من موضوع " للدكتور أحمد الليثي " ، حوار حول الحق والباطل، أنتقيت ما راقني، بتصرف..
ينتصر الباطل ليزداد صاحب الحق قرباً من الله.
يلجأ صاحب الحق إلى الله لعلمه بالله وثقته في نصره، ولو بعد حين. فينال رضا الله.
و ينتصر الحق ليعلم صاحب الحق أن الباطل لا يدوم. وليعلم صاحب الباطل أن أمره إلى زوال.
ويصطرع الحق والباطل لأن النفس البشرية أمارة بالسوء، تُغَلِّب شهواتها على مكارهها، فيأتي الحق ليكبح استشراء الباطل.
يساند الباطل رجال نظن أن فيهم عظمة النفوس
الباطل يحب الزينة، فهو قبيح في ذاته، والظن لا يغني من الحق شيئاً. أما الحق فجماله في ذاته فلا يبالي بالمظهر طالما سَلَم المخبر.
تمييز الحق عن الباطل ليس الباطل باطلاً برجاله وعددهم ، وليس الحق حقاً برجاله. بل الحق حجة على الرجال. وكما قالوا "لا يُعرف الحق بالرجال، وإنما يُعرف الرجال بالحق". فمن سلك سبيل الحق فهو الرجل، ومن سلك سبيل الباطل فغير ذلك وإن كان ذا شارب ولحية. أما العدد فحجة باطلة في ذاتها إذ أن العدد ليس شرطاً فأنبياء الله كانوا فرادى، وأتباعهم قلة، وهكذا كل داعٍ للفلاح.
للتمييز الباطل من الحق تعرضهما على كتاب الله، وسنة مصطفاه، ثم تختبرهما بعقلك وتستفتِ قلبك ولا تُغَلِّب هواك.
الصبر والحق كل متبع للحق يلحقه الأذى. ألم تقرأ قول الله تعالى "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"؟
هل يصيب الأذى أهل الباطل أيضاً؟
- يصيبهم بما كسبت أيديهم في الدنيا، ويعفو عن كثير، وحسابهم في الآخرة على الله.
عند تعذر التمييز بين الحق والباطل لا تكن إمعة، واجتنب ما تعلم يقينا فساده، واعمل على أن تتبين الحق فيما يعْضُل عليك، والاستخارة من خير الأعمال، واستشر من تثق في دينه وعلمه.
مصدره، ملتقى المفكرين والسياسيين العرب.