كعادتى كل يوم وقفت امام المرآه اتأمل صورتى فيها ، اتأمل مافعله الدهر فى خلقة الله العلى العظيم ، المرآة لا تنافق ولا تجامل ، تظهر صورتى كما هى دون رتوش او تجميل ، لكن فى هذا اليوم حدث شىء غريب ، كأن المرآة مسها سحر او شىء من جنون ، لم تظهر صورتى كما هو مفروض ، بل اظهرت صورة ظهرى ، رغم اننى اقف امامها مثل كل مرة ، شىء غريب ! لماذا اظهرت الظهر هذه المرة ؟ وما هذا الشىء الذى ينموا اسفل ظهرى ؟! يبدوا لى كذيل صغير ، كيف ومتى نمى هذا الذيل ، ولماذا لم اشعر به من قبل !هذا هو عيبى اذن ، هذا هو التفسير المنطقى لعزوف البعض عنى وتجنبهم صداقتى ، يجب ان اتخلص من هذا الذيل ، احضرت سكين وقطعته ، لكن لا فائدة ، لم استطع التخلص منه فقد نمى غيرة بسرعة مذهلة ، اذن ما العمل ، كيف ادارى هذا الذيل ؟ كيف اتجنب اظهار هذا العيب ؟ سأرتدى الملابس الواسعة ربما اتمكن من اخفائه تحتها ، فشلت المحاولة ، مازال الذيل ظاهرا ، اذن سأتجنب البشر ، سأنزوى فى ركن صغير من الحياة ، ابداً هذا لن يجدى ، لا لا لايمكن تنفيذ ذلك ، اذن لا بد من المواجهة ، سأتحداهم واسير بينهم ، فليقبلونى هكذا او يرفضونى ، لن اهتم اذا تجنبنى بعضهم اوجميعهم ، ها انا اسير بينهم بلا خجل ، اشعر بصداع شديد ، توجد غشاوة على عينى ، بدأت تنقشع رويداً رويداً ، اصبحت ارى بشفافية اكثر ، اصبحت ارى حقيقة البشر ، انتقل سحر المرآة الى عينى ، ارى جميع البشر وقد ظهر لهم ذيول ، يختاف الذيل عن ذيلى ، بل يختلف الذيل من فرد لآخر ، لا يهم ، المهم ان للجميع ذيول ، بعضهم يشعر بوجوده ومعظمهم يجهل وجوده او يتظاهر بجهله ، اذن لا فرق بينى وبينهم ، سأسير بينهم مرفوع الرأس ، ومن يعترض منهم سأبين له عيوبه ، سأدعوه للوقوف امام مرآتى السحرية ،و سيرى بنفسه فظاعة ذيله