مولد النور ،،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
مكة النور أشرقت بالضياء
حينما جئت يا حبيب
السماء
جئت في ليلة الملائك
فيها
حفت الأرض من عميق
الفضاء
كي ترى لحظة انبثاق نبي
وحـّد الله قبل طين وماء
واستدار الزمان نحو رسول
زانه الحسن في ربيع
السناء
زغرد الفجر إذ بزغت إليه
وانتشى الكون لاهجا
بالثناء
أشرقت شمسه فأطفأ شمسا
عـُبـِدت دون خالق الأشياء
رتلت حمدها ملائك
رب
لإله له جميل
البهاء
سبح اللهَ في السماء سجودا
روحُ جبريل ساكن العلياء
وترى الآخرين خروا بحمد
يـُسمع الكونَ أجمل الأصداء
وتباهت جبال مكة فخرا
وأنيرت جبالها من حراء
وأصاخت أشجارها في خشوع
لصدى الحمد مالئا للفضاء
صمت الليل إذ أتيت سكونا
وغدا سمعه بغير انتهاء
وأنارت بصرى
بنورك
فجرا
وأضاءت صنعاء دون
مراء
كل نور أتى الخلائق يوما
هو جزء من نورك الوضاء
جئت للناس رافعا أصبع التو
حيد يعلو من فوق كل لواء
فأصاخت بطاح مكة سمعا
ليسير الشريعة السمحاء
قلت دين الإله ساوى جميعا
بين أهل الثراء
والفقراء
كلنا من تراب آدم لا فضـ
ـل للون التراب في الآباء
إنما الفضل في اتقاء تقي
غضبَ الربِ خالق ِ الأنحاء
يا نبي السّماء أمتك اليو
م تهاوت وما غدت في العلاء
سلمت قيادها علوجا وفرسا
ثم أضحت قلوبها من هواء
أين ذاك الزعيم يرفع رأسا
لشعوب لها طويل انحناء
أين تلك الشعوب تكسر قيدا
من قيود الأعداء والأصدقاء ؟؟
أين ذاك الزعيم يشعل نارا
في خيام التشريد
والإقصاء ؟
أين ذاك الزعيم يصنع عزا
منقذ من جهالة السفهاء ؟
أصبح الذل
في رغيف انكسار
وغدا الكل من قطيع الشاء
خاضعا للولاة من كل لون
فاقد العزم فاقد الكبرياء
يمتطيه الحكام علفا وذبحا
كبلوه بمثقل الأعباء
من لشعب له فؤاد رحيم
ينقذ الناس زمهرير الشتاء
بات أطفالهم جياعا وقد هدّ
م البيت في جحيم العراء
أغلقوا عنهم المعابر ظلما
جرحهم نازف بغير دواء
من لشعب إذا تضور جوعا
جاءهم حاكم بخبز الهباء
من لشعب إذا تساقط ثلج
لم ينم حاكم دثير
الفراء
من لجوع الجياع أو
للثكالى
إن غدا حاكم بغير حياء
وغدا همه يبيع
دموعا
ويداه توضأت بالدماء !!
بئس شعبا إذا اعتلته بغي
أصبحت رمز عفة الشرفاء
بئس شعبا تراه يرقص دوما
يحسب الذل سلم الإرتقاء
ويرى في هزائم أي نصر
ويرى في الذليل رمز الإباء
سادنا في غياب شرعك ظلم
حكمتنا جهالة الجهلاء
ثم غاب الرجال قولا وفعلا
واكتوينا جهالة الأغبياء
وانتظرنا عدالة في غباء
كانتظار الملهوف للعنقاء
يا حبيب الإله جد لي بحرف
أرتجي فيه خالقي ذا العطاء
أن يجود الإله نصرا عزيزا
يخرج الكل من عميم البلاء
إن في القدس صخرة
ويتامى
ودماء لأشرف الشهداء
وتراب يباع في كل وقت
وحقوق تضيع للشرفاء