أشكرك أخي ناجي على هذا الرابط
بداية رحم الله الدكتور المنجرة وأسكنه فسيح جناته وأحسن إليه وجعل قبره روضة من رياض الجنة إن شاء الله، وقد كتبت كلمة على ما تقدم به الدكتور العزيز عبد الرزاق على صفحته على الفيس بوك، وبخصوص المقالة الخاصة به المتعلقة بمصطلح الاستلاب فقد ذكرتني بما كتبته عام 2005 في بحث لي بعنوان: "المجازر الصهيونية التطبيق العملي للعقيدة اليهودية"، وما أضفته قبل حوالي شهر على ما كتبته في تقديمي لمحاضرة بعنوان" الدولة المدنية والدينية .. إشكالية المعنى والمضمون"، أنشره هنا رداً على مقالة الدكتور رحمه الله:
العلاقة بين الدين والإيمان
كتب بول رينكو: "الدين هو استلاب الإيمان". وعلق عليها روجيه جارودي: ذلك أن كل دين هو الإيمان المُعَبر عنه في لغة ثقافة ما. وأن ما نُطلق عليه أزمة الدين، هو في الواقع أزمة الثقافة التي يُعبِر الدين عن ذاته من خلالها. وانتهى إلى القول: "أن العقيدة هي طريقة في التفكير، وأن الإيمان هو طريقة في العمل". ومالك بن نبي قال: أن أزمة أي مجتمع هي أزمة ثقافة، وقد عرفت المنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة؛ الثقافة: "أنها الإسلام حين يصبح الحياة"! والله تعالى جعل العمل قرين الإيمان بقوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات). والرسول صلَ الله عليه وآله وسلم قال: (ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل). ذلك معناه أنه لا يصح الفصل بين الإيمان والعمل لا في الإسلام ولا أي دين أو أيديولوجية لأن الأيديولوجيات تحل محل الدين لدى أتباعها، ويعبر عن نفس المعنى فيها بمصطلح "العلاقة بين النظرية والتطبيق"!
ومن باب العلم فقط: أن العقيدة اليهودية هي التي لا تشترط العمل لصحة الإيمان، لذلك اليهودية لا تُعتبر دين ولا أيديولوجيا، وقد عرفتها "دائرة المعارف العبرية": "اليهودية ليست عقيدة أو نظاماً من العقائد يتوقف مع قبولها الفداء أو الخلاص في المستقبل ولكنها نظام للسلوك البشري"! أي أنها كما قالت الكاتبة اليهودية روبرتا ستراوس: مجموعة من الأخلاقيات لا يمكن اعتبارها دين بالمعنى الصحيح للكلمة! وقد كانت هذه النقطة هي جوهر الاختلاف بين مارتن لوثر وكالفن اليهودي الأصل وكلاهما من مؤسسي المذهب البروتستانتي، فلوثر اشترط العمل لصحة الإيمان ودخول الجنة، وكالفن اسقط العمل واكتفَ من الإيمان النطق باللسان فقط! وبتقديري أن تعدد المدلول لمعنى الاستلاب في الغرب من السياسة إلى الاقتصاد وغيرها راجع إلى ضعف اللغة العلمية والثقافية في الغرب بصفة عامة في بداية عصر النهضة وكذلك إلى محاولات استخدام المصطلح من المفكرين والفلاسفة في الغرب كل في مجاله في الوقت الذي المصطلح غالباً له علاقة بالثقافة والدين أكثر من غيره، وهو أوضح فيما من غيره وخاصة في مفهومه ودلالته في اللغة العربية كما تفضل الدكتور في نهاية مقالته رحمه الله