ارتفاع أسعار الذهب يصيب الأسواق بـ"الشلل"



أدت الارتفاعات الأخيرة في سعر الذهب، وبلوغه أخيراً أول رقم في تاريخه بعد أن وصل سعر الأونصة خلال اليومين الأخيرين الـ 1283 دولاراً إلى توقف حركة البيع في السوق المحلية بسبب هذه الارتفاعات.

وأكد تجار ذهب أن المعدن سيسجل خلال الفترة القصيرة المقبلة ارتفاعات أخرى ستكون قياسية.

أكد رئيس لجنة الذهب في غرفة الشرقية عبداللطيف النمر أن الذهب سيواصل ارتفاعاته، متوقعاً أن يصل سعر الأونصة إلى 1500 دولار مع نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنها كسرت خلال اليومين الأخيرين حاجز 1280 دولاراً، داعياً إلى «اقتناء الذهب»، وقال: «خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، زادت حركة ارتفاع سعر الذهب بنحو 30 في المئة، بعد أن واصل ارتفاعه من 948 إلى 1280 دولاراً، لافتاً إلى تراجع إقبال الأفراد على شراء الذهب في فترة العيد بصورة كبيرة، إضافة إلى «ارتفاع إقبال بعض الشركات على شراء السبائك بنسبة 10 في المئة»، واصفاً هذه الحركة بـ«الصحوة».
وأرجع النمر سبب الارتفاع الأخير إلى «ضعف النمو في الاقتصاد العالمي»، إضافة إلى «تراجع قيمة الدولار»، ومن جهة أخرى، أشار إلى قيام بعض المواطنين بشراء الذهب المستعمل للزينة بعد أن كانت النسبة «صفر» في الماضي، فيما ارتفعت النسبة لدى المقيمين، وعزا السبب إلى فارق بسيط في الأسعار، لافتاً إلى أن سعر الذهب المستخدم يفرق عن الجديد في كلفة التصنيع فقط، وتنخفض هذه الكلفة بعد عملية الاستعمال بنسبة 50 في المئة، مشيراً إلى أن «بعض القطع تكون مصنوعيتها منخفضة من الأساس»، مضيفاً أن «بعض المحال ترفض بيع الذهب القديم»، محذراً في الوقت نفسه من عمليات شراء الأفراد من الأفراد، نتيجة إغراء السعر المنخفض، وذلك بسبب «وجود عمليات الغش في الذهب، من طريق بيع المطليات من الأفراد، والتجار ضعيفي الذمة».
من جانبه، لفت تاجر الذهب عبدالمنعم الناصر إلى أن الذهب سجل أخيراً أعلى رقم خلال تاريخه، بعد بلوغه الـ 1283، وقال إن خبراء الذهب يتوقعون أن يصل مؤشر الذهب خلال في فترة زمنية لا تتجاوز الأسبوع من الآن، إلى 1290 كنقطة أولى، في خطوة، توصف بقصيرة المدى، ليصل بعدها إلى 1356 في خطوة ثانية بعيدة المدى، في مدة لا تتجاوز الأسبوعين، مرجحاً أن يبلغ سعر الأونصة خلال العام الميلادي المقبل 1500 دولار.
وعبر الناصر عن تفاجئه من سرعة الارتفاع الأخير في أسعار الذهب، نافياً «وجود أسباب واضحة لهذا الارتفاع»، معبراً عن أسفه بسبب «الضعف الشديد، والتراجع الواضح في حركة الشراء في السوق المحلية»، وقال: «السوق شهدت تراجعاً كبيراً عن موسم العام الماضي بنسبة تتجاوز الـ 70 في المئة»، لافتاً إلى أن «الزبائن يمكن أن يعودوا للإقبال على الشراء بعد تأكدهم أن الذهب سيواصل ارتفاعه».
وأشار إلى زيادة الإقبال في الوقت الحالي على شراء قطع الألماس القديم، لافتاً إلى أن «الذهب كادخار أفضل من الألماس»، مضيفاً «أثبت الذهب أنه ادخار آمن أكثر من العملات»، مشيراً إلى أن «الكويتيين استوعبوا درس حرب الخليج، والاجتياح العراقي لبلدهم، ما دفعهم إلى مزيد من الاهتمام باقتناء الذهب».
وأرجع عضو لجنة الذهب الوطنية، عبدالهادي المحمد أسباب الارتفاع الأخير إلى «ضعف العملات، وتراجع قيمة الدولار كثيراً»، إضافة إلى «عزوف المستثمرين، بسبب تردي سوق الأسهم»، متوقعاً أن «يواصل الذهب ارتفاعاته ليصل إلى 1320 دولاراً في الفترة المقبلة»، مؤكداً «توقف حركة الشراء في السوق المحلية»، موضحاً أن حركة الشراء اقتصرت أخيراً على «المضطرين»، في الوقت الذي تشهد فيه السوق «موجة بيع للذهب المستخدم من المواطنين»، مرجحاً أن يعود سبب ذلك إلى «بدء العــــام الدراسي الجديد، وما يترتب علــــيه من حاجات والتزامات أسرية».
منقول-ذيبان