قصة مثل يماني
بقلم( محمد فتحي المقداد)*

قرأت حواراً مع الشاعر اليمني عبدالله البردوني وعندما تكلم عن طفولته ذكر عن أن أحدهم قال عنه: ( أعمى لا غرّام ولا رجّام)* أي أنه ليس باستطاعته أن يدفع في الغرم الذي يقع على قريته وعشيرته ( غرّام), وكذلك ليس باستطاعته أيضاً أن يكون ( رجّاماً) أي يرجم الأعداء بالسهام أو النبال أو الرصاص, يعني غير مقاتل لذلك النتيجة كما يفهم من المثل أن لا فائدة منه كونه أعمى بل ربما ضارة نافعة وكان تميزه في إعاقته بالعمى مثله كمثل أبي العلاء المعري.
وهناك الكثير من الأمثلة التي تتماثل مع هذا المثل في المعنى التي تهدف إليه منها على سبيل المثال( لا بالعير ولا بالنفير) أي لا وقت السلم ولا وقت الحرب ممكن أن تكون منه فائدة ترتجى.وكذلك ( لا بالحابل ولا بالنابل) أي أنه ليس مع الذين ينصبون حبال الأقواس لرمي النبال, ولا هو مع الذين يعملون على بري النبال حتى تكون ماضية بحدة رأسها.
وفي المثل الشعبي في حوران الذي يتقارب مع المثل اليماني في معناه الهادف حيث يقول( لا للصدّ ولا للهد ولا لعازة الزمان) أي لا يصلح لصد عدو أو للهد و الحمل مع الغارة على العدو. حتى لحاجة الزمان المرجوة منه وهي أقل من الصد والهدّ مع ذلك لا يصلح لها.

بصرى الشام
13-6-2011