منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    قراءة في كتاب بنيامين نتنياهو (مكان تحت الشمس)

    pm

    قراءة في كتاب بنيامين نتنياهو (مكان تحت الشمس)
    قراءة في الفكر الصهيوني الحديث

    قراءة وعرض سعد الحامدي الثقفي*



    قرأت متأخراً كتاب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي عنونه: (مكان تحت الشمس).والكتاب من ترجمة الاستاذ محمد عودة الدويري وصوبت الطبعة الثانية كلثوم السعدي، وصدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والابحاث الفلسطينية في طبعة اولى عام 1995م في اربع مئة وخمس واربعين صفحة، وفي الطبعة الثانية حمل الكتاب شخصيات صهيونية (14). وانا عندما اقول قرأته متأخراً فذلك لان الكتاب صدر قبل ست سنين من الآن، لكن نظراً لاهمية الكتاب الذي يوضح شخصية نتنياهو بجلاء، وكذلك العقلية الصهيونية التي حكمت ولا زال تحكم الاراضي الفلسطينة العربية بقوة الحديد والنار شأنها في ذلك شأن اي مستعمر يريد ان يبقي نفسه اطول مدة ممكنة في البلاد التي استعمرها. لقد اثرت عرض الكتاب للقراء، لكي نقف سوياً على سلوك الفكر الصهيوني بعد اكثر من نصف قرن على قيام اسرائيل.ومعروف عن نتنياهو انه ألف كتباً قبل ان يتولى الامر في اسرائيل منها كتابه المعروف ("الارهاب" كيف يمكن للغرب ان ينتصر) وهو صادر عام 1986م في الولايات المتحدة الامريكية. وغيره من الكتب التي تتحدث عن المسألة اليهودية وعن آرائه في السلام وفي الحرب.ولقد ترسم نتنياهو خطى زعماء صهيون في اصدار الكتب التي تدعو للصهيونية وتبين اهدافها وتمجد السامية، فمنذ بروتوكولات زعماء صهيون وقبله من الكتب والزعماء اليهود لا يعطون القلم للكتاب وللاكاديميين المتخصصين في الدعاية والدفاع عن الصهيونية، بل كان القلم والسياسة جنبا الى جنب لدى اي زعيم اسرائيلي، فهو يخطب في الكنيسة لكسب الثقة، ويحاور ويناظر، ويساهم بالكتابة التي تعرف به وبآرائه بين اليهود وفي العالم اجمع. وهذه الكتب تترجم عادة ويأخذها الاعلام اليهودي العالمي كمادة دسمة للدعاية لاسرائيل ولتمجيد الزعماء اليهود والاشادة بهم. وهذه المسألة لا توجد لدى الزعماء العرب عادة، فهم لا يكتبون الا مذكراتهم التي ان نشرت عدت مذكرات تاريخية تصف الماضي وليس لها ادنى قيمة في المستقبل، لان هذه المذكرات تصف الراحل بالزعيم العظيم الذي لم يخطئ طيلة عهده السياسي، والامثلة على مثل هذه المذكرات كثيرة ليس هذا موضوع الحديث عنها!!وقبل ان ندلف لهذا الكتاب: (مكان تحت الشمس)، نتوقف متأملين العنوان، لماذا هكذا مكان تحت الشمس؟هذا العنوان يصلح لكتاب يدعو للدولة العبرية وهي في بدايتها، اما الآن واسرائيل معروفة للعالم فهل اليهود في حاجة للدعوة لوطن قومي لهم؟ الواقع ان هذه هي سياسة اليهود منذ البدء وعلى مختلف الاصعدة والازمنة، وتتمثل في تصوير اليهود بالمستضعفين المنكوبين في هذه الارض، وبالمضطهدين منذ بدء التأريخ مروراً بالنازية وانتهاءً بالعرب الارهابيين كما يصورهم نتنياهو، لذا من حق هؤلاء المنكوبين ان يكون لهم مكان تحت الشمس كسائر الامم، وما هذا المكان الا اسرائيل كما يصور ذلك الزعماء والمفكرون اليهود. وهذه السياسة والطريقة الدعائية لليهود لمّ تتغير منذ بدء الاحلام اليهودية في لمّ شتاتهم حتى الآن، ونتنياهو لم يغير من اسلوب الدعاية اليهودية في تضليل الرأي العام العالمي، بل استخدمه كما هو.وهذا المكان الذي يقع تحت الشمس مثل اي مكان لاي شعب في هذه المعمورة يجب ان يكون آمناً مطمئنا، لذا جاء العنوان حاملاً هذا المضمون: حق اقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين العربية، ويجب ان يكون هذا الوطن آمناً بأي طريقة كانت كما سنرى عند عرض الكتاب الذي يحدد فيه نتنياهو كيف يكون هذا الوطن آمناً!!ونتنياهو ولد في اسرائيل، لكنه تعلم في امريكا ودرس بها، وعاش فيها مدة طويلة، لذا يمثل انموذجاً جديداً في اسرائيل. نموذج يعتز بالثقافة الامريكية قدر اعتزازه بإسرائيل نفسها، فهو (صهيوني متأثر بالفكر الامريكي) والكتاب يظهر التقنية الامريكية في التناول والعرض والطرح، ويستشهد نتنياهو بكثير من آراء الغرب والامريكيين لتأكيد ما ذهبت اليه في هذا الشأن.يبين نتنياهو في ص35، 36اسباب تأليفه لهذا الكتاب (.. تنفيد الفرضيات الخاصة بالنزاع العربي الاسرائيلي، وطرق تسويته كما تعرضها الدعاية العربية، تلك الفرضيات التي اصبح مسلماً بها، لدى شريحة لا بأس بها من الجمهور الاسرائيلي) فهو يحدد عرض النظرية الصحيحة على حد زعمه، وحق الحركة الصهيونية وتعرية كذب الادعاءات العربية المضادة (المجال الاخلاقي ص 35)، وعرض النظرية السياسية والامنية لضمان بقاء دولة اسرائيل وتحقيق السلام مع جيرانها العرب (المجال العملي ص 36) هذا كله ورد في مقدمة الطبعة العبرية للقارئ الاسرائيلي الذي يدعوه الى (ثورة قومية كبرى) تنهي القرن العشرين الذي وصفه (قرن الكارثة) وتخرجه الى بوابة (قرن استئناف الحياة اليهودية) ويشدد على (تنمية وعينا الوطني) في مواجهة ماذا؟ (الذي يحدد مصير صراعنا مع العالم العربي، وهو الذي سيضمن مستقبل الامة في عهد السلام ايضاً).ورد في مقدمته للقارئ العبري ص 38.يقسم نتنياهو كتابه الى عشرة فصول ومقدمتين الاولى للقارئ العربي والثانية استعرضتها موجهة للقارئ العبري، والمقدمة العربية سنعود اليها حين قراءة نتائج هذا الكتاب.في البدء يدخل نتنياهو للقارئ من مدخل رأس الامر لديه وهو الحركة الصهيونية كيف نشأت؟ وما مدلولها في مغالطات متعددة؟ويورد نتنياهو في المقدمة التاريخية ما قبل مؤتمر فرساي (التعهد لليهود بإقامة دولة في فلسطين، وشمل الوطن القومي آنذاك ضفتي نهر الاردن) ص 39.ومعروف ان مؤتمر فرساني عقد في كانون الثاني 1919م ، والصهيونية بدأت منذ مؤتمر بال بسويسرا.الفصل الاول من الكتاب: الصعود المذهل للحركة الصهيونية، ففي حديثة عن الصهيونية يبدأ من العهد القديم مستعرضاً البدايات حتى يصل الى العهود الحديثة معتمداً على سرد تاريخي يصور اليهود وكأنهم شعب مضطهد، ولا ينسى نتنياهو جده الحاخام "نتان ميلايكو بسكي" ويبرز دوره في مؤتمر الصهيونية الثامن. وقبل ان يغلق هذا الفصل يتعرض لمسألة الحلول التي عولجت بها المسألة اليهودية مدخلاً مصطلحين هما "الصهيونية المسيحية" و "الصهيونية اليهودية" حيث يعتبر ان الدمج بينهما هو الحل الامثل لهذه المسألة دون ان يقف بنا على آلية هذا الدمج! ويزج بالاسماء التالية: البريطاني توماس شو "عالم آثار" والشاعر الفرنسي "دي لا مارتين" والرحالة الامريكي "مارك توين" حيث يوظف اقوالهم في انكار وجود اسم (فلسطين) تماماً. ويستعرض قبل ذلك لكي يصل الى هذه النتيجة بعض ما قام به العرب من اثبات احقيتهم في فلسطين مثل (الاستيطان المسلح) على حد زعمه ص 61، فهو يريد ان يقول علماء العالم اثبتوا عدم وجود اسم فلسطين والعرب يريدون اثبات ذلك بالاستيطان المسلح هكذا يصور المسألة التأرخية في حقيقة الصراع العربي الاسرائيلي.الفصل الثاني: التخلي عن الصهيونية، تفاجأ بنتنياهو يتحدث عن اضمحلال الصهيونية المسيحية، فهو يورد ذلك بسبب جهد (المستعربين اي الذين يخدمون العرب في الاوساط العلمية التي تصنع الفرار وتؤثر فيه) وبداية ذلك ان بريطانيا اخذت (شرق الاردن من منطقة الوطن القومي اليهودي عام 1922م. هذا الموقف من وجهة نظر نتنياهو يمثل مواقف عدائية للصهيونية المسيحية وهو مصطلح يقصد به الصهيونية التي يدعمها ويعضدها المسيحيون ابان فترة قيامها، من قبل بعض الساسة الاوربيين والامريكان. وبريطانيا التي وعدت بإقامة وطن لليهود في فلسطين ومن ثم قيام اسرائيل عام 1948م لم تسلم من ادعاءات نتنياهو بأنها عادت الصهيونية المسيحية وخذلتها حين وافقت على قيام الاردن على جزء من الوطن اليهودي على حد زعم بنيامين نتنياهو وهو يفسر مصطلح الصهيونية المسيحية. وهذا جزاء سنمار يفعله اليهود مع البريطانيين الذين لولاهم ما قامت اسرائيل، ويتضح هنا خبث اليهود على الدوام وعدم وفائهم فمن مد لهم اليمنى كافؤوه باليسرى!.ونتنياهو يؤكد ان هذه المواقف العدائية للصهيونية ما كانت لتتم لولا جهود (المستعربين)، فهم الذين توجت جهودهم باستصدار قرار رقم (3379) من قبل الجمعية العمومية للامم المتحدة الذي وصم الصهيونية بالعنصرية. حيث يعلق نتنياهو على هذه المسألة قائلاً (كذبة حقيرة ص 120ويأخذ نتنياهو على الساسة البريطانيين عندما ادعى بأنهم يرون ان تفضيل الصهيونية سيلحق الظلم بالعرب كلام سابق ص 86.اسرائيل قد وجدت الدعم الكامل من قبل امريكا كحليف طبيعي، حين ورث الامريكيون النفوذ الاستراتيجي للتاج البريطاني في العالم، والدور البريطاني قد حجم ولم يعد كالسابق وربما رأى الساسة الانجليز ان المواقف المعتدلة الآن هي الاجدى، هذا لم يعجب نتنياهو الذي يقدح في المواقف البريطانية على اعتبار ان بريطانيا لم تقدم لليهود شيئاً يذكر بعد مؤازرتهم لهم في قيام اسرائيل والدفاع عنها "اشتركت بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م" وغيرها من المواقف المساندة. وهنا يبرز نتنياهو اليهودي حيث يتنكر لمن اسدى اليه معروفاً! فبعد اربعين سنة على قيام اسرائيل وزوال النفوذ البريطاني وجد احد الساسة اليهود الفرصة سانحة للنيل من بريطانيا، ومن جهة اخرى يعتبر نتنياهو ان الاردن جزء من فلسطين (شرق الوطن القومي اليهودي) فهو يحلم باسترداد هذا الجزء من جهة، ووقع معه معاهدة سلام من جهة اخرى ! تناقض عجيب بين ما يزعمه اليهود وما يحلمون به وبين ما عقدوه من اتفاقيات مع العرب.ويقرن نتنياهو بين كل هذا من ناحية، وبين ما يطالب به العالم اسرائيل من ناحية اخرى، فهو يصور العالم وكأنه واقف ضد اسرائيل، حتى تلك الدول المعروفة بانحيازها التام ومواقفها المعلنة مع اسرائيل. فهو يصور الحكومة الاسرائيلية بالعاقلة والمتزنة والتي لن تقبل الضيم لدولة اسرائيل ولا لشعب اسرائيل، لماذا العالم يصف اسرائيل بالمعتدية وهي التي تدافع عن نفسها كما هو حق مشروع لاي دولة في العالم؟كيف يقنع نتنياهو العالم بهذه الافكار والولايات المتحدة تدعم اسرائيل على كافة الاصعدة وتعتبرها الحليف الطبيعي لها في الشرق الاوسط؟كل هذه العوامل تكشف ادعاءات نتنياهو في هذا الفصل من كتابه تجاه الصهيونية المسيحية حيث يحتم زوالها ونهايتها، وانه ليس لها اي قيمة في الصراع العربي الاسرائيلي حالياً.

    يتبع

    *كاتب في جريدة الرياض وأحد أعضاء عربيات

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: قراءة في كتاب بنيامين نتنياهو (مكان تحت الشمس)

    تابع للموضوع اعلاه

    الفصل الثالث: حقيقة القضية الفلسطينية كما يصورها بنيامين نتنياهو، فهذا الفصل يعد امتداداً طبيعياً لخلط الاوراق الذي انتهجه في كتابه هذا، فهو يصور الواقع العربي كما يريد ويرتكب جملة من المغالطات يمكن ان نعددها فيما يلي: 1 الصراع العربي الاسرائيل ليس هو السبب في عدم استقرار المنطقة، وانما هناك صراعات اقليمية اخرى هي السبب الكامن في تفجير الوضع الكامن في المنطقة. مثل الصراعات العربية العربية، والصراعات الاخرى التي حدثت في الشرق الاوسط. 2 يصور بنيامين نتنياهو الحروب العربية الاسرائيلية من منطلق عجيب وهو الموقف العدائي العربي لليهود، وان اسرائيل ذهبت لهذه الحروب مرغمة من اجل حق "مشروع" في الدفاع عن النفس. 3 يقارن نتنياهو بين بعض النزاعات العربية العربية، حيث يصور العرب ومن منطلقات خاصة بالبعد عن الديمقراطية، وانهم اهل حروب وفوضى ومشاكل وقلاقل لا حدود لها. 4 في ص 131من الكتاب يعتبر نتنياهو ان مناداة بعض الشعوب العربية بالديمقراطية فيه شيء من الخطأ لان هذه الديمقراطية لا توزع على الشعب، وانما يستحوذ على السلطة حركات اسلامية متطرفة على حد قوله (مصدر هذه المطالبات بشكل عام الحركات الاسلامية المتطرفة، التي لا يربطها بالديمقراطية اية رابطة، انها لا تسعى لتوزيع القوى السياسة والعسكرية في هذه الدول على السكان عامة، انما للسيطرة عليها بصورة كاملة) ص 5.131 حدد نتنياهو ثلاث مرتكزات تميز العالم العربي هي: ازمة الشرعية، الرغبة في الوحدة والاندماج بين اقطاره، العداء للغرب. ص 6.139 يرجع نتنياهو اسباب عدم تسوية الصراع العربي الاسرائيلي الى رفض القومية من قبل العرب لوجود اية سيادة غير عربية في الشرق الاوسط، وسعي الاسلام الاصولي لتطهير المنطقة من اي نفوذ غير اسلامي، عداء العالم العربي الشديد للغرب ص 156.وان القارئ لهذه التصورات يدرك مدى الجهد الذي يبذله اليهود في حشد الرأي العام العالمي ضد العرب والمسلمين، اما صحة هذه العوامل من عدمها، فهذا الامر لا يحتاج تعليقاً كون كاتبها متطرفاً يقر اليهود بتطرفه اليميني قبل العرب، ونتنياهو يوظف كل هذه الادعاءات لتوضيح حقيقة القضية الفلسطينية، فهي ليست حق تقرير المصير لشعب في العيش في وطنه في امن وسلام، لا، هذه القضية انبثقت من صراعات طائفية بين العرب انفسهم، ومن حروب عدائية ضد اليهود، ومن عداء ممقوت لسيادة غير عربية على ارض عربية، ومن كره للغرب، هذا بالضبط ما يفسر به نتنياهو القضية الفلسطينية. لم يجعل من الصراع عربياً واسرائيلياً، لا، حقيقة القضية الفلسطينية صراع بين عرب متسلطين لهم انظمة تمارس العنف ضد مواطنيها (ص 130) وبين الغرب واليهود من جهة اخرى انه يستعدي العالم ضد العرب!في الفصل الرابع من الكتاب ومنذ البدء يصل نتنياهو الى حقيقة مفادها: ان معظم سكان الاردن هم من الفلسطينيين، فيجدر بهم اقامة وطن لهم هناك لا على ارض فلسطين (مطالبة العرب والفلسطينيين بتقرير المصير، مطالبة كاذبة، فسكان الاردن جميعهم من عرب فلسطين ويشكل الاردنيون من اصل فلسطيني "من غرب النهر يقصد نهر الاردن" اغلبية مطلقة من السكان الاردنيين، وحقيقة ان قسماً من عرب فلسطين قد هاجروا عام 1948م الى جزء آخر من فلسطين لا تسمح لاي كان بالقول ان العرب الفلسطينيين ليست لهم دولة خاصة بهم وسلبوا حق تقرير المصير) ص 180.ويذهب بنيامين نتنياهو في هذا الفصل الى ابعد من ذلك حين يتحدث عن اهمية الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967م فهو يرى اهمية تلك الاراضي بالنسبة لامن اسرائيل، ويبرر مسألة اقتطاع هذه الاراضي، حيث يورد امثلة من مناطق في العالم تم اقتطاعها لصالح دول معينة في ظروف معينة.والمتأمل لهذا الكلام يدرك مدى تناقض اقوال نتنياهو في هذا الفصل، فالارض اقتطعت لحماية اسرائيل، والمكان الطبيعي لبناء موطن للفلسطينيين هو الاردن لا فلسطين! ويبرر اقتطاع الاراضي العربية وتشريد مواطنيها تبريراً وقحاً للغاية فمثل هذا الاقتطاعات قد حدثت في العالم، فلماذا يستغرب البعض اقتطاع اسرائيل لاراض عربية كما حدث في نكسة 1967م وهو امر محمود قد حدث والتاريخ يحتفظ بوقائع مماثلة؟؟والفصل الخامس يعنونه ب "حصان طروادة"، هو لا زال يتحدث عن القضية الفلسطينية ويخص الآن بالحديث منظمة التحرير الفلسطينية فهي في وجهة نظره حصان طروادة الذي يخدم الاغراض العربية!فهو يصور بدايات المنظمة بأنها وجدت ابان العهد الناصري لخدمة القومية العربية. يقول ص 222(عبدالناصر اراد ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية اداة لخدمة القومية العربية تحت زعامته. كان من المقرر ان ترفع منظمة التحرير شعارات فلسطينية، وتنفذ عمليات محدودة ضد اسرائيل، بيد انه كان واضحاً ان على المنظمة ان تعمل بإشراف وثيق من الحكومة المصرية للحيلولة دون وقوع ردود فعل غير مرغوبة من جانب اسرائيل). ويصور نتنياهو المنظمة وقد عقد زعماؤها تحالفات لتدمير اسرائيل مثل تحالفات (المفتي هتلر)، (الشقيري عبدالناصر)، (عرفات صدام حسين). ويصف هذا المسار الذي رسم للمنظمة منذ البداية بأنه طريق الدم ص 265والغرض من هذا الكلام واضح وهو تشويه صورة منظمة التحرير التي تكافح من اجل استرداد التراب الفلسطيني لا كما قال نتنياهو تنفيذ مآرب بعض الزعماء العرب فحسب!ويعتبر نتنياهو ان منظمة التحرير منذ انشائها هي حصان طروادة الذي يخدم مآرب العرب ص 272.ويرى نتنياهو ان العرب قد حاولوا اقناع الغرب بقبول المنظمة وجعل اسرائيل تقبل بها.الفصل السادس من الكتاب، وفيه يبدأ نتنياهو كتابة تصوراته عن مبدأ التعايش والسلام مع العرب، وهو الذي تحدث في الفصول الخمسة الاولى عن نشأة الصهيونية، والخلفية التاريخية التي ساعدت على نشوئها من وجهة نظره، وكذلك عن تصوراته عن منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد ان اقنع القارئ بأن اسرائيل كيان يقر به العرب قبل غيرهم يقول عن السلام والتعايش مع هذا الكيان كلاماً جديداً وعجيباً في ذات الوقت، فهو يقسم السلام بين الدول الى نوعين، السلام بين الدول الديمقراطية، وهو على غرار ما يحدث في اوروبا الغربية: حدود مفتوحة، وتجارة حرة، وتسهيلات متعددة، وعدم وجود تحصينات عسكرية، وتعاون على كافة الاصعدة، وعدم وجود النية للنزاعات العسكرية مع الدول المجاورة، اعني الدولة التي تقر بالسلام الديمقراطي المزعوم كما يراه نتنياهو.الفصل السابع: تحدث فيه نتنياهو عن هضبة الجولان المحتلة، فهو يقرن بين اهمية ذلك الموقع بالنسبة لأمن إسرائيل وبين موقع سيناء، لكنه في ذات الوقت يستبعد اعتبار حل سيناء نموذجاً يمكن ان ينطبق عليه حل قضية الجولان، ويخلط الاوراق حيث يتحدث عن الضفة الغربية واهميتها بالنسبة للأمن الإسرائيلي ويقرن ذلك بأهمية الجولان، وهذا كله من اجل تبرير عدم تخليه عن هضبة الجولان المحتلة، والتي قررت اسرائيل ان تبني فيها بعد مجيء نتنياهو للحكم اكثر من الف وحدة سكنية. (أن وجود إسرائيل بالذات في هذه المناطق هو الذي يردع العرب عن شن حرب شاملة عليها، وهو الذي زاد من احتمالات تحقيق سلام حقيقي في المستقبل) ص328.وما يقوله نتنياهو هنا فيه شيء من الصحة، لأن تحرير المناطق التي تم احتلالها عام 1967م هو شغل الزعماء العرب بالدرجة الاولى اكثر من اهتمامهم بتحرير فلسطين كاملة، نعرف ذلك من معاهدات السلام التي ابرمتها إسرائيل مع العرب بدءاً بكامب ديفيد ومروراً بمعاهدتي السلام مع الأردن والفلسطين، فمن يقرأ سياسة إسرائيل في هذه المفاوضات يدرك أن إسرائيل ردت لمصر ما اخذ من سيناء ولا حديث عن بقية التراب الفلسطيني، ومع الأردن والفلسطينيين كان الوضع اقل من ان يقارن بما ابرمته إسرائيل مع مصر في كامب ديفد! في الفصل الثامن من الكتاب تناول موضوع السكان والهجرات اليهودية لأرض فلسطين، فعدد العرب هو اكبر من اليهود في فلسطين بل كانت المقارنة في البداية في صالح العرب بصورة واضحة، ومع تقدم السنين هجر العرب من فلسطين، وفي المقابل تتالت الهجرات اليهودية الى فلسطين، فنتنياهو يعوض هذا النقص بالهجرات المتعددة من أوروبا وما كان يسمى بالكتلة الشرقية الى إسرائيل من يهود العالم. ويعلق نتنياهو آمالاً عريضة على هذه الهجرات الجماعية، فهو يحس بعدم التوازن في التركيبة السكانية. وهو يعرف ايضاً ان الوعود التي تقطعها إسرائيل للمهاجرين لا تتحقق دوماً، لذا كثيراً ما يغير هؤلاء من خط سيرهم باتجاه الغرب او أمريكا بالذات، فهو يؤكد على مسألة هذه الهجرات التي يجب ان تكون الى إسرائيل على حد قوله، وهي سوف (تضع نهاية للحلم العربي برؤية إسرائيل وهي تنهار كدولة الصليبيين التي ظلت تصغر وتتقزم حتى تلاشت نهائياً، ستكون مثل هذه الهجرة اليهودية، خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام) ص348.في الفصل التاسع يتحدث نتنياهو عن السلام والتعايش ولكن على الطريقة اليهودية. فهو يسمي السلام بالسلام الحقيقي، ويركز على نقطة اساسية قبل وضع تصوراته فهو يرى ان النزاع والعداء بين العرب وإسرائيل لسبب بسيط وهو (وجو كيان يهودي مستقل بالذات، وليس له علاقة بالأرض بشكل خاص) ص 361ما معنى هذا؟ نتنياهو يريد أن يقول ان العرب لا يريدون ان يكون لليهود كيان في هذا العالم، والمسألة ليست قيام هذا الكيان في فلسطين العربية. ومحاربة العرب لتغيير الوضع، العرب يكرهون قيام كيان لليهود في اي مكان في هذا العالم، هو بذلك يريد ان يفرغ القضية من مضمونها وهو المطالبة بأرض فلسطين العربية. ومعروف ان مدغشقر كانت ارضاً مرشحة لقيام هذا الكيان الممقوت قبل فلسطين ومن يقرأ بداية الحركة الصهيونية يدرك ذلك، ويدرك ان فكرة قيام دولة لليهود في فلسطين جاءت بعد ذلك. وهو يريد ان يقول ايضاً أن العرب تريد تقويض هذا الكيان اليهودي لكراهيتهم الشديدة لليهود لا لانه قام على ارض عربية! انه يذهب في جملة المغالطات المضللة بعيداً في هذه المرة. (أن معارضة العرب لوجود إسرائيل كانت وما زالت، العقبة الرئيسية، التي تحول دون تحقيق السلام) ص361.فمن يتأمل لكل هذا يدرك ان هذا اليهودي يلفت انظار العالم الى ان جوهر الصراع العربي الإسرائيلي هو كراهية العرب لليهود ومقتهم الشديد للصهيونية، لذا فهم يحاربوننا، ولا علاقة لهذه الحرب بمسألة استرداد التراب العربي، وانا اقول بصفتي عربي: اننا نكره الصهيونية فقرآننا المقدس يحذرنا من اليهود، فكيف نثق باليهود؟ وقبل ان ننتقل الى الباب الاخير من هذا الكتاب نقف على شروط وتصورات نتنياهو بشأن عملية السلام التي نجملها في النقاط التالية: 1 اعتراف العرب وتسليمهم بوجود إسرائيل مباشرة دون شروط.2 التخلي نهائياً من قبل العرب عن فكرة القضاء على الدولة اليهودية.3 اعطاء هذا السلام مصداقية عن طريق ابرام معاهدة السلام معها.4 الغاء المقاطعة ضد إسرائيل.5 وقف التسلح العسكري من قبل العرب ضد إسرائيل.6 ان يعترف العرب بحق إسرائيل في البقاء. اي قبول مبدأ التعايش المتبادل.وماذا سيجني العرب من هذا السلام الفاتر الذي يحق لإسرائيل في ان تتسلح على حساب العرب وتحتفظ بالأرض؟لا شيء البتة في الواقع، فهو في البدء يرفض مبدأ (الأرض مقابل السلام) فعلى العرب الاعتراف بإسرائيل وبالوضع القائم في المنطقة. وستقدم لهم إسرائيل خبرتها في المجالات المتعددة. ويضرب مثالاً طريفاً على هذه الخدمات ص369، هذا المثال يصف كيف يستفيد المزارعون الفلسطينيين من طريقة الري بالتنقيط، فلو تمت العملية في سوريا واستفاد منها المزارعون لضمن وصول 85% من المياه السورية بدلاً من الوضع القائم 40% فقط من الموارد السورية من المياه. يقول ذلك بكل وقاحة وإسرائيل قد سرقت المياه العربية على حدودها مع لبنان ومن فلسطين ومن الأردن!! أما حديثه عن المفاوضات مع السوريين والفلسطينيين واللبنانيين فهو لايختلف عما أوردته في الشروط السابقة، سلاماً فاتراً هشاً يأخذ من العرب كل شيء ولا يعطي لهم اي شيء. وحتى فكرة تقسيم القدس استبعدها تماماً ص382.


    أبو بسام
    16-08-2001, 08:32 pm

    تابع للموضوع اعلاه


    الفصل العاشر من الكتاب (الفصل الاخير): اختار بنيامين نتنياهو ان يجعله فصلاً ختامياً لهذه المسرحية الهزلية/العبثية التي اسمها (مكان تحت الشمس)، فهو يتحدث عن القوة اليهودية التي يعتبرها نهاية المطاف، وهو هنا لا يقصد القوة العسكرية، لقد اعتبرها صمام الامان لإسرائيل في فصل سابق، لكنه يقصد القوة اليهودية المهيمنة على العالم، فهو يلوح بهذه القوة اولاً واخيراً ويقول عن الصهيونية (الصهيونية عبارة عن تجربة قومية معروضة لنسج مستقبل لشعب عريق، بخيوط الادارة القومية التي غزلت في فجر التاريخ اليهودي، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا) ص405، لذا فهو يراهن ان مستقبل إسرائيل مرهون بهذه القوة الصهيونية اليهودية. ومن التوراة يقتطف نتنياهو قول النبي "عموس" (سأبني عريشة داود الساقطة).القوة اليهودية في العالم هو ما يلوح به نتنياهو للعرب اولاً وللعالم ثانياً، فهو يعقد عليها آمالاً في تحقيق احلام الصهاينة، هذه الاحلام التي مهد لها اليهود قبل وبعد مؤتمر بال بسويسرا الذي جسد آمالهم العريضة في قيام وطن قومي لليهود. وكأن نتنياهو يراهن على اتحاد اليهود تحت مظلة هذه الصهيونية الجديدة ممثلة في دولة إسرائيل التي وجدت لتبقى على حد قوله في فصل من هذا الكتاب. وبعد: قبل أن نستخلص النتائج يجدر بنا الوقوف على مقدمة الطبعة العربية والتي حرص نتنياهو ان يكتبها للقارئ العربي بالذات، فالكتاب موجه له بالدرجة الاولى، فهو في البدء يدافع عن حزب الليكود الذي لا يحبذه العرب ويفضلون عليه حزب العمل (ترسخ في الاذهان ان حزب العمل يعمل من اجل السلام، وان الليكود ضد السلام، ان أحد الاهداف الرئيسة لتأليف هذا الكتاب هو ازالة هذه الخرافة) ص 11.فهو هنا يقنع العرب والعالم اجمع بأن حزب الليكود يدعو للسلام مع العرب ايضاً ولكنه سلام من نوع آخر لكن ليت شعري ماذا سيقول نتنياهو بعد ان جاء آرييل شارون اخيراً من حزب الليكود وعين شيمون بيريز من حزب العمل وزيراً للخارجية فأثبت بما لا يدع مجالاً ان الحزبين وجهان لعملة واحدة من الزيف والخداع والمماطلة.أما كيف يكون السلام فهو بدعامتين (الاولى وجود نوايا مخلصة من جانب شركائنا العرب، والدعامة الثانية هي ان الشروط التي ستحمي إسرائيل يجب ان تثبتها تلك النوايا بدرجة لا تقل عن النوايا المسالمة) ص 11ايضاً. والحقيقة ان مسألة النوايا هذه قد استحلاها الزعماء الصهاينة، فشارون في مفاوضاته مع الفلسطينيين حالياً يركز على مسألة النوايا، فلابد من ان يثبت الفلسطينيون حسن نواياهم في مدة لا تقل عن اسابيع عديدة قبل ان تقوم إسرائيل بتنفيذ الاتفاقيات وعلى رأسها ما يراه ميتشل الذي تقصى الحقائق في وقت كانت الدماء الفلسطينية تنزف وهو يتقصى الحقائق!، فشارون يتخذ سياسة سلفه نتنياهو في مسألة النوايا.فهو منذ البدء يقرر ان السلام يجب ان تضع شروطه إسرائيل، فهي المنتصرة والقوة الضاربة وما على العرب الا ان يبصموا على هذه الشروط. ولقد اختار نتنياهو اصدار الكتاب في عام 1995م وهو وقت كانت رياح التغيير من اجل السلام والمفاوضات بين العرب وإسرائيل قد هبت فيها جيداً. لذا كانت رسالته موجهة للعرب بالدرجة الاولى: نحن لن نتنازل ولن نغير من الوضع شيئاً والسلم شروطه بأيدينا لا بأيديكم!


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب نتنياهو « مكان تحت الشمس »
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-30-2018, 07:38 AM
  2. كتاب نتنياهو مكان تحت الشمس اسوأ من لتاب كفاحي لهتلر
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-03-2018, 03:06 PM
  3. كتاب نتنياهو «الإيديولوجيا والسياسات»
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-16-2016, 08:10 AM
  4. قراءة في كتاب..
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-11-2011, 11:48 AM
  5. إبداع الشمس لحظة الذوبان ( ديوان هل تهرب الشمس؟ - أحمد السرساوي)
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-09-2008, 05:40 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •