حركة التجديد العربية : “إذا كان العيد فرحة، فأيُّ فرحة يمكنها أن تترافق مع شلالات الدم”.

ArabNyheter | 2013/08/07لا يوجد تعليقات
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
عرب نيهيتر-ستوكهولمأصدرت حركة التجديد العربية – حرية، وهي حزب سياسي تحت التأسيس عامل في الأردن منذ بداية الحراك الشعبي هناك قبل أكثر من عامين ونصف، بيانا مختلفا بمناسبة عيد الفطر، نوهت فيه إلى عدم قدرتها على التهنئة بهذه المناسبة، بسبب شلالات الدم التي تغرق الوطن العربي من تونس إلى العراق وسوريا، مرورا بليبيا ومصر وفلسطين ولبنان، دون استثناء السودان واليمن والأردن.

وقد أصدرت الحركة اليوم الأربعاء الموافق التاسع والعشرين رمضان، بيانا مؤثرا عنوانه: "إذا كان العيد فرحة، فأيُّ فرحة يمكنها أن تترافق مع شلالات الدم". وقد جاء في البيان أن هذه ظاهرة إراقة الدماء وإن كانت غير جديدة على العرب والمسلمين على مدى نصف القرن الأخير، إلا أن شهر رمضان وعيد الفطر لهذا العام قد اختلفا عن كل ما سبقاهما من رمضانات وأعياد، لا من حيث كمِّ الدماء التي أريقت فقط، وإنما من حيث اتساع خرائط الدماء وأساليب وأسباب إراقتها أيضا.وفيما يلي النص الكامل لبيان حركة التجديد العربية – حرية، بمناسبة عيد الفطربيان صادر عن حركة التجديد العربية – حريةبمناسبة "عيد الفطر"إذا كان العيد فرحة، فأيُّ فرحة يمكنها أن تترافق مع شلالات الدم (؟!)مع أن حكايات الدم العربي في أعيادنا ورمضاناتنا عديدة تعصى على الحصر في تاريخنا، إلا أن رمضان الذي نودعه وعيد الفطر الذي نستقبله، يُعدان الأكثر إيلاما على مدى نصف القرن الأخير من تاريخنا المعاصر، من حيث غزارة الدم المراق في مساحات الألم الرابضة على امتدادهما، ومن حيث اتساع الرقعة الجغرافية التي رُسِمَت فوقها خرائط دمائنا المراقة، بل ومن حيث تنوع أسباب إراقة تلك الدماء وأساليب إراقتها.فلأول مرة في نصف قرننا الأخير وربما على امتدادات زمنية أبعد من ذلك لو توسعنا في المتابعة، تمتد خريطة الدم من "تونس" شرقا إلى "العراق" غربا، ضامة كلا من "ليبيا" و"مصر" و"فلسطين" و"لبنان" و"سوريا" و"العراق"، دون أن ننسى "اليمن" و"السودان" بل و"الأردن"، الذي أخذت فيه إراقة الدماء طابعا تنفيسيا عبَّرت عنه جرائم ونزاعات واقتتالات جعلتها ترشحُ على سطح الحياة المجتمعية، سنواتٌ من "تبديد الهوية"، و"تمييع الثقافة"، و"إضاعة المستقبل والمصير"، و"رهن المقدرات"، ومحاصرة "الفعل الوطني".اغتيالات سياسية وأعمال إرهابية ضد الجيش في "تونس".نزاعات ميليشياوية خلفتها طبيعة التغيير الدموي الذي حصل في "ليبيا".دماء غير مفهومة تراق في "مصر" الكنانة، من سيناء إلى ميادين القاهرة والإسكندرية إلى عديد المحافظات المصرية في نزاع على شرعيات يدفع الشعب المصري من دمه المراق يوميا ثمنا لها. دماء تسيل في طرابلس وصيدا بالتبعية في "لبنان" لشلال دم لا يتوقف في سوريا.مجزرة مستمرة قاربت على ختم عامها الثالث، أحرقت الأخضر واليابس، ودمرت البلاد، وأزهقت أرواح العباد، في قلب العروبة النابض "سوريا" محولة إياها إلى محرقة حقيقية.أما "العراق" فحدث عن نزيفها الدامي الذي لم يتوقف منذ عقد كامل من الزمن ولا حرج، منذرا بفتنة مذهبية غير مسبوقة في تاريخ البشر. "السودان" الذي دفع ثمن رعونة سياسييه وقادته، بتراً غير مسبوق في جسده لعضو عزيز عليه سيصيبه بالشلل الجزئي، يدخل مرحلة دفع ثمن تداعيات هذا البتر المأساوي دماءً تسيل على الحدود وأخرى تراق داخل الحدود. أما "اليمنيون" فكل ما عندهم ينزف، دماؤهم، حياتهم، قوتهم، راحتهم، تاريخهم، مستقبلهم.
وجرحنا الغائر الحاضر دائما لم يعد قادرا على بكاء دماء "فلسطين" بعد أن غدت كلُّ الأمة تنزف، عندما فقدت البوصلة واتجهت إلى غير التحرير الذي يضمن وحده أن تراق الدماء عندما تراق في مكانها الصحيح.
إننا في حركة التجديد العربية – حرية،نبدي عجزنا عن تحديد ما يجب قوله لكل الأردنيين والعرب والمسلمين في العالم بمناسبة حلول عيد الفطر (!!)
هل نهنئ بعيد من أعيادنا قرره ديننا كي نفرح ونحتفل ونسعد (؟!)
أم نرثي دماءً وأشلاءً لم نعد نقدر على متابعة أخبارها، ولا على تخيُّلِ امتداد خرائطها، ولا على تِعداد أسباب وأساليب إراقتها (؟!)لكننا نستطيع قول شيءٍ واحد ووحيد هو أننا نتمنى أن يكون العيد القادم عيدا مختلفا عن عيدنا الراهن، نجرؤ معه على التهنئة النابعة من القلوب والمعبرة عن الفرحة (!!)فهل يكون ذلك ويتحقق (؟!)اللهم قدِّر واجعلنا أدواتٍ تنفِّذُ بها قدَرك