حدث في بلاد الغرب.
صدئت أذناه من تكرار قص تجارب شباب الوطن في الغرب...قصص جعلت من تلك البلاد وحشا جائعا نهما لدماء الشباب في عروق شرقيه....نهم لملمة تلك الكوادر النادرة!
كان واثقا من نفسه أن كلام غمامه وأستاذه الروحاني لن تمحى من ذكرته أبدا...
يسأل المرء عن ثلاث.....عن عمله ماذا عمل به ..عن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه.....
أحفظ الله يحفظك...
قد أحسن انه فعلا في حصن حصين....خاصة بعد إلحاح والدته على تزويجه وبقوة الضعف النسائي سلك طلبها إلى قلبه...فوافق ...ومضطرا...
سافر يعد حياته الجديدة قبل أن يلم عروسه تحت جنحه الصغير....
يمتع ناظره في تلك البلاد التي رويت له الأساطير عنها بين مدح وذم...حتى شوشت الصورة وغدا يبحث عن فرص واقعيه تجعل الصورة أكثر وضوحا....
كان أكيدا وبعد إصراره أنه بعد عون الله وطموحه وبعض نقود من والديه سوف يكون إنسانا ناجحا ..هو واثق وأكيد....
هبط من سلم الطائرة واستقبله صديق له سبقه إلى هناك ..وبعد ثرثرة طويلة....وبعض دلال ودعوة على الغداء وتداخل التوقيت الزمني عندها...
أعاره سيارته ليصرف بعض أمور حتى يستقيم أمره..بعد حين...منبها إياه ألا يبقى خارجا بعد الساعة 7 مساءا ليعود لمنزل صديقه فورا!
يبدو ان انبهاره افسد عليه تنظيم الوقت....ليزهر له شبح أسود!
-أريد نقودا
-ليس معي
-هات نقودا وإلا فجرتك أنت وسيارتك
-حسنا ولكن سآتي معك لأعرف أين تنفقها فإن كان خمرا ومل1ات فانا أعتذر
نزل من السيارة قفلها , ومضى معه والثاني يتلوى حنقا.
أعطنيها الآن سأدخل هذا المجمع , وانصرف, ربما ذبحتك لو جعلتني أغضب.احذر من غضبي.
وبهدوء الواثق:
-أريد أن أعرف أين ستنفقها
- من أنت؟
- -مسلم
- ما الإسلام؟
- شرح طويل لن تدعني أشرحه لك
- -كنت سمعت أحاديث متناثرة عنه.
- إنه دين الاستسلام لتعاليم الرب للخير ,دين السماحة دين الطهارة دين الاستقامة والراحة الأبديه في الدنيا والآخرة صعب أن اشرحه لك بكلمتين.
- -هل لديكم بيوت عبادة للبيض وأخرى للسود؟
- -طبعا لا دعني أشرح لك : لا فضل ...
صرخ بغضب وعيناه تشع حنقا وشرا:
-أعطني نقودا لم أعد استطع تحمل مراوغتك.
ظهر شرطي مرور خطف منه سكينه التي شرعها في وجهه أخذه ومضى...
أم فراس 17 أيار 2008