مملكة تدمر
بعد الاضطراب الذي حصل في القرن الأول ق.م في بلاد ما بين النهرين .. سيطرت تدمر على التجارة بين سوريا وتلك البلاد .. وهي مدينة عربية قديمة ذكرها ( تغلث بلاصر ) نحو 1100 ق.م في رقم باسم ( تدمر أمورو ) وتغلث هذا ملك آشوري قد حاصرها لشهور .. وبهذه الوثيقة .. فانه يفند مزاعم الرومان الذين يدعون انهم هم من بنوا تدمر ، كما يفند مزاعم اليهود في أن جن سليمان عليه السلام هم من بنوا تدمر .. فسليمان بن داود بن شاؤول ، وشاؤول توفي في سنة 1020 ق م . فانظروا أي خلط وأي إدعاء باطل .
والواقع ان تدمر دخلت تحت الحماية الرومانية منذ ان دخل الرومان بلاد الشام حوالي سنة 17م وقد ضمت تدمر الى الإمبراطورية الرومانية على يد (جرمانيكوس) لكنها لم تفقد الحكم الذاتي رغم ذلك ..
وسطع نجم التدمريين ، في أيام ملكهم (أذينة ) 265م ، الذي استطاع أن يقصي (شابور الأول ـ الفارسي) من الشام ، ويلاحقه الى المدائن عاصمته ، وسبق له أن أبلى بلاء حسنا في نزاعات بين الروم والفرس .. فمنحه الروم لقب إمبراطور فخري ، و أقره نائبا للإمبراطور العام وقائدا لجيوش روما في الشرق عام 262م .
وبذلك تمت له السيادة على مصر وشمال جزيرة العرب و آسيا الصغرى ، وربما أرمينية .. ولم تمض سنة على تلك العظمة حتى اغتالته روما في حمص مع ابنه البكر .. وبعد مقتله آل الملك لزوجته ( زنوبيا ) ، التي أشرفت على شؤون الدولة ، ريثما يبلغ ابنها القاصر (وهب اللات ) ..
وسارت على نهج زوجها ، فتحدت روما وعاونها قائدان من أبناء تدمر هما (زبدا) و (زبَاي) . فاحتلا الإسكندرية ، ثاني أهم مدن إمبراطورية الروم ، وتوجهوا نحو بيزنطية .. فتراجع الروم الى أنقرة .. ثم استجمع الروم قوتهم واستطاعوا قهر (زبدا) في إنطاكية ، وتراجع نحو حمص فغلب .. ثم دخل الروم (تدمر) بقيادة (أورليانوس) إمبراطور الروم نفسه ، ظافرا. ففرت زنوبيا الى الصحراء على ذلول ولكنها لم تفلت ..
فأمر أورليانوس ، بتكبيلها بسلاسل من ذهب ، ثم اقتادها الى روما .. وفي الطريق أبلغ أن ثورة حصلت في تدمر .. فعاد فدكها وهدمها عام 272م .