ماذا يقولُ لك الليل

و ماذا يقولُ لك الليلُ
يا أجنبيَّ الحضورِ على بيت ذاكرةٍ نرجسيةْ ؟
و ماذا تراهُ سيفعل
مع ظلِّ فاكهةٍ لا تُملُّ,
أتتقن فن محاورةِ الأشرعةْ ؟
حين تلبي قرار الرياحِ المزاجيِّ,
هل راودتكَ الأغاني التي تشتهيها ؟
قل لي ولا تتجاوزَ حدَّ السؤالِ,
افتعل أي معجزةٍ
كي نفك قيودَ المدينةِ يا أجنبي.
ماذا صنعت بإصبع شمعٍ,
يغامرُ في ساحةٍ من سعير الأماني ؟
وقل لي كلاماً يُحيطُ الخيالَ,
يُنظمُ أنفاسهُ المستميتةَ مع كلِّ صبحٍ جديدْ.
أحقاً أتيت بفارغِ صبركَ
تمسك خيطاً رفيعاً
عقدتَ بدايته من فراغٍ ورائكَ ؟
تزعمُ أن الطريق طويلٌ
وأن الزمان يمطُّ المسافة بين الفراغِ
وكأسٍ مليءٍ على حافةٍ من سرابٍ أمامكْ.
رويتَ الذهول بأنفاسِ ناي
و زدت تجاعيدَ وجهٍ يُخربش سطحَ مرايا السماءِ,
أتعرف أن المحيط اختفى
في قناع الهروبِ عن الأزمنة.
حراك البعيد يعدُّ البحيرة للقارب الورقيِّ
ولن يعتذر عن حدوثِ الغيابِ.
وفي الضفة الثانية:
انتظارٌ يعضُّ اليراعَ بأسنانِه اللولبيةُ
من فعل ما دمرته المراحلُ يا أجنبيُّ.
بماذا تفكرُ, قل لي,
أراك تُعبدُ سهلاً,
وتترك ظلك يمشي أمامك
خوفاً من المستحيلِ,
وتترك أسطركَ الجبليةَ
من غيرِ أنشودة قد تغذي طيوراً مهاجرةً
من أقاصي البحارِ.
و ماذا يقولُ لك الليلْ ؟


6/11/2009م