحمام وطقوسه وأجوائه الداخلية وحميميته مشيرة الى ان فكرته تعود للمهندس النمساوي كريستيان ستورينجير وبدعم من فريق المعهد الفرنسي ولولا التعاون وتضافر الجهود بين عدة جهات سورية لما تم هذا المعرض الى جانب المشاركات من قصر العظم ببعض المقتنيات للحمام وتقديم مكان المعرض من وزارة الأوقاف.
وقالت أتاسي إن المعرض حاول خلق اجواء خاصة كتلك التي يتميز بها الحمام التراثي الدمشقي فعملوا على إعداد لعبة للأطفال الزائرين للمعرض هي خاصة بفكرة الحمام كما أقاموا نوعا من الحوار أسموه ديوان الحمام استضافوا فيها الباحث في التراث الدمشقي منير كيالي والباحث جون باسكال و ريم الأطرش الأخصائية بالنسيج وبمادة الحرير ليتحدثوا عن مستقبل حمامات دمشق.
وأكدت المتخصصة بتاريخ دمشق القديمة أن الدعم الأوروبي مهم ولكنه آني ويبقى العمل متوقفا على أبناء هذا التراث للاستمرار بالمحافظة عليه وإحيائه وتفعيله مبينة أنهم يسعون حالياً لإنتاج فيلم وثائقي عن الحمامات الدمشقية والصناعات اليدوية المتعلقة بالحمام وهذا العمل بحاجة لدعم وتمويل.
أما الباحث في التراث الدمشقي منير كيالي فقال إن الجهد الذي بذل لإخراج هذا المعرض لأرض الواقع كبير واحتاج لأكثر من عامين وهو عمل لا تستطيع جهة واحدة ان تنفذه فهو بحاجة لتضافر جهود عدة ليخرج بهذا الشكل الجميل والمعبر عن تراث الحمام الدمشقي.
وأوضح كيالي أن المجتمع الذي لا يملك تراثا ليس له تاريخ وليس له وجود مبيناً ضرورة وجود جهة مسوءولة عن توثيق هذا التراث والمحافظة عليه وعدم الاعتماد على الجهود الفردية التي غالباً تحتاج لتنظيم ودعم وتوجيه.
وعبر الباحث الدمشقي عن أمله في المحافظة على تراث الحمام التراثي وتفعيله بما يتلاءم مع حياتنا المعاصرة ووضع الحمامات في الاستعمال وفق متطلبات العصر مع الاهتمام بعودة أصحاب المهن المتعلقة بالحمام إلى مزاولة أعمالهم التراثية المهمة.
يذكر أن هناك عدة أنشطة ترافق المعرض منها فعاليات في حمام القرماني وورشة عمل لطلاب كلية العمارة في جامعة دمشق حول إعادة تأهيل حمام الجوزة.
محمد سمير طحان