عفوا ً.. عشتا ر

قالت :
إني أحبك َ ما لدي َّ خَيا ر ُ
إني أحبك َ والهوى أقدار ُ
كيف َ انتهت ْ بالأمس ِ قصتُنا معا ً
لا رَدَّ نا ماض ٍ ولا تَذْكا ر ُ ؟
أجبتها :
لا تثقليني في الحوار ِ بما مضى
لن يُرجِع َ الماضي الأليم َ حوار ُ
نحن انتهينا وانتهى ما بيننا
قُتِل الربيع ُ وجَفّت ِ الأنها ر ُ
وجزيرة الحب التي شيَّدتُها
لا الغيم ُ يأتيها .. ولا الأمطار ُ
وحَمائم ُ الحب ِ التي سَكَنت ْ
جزيرتنا طواها الريحُ والإعصا رُ
ومَعابد ُ الحب الكبير ِ تساقطت ْ
وتساقطت ْ عن عرشها عشتا ر ُ
ماذا سأذكر ُ يا أثيمة ُ ؟ إنني
تنتابني .. غيبوبة ٌ .. ود ُوار ُ
عاما ن ِ والأحلام ُ تثقلني ولكن َّ
الهوى عند النساء ِ قِما ر ُ
حاولت ُ أن ْ أسمو بروحك ِ للسما
كرّرت ُ حتى ملّني التكرار ُ
وأرد ت ُ أن أحميك ِ مِن سُخْف ِ
النساء ِ ، ففكرُهن َّ خرافة ٌ وغُبار ُ
فَكسرت ِ أقداح َ الهوى وبقيت ِ
نَفْسا ً مِلؤها غيبوبة ٌ وَدَ ما ر ُ
أنكرت ِ يوما ً حبنا وزعمت ِ أن َّ
مَقولة َ الحب ِّ الكبير ِ صَغا ر ُ
فكرهت ُ في عينيك ِ ضَعفي يوم َ
كنت ُ عليك ِ مِن ْ همس ِالطيور ِأغا رُ
والصُّبْح َ في خدَّيك ِ أسكبه ُ
فتقطف َ لونَها من خدِّ ك ِ الأزها ر ُ
أحلامُنا ؟ أضحى يهمك ِ أمر ُها ؟
أم إنها ألعوبة ٌ ستُدار ُ ؟
كانت لنا الأحلام ُ نركض ُ خَلْفها
واليوم َ أصبح دونَها أسوار ُ
فلتنظري هذا الفراغ ُ يشلنا
وحُطام ُ قصتنا لديك ِ نُثا ر ُ
وحديثنا يبد و بلا معنى ً وقد
بَرَد ت ْ حرارة ُ حبنا والنا ر ُ
زَمن ُ الدموع ِ لقد مضى يا شِقْوتي
إني هنا فوق الغصون ِ كَنا ر ُ
أشدو الحياة َ وسحرَها في ألحُني
فوقي النجوم ُ وحولي َ الأطيا رُ
لليل ِ أجنحة ٌ تسا فر ُ بي
وتحملني إلى شُرُفاتِها الأقما ر ُ
أصبحت ُ حرا ً مِن خرافات ِ النساء ِ
فلا أنا صَب ولا مُحتا ر ُ
حمَّلتِني في الحب ِّ أوزارا ً وأمَّا
اليوم َ ، لا هم ٌّ ولا أوزار ُ
بيدي َّ قد فصَّلت ُ قيثار َ الهوى
وعلى يديك ِ تحطَّم َ القيثا ر ُ
خير ٌ لنا .. خير ٌ لنا أن تذهبي
فالأمس ُ ليس تعيده الأعذار ُ
قلبي لقد أوقفتُه يا لعْنتي
وكتَبْت ُ فوق القلب ِ ليس يُدار ُ
لا تذكري لي ْ الأمس َ فهو خطيئة ٌ
لم يمْحُها توْب ٌ ولا استِغْفا ر ُ
أقصوصة ُ الأمس ِ الأليم ِ طويتُها
جُرْحا ً بجوف ِ الصد ر ِ ليس يُثار ُ
هذا البرود ُ يغُلّنا في قسوة ٍ
مجنونة ٍ ... وكأنه جزَّار ُ
لا تزعُمي الأقدار َ شاءت ْ فرقَة ً
فالكل ُّ في دنيا الهوى أحرار ُ
أنت ِ التي أنهيت ِ مِشوار َ الهوى
غدْ را ً ولمَّا ينته ِ المشوار ُ
ألحب ُّ يرفعني إلى عَليائه ِ
وإلى الحضيض ِ تحُطُّك ِ الأوزار ُُ
******
عشتا ر ُ، عَفوك ِ إننا بَشر ٌ
وفينا الخير ُ والأخيا ر ُ والأشرار ُ
حاولت ُ يا عشتار ُ أن ْ أحمي الهوى
لكنَّما جِنس ُ النسا غدَّار ُ
آذار ُ أنت َ خَطَطْت َ يوم َ لقائنا
واليوم َ خُط َّ الهجْر َ يا آذار ُ