أيها النائمون في صمت الحزن
ورائحة الليمون المعلقة في صهاريج الحلم
وتراب الشمس المرصوص
على أجساد الدرب الطويل !
ها هي ذي نواقيس المدينة
تجلجل عميقا في بيادر الروح !
تصك الرؤوس بقبضات الريح
كصاعقة برق
كوجه مرآة تعكس الأشباح
وخرائط الضوء وهياكل الاسمنت
في ذاكرة التيه وأمواج الصخب المنكود !
هاهي ذي المدينة
تبلع ظلكم في الروح !
تخطف البريق والدمع
وذكريات لكم في رفوف العمر
وسنوات تطويها خدوش النهر
ومزالق الدفن في ربوع النسل
هاهي ذي المدينة
ترفس الصدر والعين والرأس !
وها أنتم تصحون على وقع الحديد
والنار وجمر الطحين
في رماد الرمح
ومعاول تسابق القطار
في معارج المسير.
عبد العزيز أمزيان