ألومك يا دنيا
// للشاعر غالب أحمد الغول

ألا يا نجوم الكون كمْ ضاعَ مِنْ عُمْري؟
ومَنْ يقـْبض الأرواحَ من بعد أن تجري ؟
وهل أنت ِ يا دُنيا إلى المرء بهجة
أم الشرّ يبدو داخل القلب والصدر ِ
لقد كنتُ مغروراً بزينتكِ التي
تـَدُكُّ فؤادي بالقنا ليلة القدر
وطوّفتُ غرْباً ثمّ شَرْقاً فلمْ أجـِدْ
سِوى طبعك المشؤوم يرنو إلى الغدر ِ
كنوزي, وأهلي, ثمّ داري , لمن تكنْ؟
أليس نواياكي تؤدي إلى المكـْر ِ؟
عطاؤك سُحْتٌ والمودة طـَعـْنة ٌ
وغدرُك آت ٍ نحو مثواي في القبر ِ
وأقسمُ يا دنيا بأنك جيفةٌ ٌ
يدوسُ عليكِ الناسُ بالليل والفجر ِ
وإن الذي يشتاقُ وصلـَك خاسِرٌ
ويربحُ من ينـْساك ِ في الشّفعِ ِ والوتر ِ
إلا إنني راقبتُ فيك ِ ملذّتي
فيا ويـْلتي كانتْ على القلب كالجّمر ِ
وفيك عرفتُ الله بعد طفولتي
فتبتُ إلى ربي ليشرحَ لي صدْري
فقلتً: إلهي لا تلمني بزلـّة ٍ
فقد جـِئتُ للدُّنيا جزافاً ولا أدري
وفي التوبة الكُبرى إليك أزفـّها
لعلـّي بنور الله أسطعُ كالبدْر