تاريخ القرآن - ثيودور نولدكه
نبذة عن الكتاب:
يقدم المستشرق الألماني (ثيودور نولدكه/1930) في كتابه (تاريخ القران) عروض نقدية للنص القرآني يضعها تحت طاولة البحث التاريخي والأدبي كما زعم ذلك الدكتور (جورج تامر) صاحب ترجمة الكتاب وهو يوجه عبر مقدمته عن الكتاب مقاصد البحث وآدواته على انها تؤرخ للنص القرآني،(أي ان تعالجه كوثيقة من وثائق التاريخ الانساني، رابطة إياه بموقعه في الحياة لتتابع بعد ذلك عملية جمعه وتعدد قراءاته،والاداة الاساسية المعتمدة في الدراسة هي البحث اللغوي)، الا ان هذا الزعم لم يكن ظاهراً في ثنايا الكتاب ـ وخصوصاً في الجزء الاول منه ـ كركيزة اساسية في البحث بقدر ما كان الاهتمام والتركيز على الغاء وتفكيك علاقة النبي بالغيب وسوس التجربة النبوية (ان صحت هذه التسمية) بما ينساب وبشرية النبي ومؤهلاته العقلية،فنولدكه يستبعد عنصري /التمام والكمال/ عن الروح النبوية ويشكك في مدى قدرتها على التاثير والتاثر،محيلاً التمظهر الاعجازي الى اتباع الغريزة التي كانت تدفع بالنبي تارة الى هنا وطوراً الى هناك فيعتبر كل ما يتلقاه منزلاً اليه من السماء..
درس نولدكه النص القراني واجواء تكونه وفق هذا المعطى الذي تبناه من بادئ الامر كأصل موضوعي دون ان يفصح عن مقدماته او على الاقل يشير الى شواهد تعزز تلك الرؤية وتوثقها، مصراً على القول بان ما صدر عن النبي هو انبعاث وجداني لا يعدو كونه انفعالاً وتأثراً،ثم يستدرك في تبرير تلك الممارسة النبوية على كونها متأتية جراء اعتقاد ساذج،اذ كان النبي ـ حسب رأيه ـ مفكراً بسيطاً مما حدا به الى (استخدام سلطة القرآن ليفرض اموراً لا علاقة لها بالدين) ..
ان هذه الدراسة لم تكن هي الوحيدة من نوعها ـ مع ما توصف به من شمولية ـ بل هناك دراسات اخرى تمركزت حول موضوعات قرآنية مجتزأة منها ما قدمه دارسون مستشرقون ومنها ما قدمه دارسون اسلاميون كالدكتور عبد الكريم سروش ومصطفى ملكيان و شحرور واخرين ،الا ان الخوض في معالجة هكذا اشكاليات من المفترض ان يتم من قبل المعنيين بالشأن القرآني الذين يعتقدون بخاتمية وتمام النبوة وبكون القرآن نصاً معجزاً ينتمي الى السماء بلفظه ومعناه و قد ابان عنه النبي وفسره عبر روايات هي الاخرى قد طالها التجريح والنقد والتشكيك، بدلاً من ان يستنزفوا الوقت في البحث عن مطابقة القرآن للمنجز العلمي ويدعون بعد ذلك صلاحيته لجميع العصور والأزمنة وقابليته للإحاطة بالكشوفات الكونية..
ما يسعى المقال اليه ـ رغم قصره ـ هو توجيه الخطى نحو معالجة تلك الاشكاليات الخارجية التي اثيرت من قبل المستشرقين ازاء النص القراني مقاربة له مع الكتاب المقدس وظروف نشأة بعض الاديان التوحيدية السالفة،والى الان تستجد الاشكاليات مع هذا لم تضع أي معالجات ترقى لمستوى الطرح المقابل مما يحتم على المؤسسة الدينية ان تنهض بواقعها المأساوي وتنبري بعض الاقلام الواعية الى وضع اجوبة مقنعة تنساب وحجم ما يذكر حول القرآن.
رابط التحميل:
http://www.maktaba-amma.com/2014/01/blog-post_8052.html