الاحتلال يمحو "العراقيب" من الخارطةنحو 1500 جندي صهيوني شاركوا في عملية الهدم وتشريد المواطنين
النقب- المركز الفلسطيني للإعلام
أقدمت جرافات جيش الاحتلال الصهيوني صباح اليوم الثلاثاء (27-7) معززة بقوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة تقدر بألف وخمسمائة جندي صهيوني على هدم قرية العراقيب الفلسطينية في النقب داخل الأراضي المحتلة سنة 1948، وإزالتها من الوجود ما أدى إلى تشريد المئات من أبناء القرية.
وداهمت تلك القوات قرية "العراقيب" واعتدت على أهلها، والمتضامنين العرب والأجانب الذين تواجدوا منذ ساعات الليل في القرية، ومن ثم شرعت بهدم منازل القرية بأكملها، ودفن محتوياتها تحت الأرض، كما قامت بتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار، ثم طردت سكانها البالغ عددهم نحو 700 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وتزعم سلطات الاحتلال أن الأراضي التي أقيمت عليها القرية، هي "أراضي دولة"، بينما يصر سكان القرية، على أن الأرض التي أقيمت عليها القرية تعود لسكان القرية، ورثوها عن أجدادهم قبل إنشاء الكيان الغاصب، ويؤكد أهالي القرية أنهم لن يرحلوا عن أراضيهم، وأنهم سيعيدون بناءها مرة أخرى في الغد .
وذكر شهود عيان أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال فرضت منذ ساعات الصباح، حصاراً على القرية، وأغلقت جميع الطرق المؤدية للقرية، ومنعت الدخول والخروج من القرية.
وأضافوا أن قوات الاحتلال، ولدى اقتحامها للقرية مصحوبة بطائرات مروحية، قامت بإطلاق القنابل المضيئة في سماء القرية، ومن ثم حاصرت جميع منازل القرية، ومنعت من بداخلها من السكان والمتضامنين من الخروج، إلا قبيل هدم المنزل الذي هم بداخله.
وأوضحوا أن قوات الاحتلال قامت بتحميل جميع محتويات المنازل المدمّرة في شاحنات أحضرت خصيصاً لذلك، ونقلتها إلى جهة غير معلومة، فيما اقتلعت القوات الصهيونية حتى الأشجار داخل القرية، وأزالت كافة معالمها.
وأدت عملية الهدم إلى ردود فعل غاضبة من الأهالي والمتضامنين، فأشعلوا الإطارات المطاطية وأغلقوا الشوارع، ووقعت مواجهات بينهم وبين قوات الاحتلال ، م ا أدى إلى وقوع عدد من الجرحى، فيما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من سكان القرية والمتضامنين معها.
وقرية "العراقيب"، هي واحدة من بين نحو 65 قرية فلسطينية في النقب، يقيم فيها أكثر من 70 ألف فلسطيني، ترفض سلطات الاحتلال، الاعتراف بها، وتحرمهم من كافة الخدمات، ولا تتوفر فيها بنية تحتية، وتهدد قوات الاحتلال بهدمها وتهجير سكانها.
يذكر أن ترحيل أهالي العراقيب من المنطقة إلى داخل راهط، يأتي في إطار مخطط ضم أراضي العراقيب إلى متروبولين بئر السبع. علما أنه يوجد في القرية مقبرة تاريخية وآثار بيوت قديمة جدا يعود تاريخها إلى مئات السنين تعود لأصحاب الأرض الأصليين، في حين يرفض أهالي القرية رفضا قاطعا الرحيل عن أراضيهم .
وكانت قد وقعت مواجهات مماثلة في شباط الماضي في أعقاب قيام جيش الاحتلال بتجريف الأراضي الزراعية التابعة للقرية، حيث تم تجريف أكثر من ألف دونم مزروعة بالقمح والشعير.
كما وقعت مواجهات بين أهالي القرية وقوات الاحتلال في أوساط نيسان الماضي، وذلك في أعقاب قيام قوات الاحتلال بإغلاق مداخل القرية واستفزاز العمال العائدين إليها، والاعتداء عليهم، وذلك في إطار تضييق الخناق ودفعهم إلى الرحيل.
وفي مطلع أيار الماضي اقتحمت قوات الاحتلال والوحدات الخاصة الصهيونية والجرافات الثقيلة وما يسمى بـ"الدوريات الخضراء" قرية العراقيب، وحاولت مصادرة الأمتعة التابعة لأهالي القرية تمهيداً لترحيل سكانها، بعد هدم خيمة الاعتصام، وبعد تطويق القرية بالكامل .
</span></span>
منقول