حَرَامٌ عَلَيْكِ مَنَامٌ
فُؤَادُ الْمُحِبِّ إِذَا ثَارَ شَوقًا = كَرَوْحِ الْغَرِيقِ دَنَتْ بِافْتِرِاقِ
إِذَا مَا غَشَاهَا احْتِضَارٌ تَهَاوَتْ =فَمَا مِنْ مُغِيثٍ لهَا أَو رِفَاقِ
فَكَيْفَ حَبِيْبٌ رَمَانِي هَوَاهُ = غَرِيقًا فَيَنأَى وَيَنعِي فِرَاقِي
وَإنِّي رَأَيتُ الْمُنَى حِينَ غَابَتْ = بِلُقْيَا دُرُوبِ الْهَوَى كَالْمَحَاقِ
..
سَقِيمٌ وَمَا بي سَقَامٌ وَلَكَنْ =عَيَانِي الْهَوَى وَالْجَوَى صَارَ دَائِي
إِذَا مَا دَعَوا ليِ طَبِيبًا يُدِاوِي =فَقُلْتُ الحَبِيبَ بِقُرْبِي دَوَائِي
سَأَلتُ الليَاليِ مَتَى يَشْتَفِيني =فَقَالَتْ لَكَ الصَّبرُ وِرْدَ الشِّفَاءِ
فَيَا وَيحَ قَلبِي بِعِشْقٍ رَمَاني = وَوَجْدٍ ، وَأَطْيَافِ حُلْمِ اللِّقَاءِ
..
أَبَتْ بَعْدَ بَيْنٍ عُيُوني مَنَامًا = فَمَا مِنْ رُقَادٍ وَسُهدِي سَبِيلِي
قَتِيلُ الْغَرَامِ ، شَهِيدُ التَّمَنَّي = وَمَا مِنْ مُجيِبٍ بِلَيْلٍ عَوِيلِ
وَقَدْ زَادَنِي لَوعَةً طَائِرٌ = تَبَاكَى الْهَوَى مِنْ فِرَاقِ الْخَلِيلِ
فَأَدمَى عُيُونِي وَصِرنَا سَوَاءً = بِدَمعِ الْجَوَى نَشْتَكِي كَالْعَلِيلِ
..
حَرَامٌ عَلَيْكِ مَنَامٌ فإنِّي = سَمِيرُ اللَّيَالِي أُنَاجِيكِ عُودِي
ظَلَامٌ كَظُلمٍ عَيَانِي بِسُهْدٍ = وَكَمْ مِنْ نجُوُمٍ عَليَّ شُهُودِ
وَكَمْ مِنْ لَيالٍ بِنَجْوَى الْخَوَالِي=فَيَصْحُو حَنِيِني يُنَاجِي وُجُودِي
متى الحُلمُ يصحو فيغدو مجيبًا= وتزهي الحياةُ بدَنو الوعودِ
..
بِصَفوِ اللُّقَى رَوِّنِي يَا حَبِيبًا = وَنَيْلِ الْمُرَادِ وَعَوْدِ الْأَمَاني
وَامحْ الْأَسَى مِنْ فُؤَادٍ وَجَفْنٍ = فَإنِّي شَكَوتُ الزَّمَانَ هَوَانِي
فَأَيْنَ الْمُنَى حِينَ كُنَّا وِفَاقاً = وَأَيْنَ الْوُرُودُ وَ هَمْسٌ دَعَانِي
فَهَلْ كنُتْ لِي نِعْمةً ثُمَّ زَالَتْ= وَأَمْسَتْ سَرَابًا دَنَا وَاحْتَوَانِي ؟
..
فَمَا أَبْعَدَ الْوَصْلَ يَدْنُو مُجِيبًا =وَمَا أَقْرَبَ الْبَينَ يَأْسُو لْحَالِي
إِذَا مَا الْهَوَى رُمَّ وَهْماً فَيَغدُو= كَظِلٍ تَلَاشَى ، بِدَربٍ مُحَالِ
فَذَاكَ رَبِيعٌ بِذِكْرَى تَهَادَى =فَإِنْ شِئْتِ وَصْلاً تَعُودُ الْخَوَالِي
وَتَشدُو بِقُربِي طُيُورُ الرَّوَابِي=وَمَا اسْتَعْذَبَ الْوَجْدُ صَهْلَ اللَّيَالِي
..
إِذَا لَمْ يَسَلْ فِيْكِ شَوقٌ عَلَيَّ=أَتَانِي جَوَابُ الْجَوَى وَالْجَفَاءِ
فَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى ذِكْرَيَاتِي = وَأَعْلَمْتُ رُوْحِي فَنَاءَ اللِّقَاءِ
وَأَمْضِي بِنَجْوَى فُؤَادِي غَرِيْماً =إِذَا صَاحَ شَوْقِي هَجَاهُ رَجَائِي
وَصِرتُ بِدَربِ الْأَمَانِي عَلِيلَاً = فَهَلْ يَا حَبِيْباً تُجِيبُ نِدائِي
شعر : مراد الساعي