(صلاة الموت )
1
أمس ِ
أخَذتـْهُ مدرسَتـُهُ عالياً
كغرّة بياض ٍللصف
وجنتاهُ اليومَ
سكرتان تتمشـّى عليهما الجـِراح
عيناهُ على رصيف ٍعائم ٍ
فـَلَتَتْ منهما الصـُوَر
شاردٌ ماؤهما حيث إله ٍ آفل ٍ
تسدلان أوراقهما لتناسل الرماد
نافرٌ غضبُهما المنكـّس .
عيناه المنكـّستان
سقط منهما الصحـو
ومضى
كيفما يـُومىء إليه الرب .
2
لا يمكن أن يموت وردٌ
لقد أخطأ القبرُ
لا تحمّله وزرَ توريتك
شهيدٌ كونٌ جناح
دمُه قلادةُ وعدكَ
ووعدُكَ طرفة ُ رمش
أخطاءٌ وضوء الدلو
وتهتـّك المئذنة
حديدٌ لقاح دفـّتكَ
الورد لا يموت
حبيبتك مناديلُ القمح
ضياؤك من رافقها
وأجهد حقلاً يغازل
الصلاة حياة أخرى
صلينا ولبسناكَ
لبسناكَ وتاهت بنا الحجبُ
حتى خلنا أننا عرشـُكَ
فانتصبنا
هو ذا الموتُ يجر بياضكَ
كُلهُ قبل أن يأكلك .
3
أُعطي نفسي طينها
أنفخ ُفيها صورتكَ
كي تـُحاذرني الدبابات
ألقتلُ يصرخ
والدباباتُ كلام
ماذا أقول حين تمحوني أنت؟
أفتحُ صدري أدعو مياهكَ
فيفقس بعوضُ الدبابات
دون حذر يحصدك
ربّاه
حين صلـّى الموتُ لآلات الحرب
خشيتُ عليكَ
خشيتُ ان يَلبسكَ قبعة ً
ويقولُ اهتد يت
كلّ شيء لا محالة زائلٌ
ربّي هل منحتَ الموتَ ألوهيتك؟
4
إجهرْ
قّذيفتكَ نذيرٌ
قالت الاشجارُ كفرتَ
قال النخلُ
وسمّيت نفسكَ إلهاً؟
بل صوّرتني كما قال على صورته
وقلتُ اعطني يديكَ
كنتُ على يقين بأنـّي قِبلة ُالقنابل ِ
وأنّ الإله الصغير
يسبّح بالشظايا
وحين يستنفد
أشلاءً قطرات
ألعاباً قطرات
مطرَ أصابع
تسجدُ الحربُ لإلهٍ قتيل .
5
أطفئوا الشاشة
أطفئوا الأضواء
ربوبيتي
ستحرق الاشياء .
6
أخرجوا
قاعة الدنيا تحطـّمت
رقبتي عن جسدي انفصلت
***
تمت الرواية المحرقة
مع آهات / وفاء عبد الرازق
ديوان / طفل حرب