أساس البلاغة
--------------------------------------------------------------------------------
أساس البلاغة معجم من معاجم الألفاظ. ألّفه الزمخشري، محمود بن عمر، سار فيه على غير ما أُلف في التأليف المعجمي الذي انتهجه مَن سبقوه من مؤلفي المعاجم، فشمل الاختلاف: ترتيبه، وإيراد معاني الألفاظ وتفسيرها عن طريق السياق.
ترتيبه. ترتب الكلمات في أساس البلاغة بحسب أوائل أصولها المجردة، ويعدّ الزمخشري من السابقين إلى هذا الترتيب إن لم يكن الأول في ذلك.
المعاني. خرج أساس البلاغة في إيراد معاني ألفاظه عن المألوف في ذلك، حيث أضاف إلى المعاني المعجمية، معاني مجازية، فمن ذلك قوله: ¸ثَقَبَ الشيء بالمثقب، وثقّب الَّلآلُ الدرَّ، ودُرٌّ مثقّب... ومن المجاز كوكب ثاقب ودريٌّ، شديد الإضاءة والتلألؤ، كأنّه يثقُب الظلمة فينفذ فيها ويدرؤها·.
السياق. شرح الزمخشري الكلمات وفسَّرها عن طريق استخدامها في سياق يكشف عن معناها. فقد سار أساس البلاغة على تصاريف الكلمات ومشتقاتها وجموعها ومزيداتها، ومعاني كل منها مرتّبًا بعضها على بعض، متدرجًا بعضها وراء بعض، وسلكها في عبارات عدة تفصح عن معانيها، وتميز مجازها عن حقائقها، وقد تكون تلك العبارات مما يحتج به، وقد تكون غير ذلك، ومن أمثلته على ذلك قوله في مادة (حَصَدَ): ¸حَصَدَ الزرع: جزّه فهو حصيد، وجَمْعُه حصائد، وهذا زمان الحصاد: ﴿وآتوا حقه يوم حصاده﴾ الأنعام:141. ولذا يعد أساس البلاغة أول معجم سياقي في المكتبة العربية.
__________________
منقول