سنيورة السياسة الأمريكية غونداليزا رايس
كمادلين أولبرايت عرفت رايس من أين تؤكل الكتف,ونجحت في الوصول إلى مبتغاها وحلمها كما تريد.
احتج باول على سياسة بوش الخارجية,لأنها وحدت العالم العربي في جبهة هائلة من الكراهية تجاه بلاده.
وهي جبهة برأيه سيستغرق تفكيكها50 عام.وقدم استقالته, حين اكتشف أنه خُدع بمبررات غزو العراق.
وشعر الجنرال كولن باول بأنه لطخ سمعته وتاريخه المدني والعسكري,وأساء لوطنه وشعبه وأسرته حين تصرف بما لا يرضى عنه الله وضميره.ولم يحاول بوش أن بثنيه عن استقالته.لأنه وتشيني كانا يتمنيان ما أقدم عليه الجنرال. فالبديل لدى بوش كان جاهزاً,وهو السيدة كونداليزا رايس. الملقبة بـ "أناكوندا".وهو نوع من الأفاعي السامة القاتلة الموجودة في صحراء نيفادا الأمريكية. وهي حيات رقطاء, تداهم فرائسها على نحو مفاجئ. وفي أنيابها السم الزعاف,ولا يبرأ من تتمكن من اصطياده.وسارع الرئيس جورج بوش لإقناعها بتولي حقيبة وزارة الخارجية. لأنه يعلم أنها أعلنت قبل الانتخابات إنها لا تتطلع إلى كرسي باول. وقالت لمقربيها: لست معنية بالمراسيم الفارغة,وبيروقراطية وزارة الخارجية. إلا أن قناعتها كانت على الدوام تنهار أمام الرئيس بوش جورج w بوش.ورضخت لإرادته ومشيئته,كما ترضخ الفريسة لأنياب الوحش الكاسر.بعد أن صارحته بأن تطلعاتها أن تكون وزير دفاع.ولكنها ستنصاع لما يريد,لقناعتها بانعدام تجربتها وخبرتها العسكرية والحربية.
وسارعت لصياغة السياسة الخارجية الأمريكية على مقاس النزعة العقائدية والعدوانية للمحافظين الجدد. وكانت رايس المرأة الثانية بعد مادلين أولبرايت التي تتربع على عرش وزارة الخارجية الأمريكية.ووجدت أن بحوزتها بالإضافة لمستواها الأكاديمي أسلحة أخرى. أهمها ارتباطها بعلاقات وطيدة مع عائلة بوش,وبصلة خاصة مع السيدة بار برا زوجة بوش الأب. إضافة إلى قدها الجميل وسيقانها الجميلة والبضة المنحوتة بنظرها من مرمر إيطالي بلون الشيكولاته.إضافة لما تملكه من مجموعة متنوعة من البسمات تكيف وجهها بهم كيفما تريد.كما أنها خبيرة بفن القُبل,وقُبلاتها صنف فريد.وتتكرم بها على من تشاء.وكل واحدة لها بأسلوب وطعم جديد, فتلك قبلة تعبر فيها لمن تُقّبله عن رضاها,وأخرى تعبر فيها عن غضبها,وثالثة تعبر فيها على أن جهده شبه مقبول.
ومن تابع المسيرة الأمنية والسياسية لسنيورة السياسية الأميركية رايس يكتشف أموراً كثيرة.وهذا بعضاً منها:
• فولاء كوندوليزا رايس لجورج بوش الابن مطلقاً ولا تشوبه شائبة, بحيث جعلها كامرأة غير قادرة على الاستماع لأية آراء تخالف أو تشكك بسياسته, وأفقدها القدرة على معرفتها الحكم الصحيح. فعندما يتعلق الأمر ببوش. يقول أصدقائها عنها:إنها لا تستطيع أن تقول لا لهذا الرجل!!!
• ووزير الدفاع رامسفيلد أغاظها مرات ومرات ,لأنه كان يتفوق عليها ببراعته في حبك المناورات. ثم أن تشيني يدعم كالطود رامسفيلد.وإكراماً لبوش تتظاهر بحبها لنائبه تشيني والوزير رامسفيلد . إلا أنها بكل هدوء وروية تنتظر ما يتفق عليه تشيني و رامسفيلد, وبعد أن يقنعا به الرئيس بوش.تدخل رايس على الرئيس بوش,وبسرعة البرق تقنعه بأن ما عرضوه عليه غير سديد, وغير قابل للتنفيذ.
• والسيد ديفيد لي كبير المفتشين عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ترك في نفسها ندبة.حين قال: إن السيدة غونداليزا رايس كانت أسوأ مستشار للأمن الوطني منذ أن أنشئ هذا المنصب.
• وأنها حين اختيرت مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي.خلعت أرديتها المثالية, وقهرت مفاهيمها الأخلاقية وإرثها الأكاديمي.وباتت مقتنعة بأن ممارسة السياسة,واعتناق الأفكار المثالية ليسا وجهين لعملة واحدة.وليسا توأمين أبداً، بل خصمين يتربّص أحدهما بالآخر إلى حد التهديد بالقتل المميت.
• وعبرت عن جزء من أفكارها.حين قالت لفصلية فورين أفيرز: ينبغي على السياسة الخارجية الأميركية في إدارتها الجمهورية أن تعيد تركيز الولايات المتحدة على مصالحها القومية ورغم أنه ليس من الخطأ القيام بشيء ما يفيد كل البشرية، إلاّ أن هذا يجب أن يكون في سياق الترتيب الثاني.
• ووصفت رايس الحكومة الإيرانية:بأنها المصرف المركزي للإرهاب, والتحدي الاستراتيجي لبلادها. وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ:أن الولايات المتحدة ستعارض بشدة سياسة إيران.
• ويتهمها البعض. أنها هي من أقنعت بوش الابن بنظرية الحرب الإستباقية. أي الذهاب نحو العدو المفترض حتى وإن كانت المعلومات غير حقيقية.أي شن الحروب على قاعدة الظنون والشكوك.
• و رايس هي صاحبة التصريح.والتي قالت فيه: حان الوقت لميلاد الشرق الأوسط الجديد.
• وكشفت الوثائق الجديدة التي عرضتها قناة الجزيرة.أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، أشارت إلى إمكانية ترحيل اللاجئين الفلسطينيين إلى تشيلي والأرجنتين.
• و تحدث ماركوس مابري كبير محرري مجلة نيوزويك في كتابه عن حياة رايس. بأن أول زيارة قامت بها إلى باكستان كوزيرة للخارجية في آذار 2005م.فأن رئيس الوزراء المتأنق,تأهب وغيّر من نبرة صوته كي يصبح أكثر إغراء. إلا أن كلامه للوزيرة رايس لم يكن له من تأثير يذكر. ووصف مابري الأسلوب الذي اتبعه عزيز في مغازلة رايس بأنه حملق في عينيها، وقال لها: باكستان بلد التقاليد الثرية.وأن عزيز كان يتباهى أمام الدبلوماسيين بأنه يستطيع إيقاع أي امرأة في حبائله خلال دقيقتين.
• والنائب الإيراني شكر الله عطار زادة.قال:أن مشاعر العداء التي تكنها كوندي لطهران,سببه هجران صديقها الإيراني لها, يوم كانا يدرسان معا في إحدى الجامعات الأمريكية، فالمحبوب ينحدر من قزوين.
• وصحيفة الشروق الجزائرية كشفت في 29 يونيو 2008م. أن وزيرة الخارجية الأمريكية المعروفة بالآنسة كوندي. تعيش حالياً قصة حب مع شاب عربي. وأن الاثنين يلتقيان في سرية تامة .وإن هذا الشاب العربي ينتهز فرصة سفره إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية للقائه بالسيدة رايس.
• ووزيرة التعليم الإسرائيلية السابقة ليمور ليفنات. تحدثت عن وجود علاقة جنسية مثلية سحاقية بين تسيبي ليفني ونظيرتها الأمريكية كونداليزا رايس. ووفقا لما جاء في موقع قضايا إستراتيجية العبري, فإن ليفنات أكدت أن ليفني طالبت رئيس الوزراء أيهود أولمرت بالاستقالة. ثم واصلت العمل معه, والذهاب برفقته إلى الولايات المتحدة, وكأن هدفها فقط إنما الالتقاء بكونداليزا رايس !!!!
• وفي 17/11/2000 ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.أن رايس قالت: يمكن أن تدعو الضرورة إلى وضع قوات بوليسية دولية لتنفيذ مهام حفظ السلام, لأنها الآن من مسؤولية الجنود. وهذه الفكرة لا يستسيغها اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري، ولذلك اعتبروا رايس عميلة للأمم المتحدة. بينما يعتبر اليسار الأمريكي رايس من مخلفات عهد الحرب الباردة الذين لم يدركوا ما حدث من تغييرات.
• و رايس من الصقور الداعين إلى تنفيذ برنامج الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ. رغم أنها شجعت بوش حملته الانتخابية على الكذب بالإعلان عن رغبته بتقليص أحادي الجانب لأسلحة بلاده النووية.
• وتداول نشطاء على مواقع الشبكة العنكبوتية مقاطع فيديو لطالبة صينية.تقول لرايس: أنت مجرمة حرب، ومعذبة، ومسئولة عن قتل العراقيين، ولا يصح أن تدرسي القانون الدولي.ولم تحتمل رايس كلمات الطالبة. فردت عليها قائلة: اذهبي إلى الجحيم. وغادرت قاعة المحاضرات مهيضة الجناح.
• ويشاع أن رئيس وأميرة وأمير لم يكن يخفون إعجابهم بالسيدة غونداليزا رايس و بأفكارها.و كانوا يسمونها ليزا أو صديقتهم السمراء.وقدموا لها هدايا من الذهب و الماس. وحتى أن هناك وسائط إعلامية كفضائية الجزيرة, تتخذ من أفكار رايس منهاجها في نشر قيم الحرية والإصلاح والتطوير.
• وأطلق طلاب وأساتذة بجامعة ستانفورد الأمريكية حملة توقيعات يطالبون فيها بمحاكمة رايس بتهمة تصديقها علي ارتكاب التعذيب وجرائم الحرب,وتضليل الولايات المتحدة لشن الحرب علي العراق.
• و رايس ترتبط بعلاقات وثيقة ووطيدة مع أرئيل شارون ومستشاره دوف فايسجلاس.
• وترى رايس: أنه يجب على أمريكا وحلفائها وأصدقائها, أن يكرسوا أنفسهم اليوم لإحداث تحول بعيد المدى في منطقة الشرق الأوسط. في الشرق الأوسط. وهو منطقة المؤلفة من 22 دولة يقطنها 300 مليون نسمة. ويقل إجمالي الناتج المحلي فيه عن الناتج المحلي في اسبانيا التي يبلغ عدد سكانها 40 مليوناً. ومنطقة الشرق الأوسط متخلفة بسبب ما يسميه مثقفون عرب بارزون عجزاً في الحرية السياسة والاقتصادية. وفي نواح كثيرة.ويوفر الشعور باليأس الأرض الخصبة لإيديولوجيات الكراهية التي تغوي أشخاصاً بهجر التعليم الجامعي والمهن والعائلة ليتحول طموحهم إلى تفجير أنفسهم، والقضاء على أكبر عدد ممكن من الأبرياء. هذه المكونات تشكل وصفة لعدم استقرار إقليمي وتفرض تهديداً مستمراً لأمن أمريكا.ومهمتنا هي العمل في الشرق الأوسط مع أولئك الذين يسعون إلى التقدم نحو ديمقراطية أكبر,والتسامح والازدهار والحرية. ووفقاً لما قال بوش في فبراير: للعالم مصلحة جلية في انتشار القيم الديمقراطية، لان الأمم الحرة والمستقرة لا تغذي إيديولوجيات القتل، بل تشجع على البناء السلمي لحياة أفضل.وتتابع رايس قائلة: لنكن واضحين: ذهب التحالف وأمريكا إلى العراق, لأن نظام صدام حسين شكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة والعالم. كان نظاماً سعى إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل واستخدمها وامتلكها. كان على صلة بالإرهاب اجتاح مرتين دولاً أخرى. تحدى المجتمع الدولي و17 قراراً دولياً طوال 12 عاماً. وأعطى كل ما يلزم من مؤشرات على أنه لن ينزع أبداً أسلحته ولن يخضع مطلقاً للمطالب الدولية المحقة. وتضيف قائلة:انتهى اليوم هذا التهديد. ومع تحرير العراق،تبرز فرصة استثنائية لتقدم إيجابي للشرق الأوسط يعزز الأمن في المنطقة وبالتالي في العالم.ونرى بالفعل براهين على السير قدماً في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
• و رايس في إحدى مقالاتها عن أوروبا حين كانت مستشارة للأمن القومي, والذي نشرته صحيفة واشنطن.قالت: أن الولايات المتحدة كرست نفسها بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب العالمية الثانية لتغيير طويل الأمد في أوروبا.وانصرف صنّاع السياسة عندنا بعد مسح الخسائر البشرية والدمار بما في ذلك مئات الآلاف من أرواح الأميركيين إلى إقامة أوروبا لا يمكن مجرد التفكير بوقوع حرب أخرى فيها.والتزمنا نحن وشعوب أوروبا برؤية للديمقراطية والازدهار ونجحنا معاً في تحقيقها.
• و عن التغيير في الشرق الأوسط.تقول رايس:لن يكون تغيير الشرق الأوسط سهلاً، وسيستغرق وقتاً. وسيتطلب إخلاص أوسع من أمريكا وأوروبا وكل الأمم الحرة، لتعمل بشراكة كاملة مع الموجودون في المنطقة ممن يشاركوننا إيماننا بقوة الحرية الإنسانية. هذا ليس إلتزاماً عسكرياً في الدرجة الأولى, لكنه يتطلب منا إشراك جميع أوجه قوتنا الوطنية الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية.وتضيف قائلة: وعلى الرغم من جميع مشكلاته، يشكل الشرق الأوسط منطقة تزخر بقدرات كامنة هائلة. إنه مكان الولادة والمقر الروحي لثلاثة من أعظم أديان العالم، ومركز تاريخي للعلم والتسامح والتقدم. وهو يحفل بالأناس الموهوبين والأذكياء الذين يستطيعون المشاركة بتقدم عصرنا الراهن عندما ينعمون بحريات اقتصادية وسياسية أوسع وبتعليم أكثر حداثة.
• يقول بعض المقربون منها أن رايس مختلفة اليوم عن ماضيها.حيث تبدو أكثر صقرية، على نمط واقعية القوة لـ ريتشارد تشيني. وأحياناً حتى محافظة جديدة، تتطلع إلى القيم الديمقراطية في العالم.
• محبوها يقولون، أن صدمة 11 سبتمبر غيرتها. بينما يقول خصومها أن قربها من بوش شوش تفكيرها.
• قبل الحرب في العراق. قالت رايس للرئيس بوش: إننا نقامر على كل الخزينة والآن سيتبين كيف سيذكروننا باعتبارنا الطاقم الأفضل في كل الأوقات أم العكس.وبعد احتلال العراق. سُئلت ما الذي يتوجب فعله الآن. فقالت: معاقبة فرنسا، وتجاهل ألمانيا والصفح عن روسيا.
• و رايس كانت ومازالت فخورة بما ارتكبنه إدارة جورج بوش الابن وحكام إسرائيل من جرائم في العراق ولبنان وفلسطين.وتعتبر هذه التصرفات وما نجم عنها من حصار وتجويع وتخريب وقتل وتدمير وسيلة دفاع عن الأمن الأميركي, وحماية لمصالح بلادها ومصالح إسرائيل وأمن إسرائيل.
• و رايس جسدت نظرية الفوضى الخلاقة على الواقع بشكل لم يكن حتى كيسنجر يفكر أو يحلم فيه.
• و رايس تعتبر أن الرئيس جورج w بوش هو أفضل رئيس من بين الرؤساء الأمريكيين الأربع والأربعون الذين تعاقبوا على بلادها. وأن الشعب الأمريكي لم يقدر أهمية وقيمة هذا الرئيس.
وستكشف الأيام والسنين ولو بعد حين, عن دور رايس في بناء جدران العزل.وحصار العراقيين والفلسطينيين, وعدوان إسرائيل على لبنان وغزة و الضفة الغربية ومخيم جنين,وتدمير العراق و اغتيال كثير من مواطنيه.
عادت رايس أدراجها إلى جامعتها بعد انتهاء ولايتي الرئيس جورج بوش الابن. ومازالت تصر أنه لولا الرئيس جورج بوش لتمزقت الولايات المتحدة الأميركية شذر مذر.,وهزمت من قبل تنظيم القاعدة والإرهابيين.وأن ما واجهه الرئيس جورج w بوش يفوق ما واجهه كافة الرؤساء الأمريكيين ال43 مجتمعين.ولكنك حين تسأل أي إنسان عن الفرق بين رايس وأولبرايت. سيجيبك بالقول: السيدة مادلين أولبرايت بيضاء اللون وقلبها أسود كالفحم,وفي حياتها الزوجية يتمت أبنتين.و رايس عزباء,وسوداء القلب واللون,وحياتها الاجتماعية جحيم.وكل واحدة منهن,شاذة ومجرمة,ويديها مخضبتان بدماء مواطني بلادها ودماء باقي الأمم والشعوب.
الجمعة:5 /8/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
bkburhan@hotmail.com