بتحيتى يامن لقيتَ دموعا
ولوَانَّ فى ضيم الردى مصروعا
يرمى صداه كأن ْ لقاه صبابةً
ليَرُدَّ موتا أو يردَّ سطوعا
هوَ عذبوه على الحياة كأنه
قد يصنع المحظورَ والممنوعا
فلكم أجابَ مساوئاً ومناهلا
تركاه يهوى فى العذاب رضيعا
من ذا الذى يَجْنى فعالَ ضرارِه
والقلبُ جانٍ عنده ليضيعا
يا ايها الولدُ الحبيبُ مجرَّحا
بُعداً كرمْىِ الضاريات فظيعا
أزِفَ الرحيلُ فما أراهم ظلَّه
إذ يَحْملون ضياعَه لو ضِيعا
قتلتْكَ أبياتُ القصيدةِ بعدما
نِلت المطالعَ تَسْبقُ التصريعا
مجراكَ منصوبٌ وردفُك تحته
ونظامُ وزنِك ما يَزال سريعا
أأتاكَ فى الشعرِ الكلامُ متَيَّما
وأتاك فى النحو النداءُ بديعا
أمحمدا والله لولا مصرُنا
لتركتُ شعرى واكتفيت صنيعا
حملتْ أريجَ الحبِّ عند هوانِها
فتضوَّعت بعبيرها تضْويعا
قُتِلَتْ بأهلِ الأرضِ مصرُ كأنَّها
يومَ العريك تقاتلتْ لتطيعا
فيضانها كالعين يجرى أدمعا
لترى النساءَ قد ارتدين دموعا
سرق الحياةَ النابضاتِ فؤادُها
شغفا وما باللابسين دروعا
وإذا علتْ فالشمس تسجد حضرة ً
وإذا هوت فالموت ظلَّ جزوعا
لو كان فيها المشركون عبدنَها
وأقمن نُصْبا عندها وضريعا
تتلو الشياطينُ الكتابَ تعوزا
بالله منها والغريبُ شروعا
فلمن أرادَ إمارةً صكّتْ له
وجْها على تاريخها مصفوعا
ولمن أقرَّ قرارَها كانت به
ولمن أشادَ تحصُّنا وخُنوعا
فهى الجسورة للمريدِ مَذَلَّة
وهى الحفية للوليد خضوعا
هى أم هاجرَ فهْىَ جَدُّ محمدٍ
رَدَّ اللواءَ لأرضِها مرفوعا
تَلدُ الرجالَ فلا بسالةَ دونهم
وكأنَّ بين الجانحات منيعا
فليحفظِ اللهُ الحبيبةَ والردى
فالحمدُ للهِ الرحيمِ خُشوعا