دمشق
د. عالم عبد الهادي
تعالي دمشق فقلبي هنا
تقطَّرَ من لوعةٍ و عنا
تحدَّثَ عنك بأسراره
و باح لوجدانه بالسنا
وكم كان فيك أسيرَ الحياة
يساقط منك لطيفَ الجنى
يحنُّ لأشجارك الباسقات
و للطير و السهل و المنحنى
و للياسمين بشعر فتاة
دعاني إلى قلبها و انحنى
و فيك لكم داعب الغانيات
أطعن الهوى و عصين الخنا
وفيك تعلّق بالأمنيات
و أطلق فيك عنان المنى
شآم اسأليني متى الكائنات
أحبَّتْ أجبْكِ : شآمُ هنا
و سرت بأمرك في الغافلات
عن السحر حتى رنت و رنا
ففيك السماءُ و إبن السماء
و بيت القصيد و همس الدنى
و فيك تجمَّعْتُ بعد الشتات
و غرَّرْتُ بالشعر حتى دنا
و راقصت أقمارك التائهات
و قدَّمت خمري لها موهنا
وشدْتُ من التيه في الشرفات
معاني الوجود و ما قد عنا
فلولاكِ ما سُطِّرَت كلمات
و لا أعلن الحبَّ من أعلنا
و لا صاغ ربُّكِ هذي الحياة
و حلَّى بك العمرَ و الموطنا
و لو عرف الكونُ ما قد عرفت
لما شاء غيرَك أن يسكنا
و أدمن روحَك في السكنات
و حرَّكَ في الحبِّ ما سكَّنا