من دمع هجرك قد ذوى بي نرجسي
وغدوت من كأس المرارة أحتسي
فتشت عن نبضي بقلب حبيبتي
تفتيش لص في جيوب المفلس
ولبست أثواب الشقاء ولوعتي
ونسجتِ شوككداميا في سندسي
ورضيتُ أمشي فوق جمر صبابتي
لينام ظبيي في الحرير الأملس
ما عاد في عمر الهوى من ليلة
تروي ظمائي من سلاف أخرس
فالليل صار زوابعا مجنونة
والصبح أغلق لي هواء تنفسي
كأس المرارة كان دوما صاحبي
لا تقبسي مني الشقا لا تقبسي
وسراج عمري لم يعد في زيته
إلا القليل فحاذري أن تهمسي
فيطير قلبي والذبالة تنطفي
ويكون في عش التعاسة مجلسي
ناح الحمام بغصن حبي فارتوى
من دمع حزني قدنسجت ملابسي
قد كنت أخشي أن تكوني حسرتي
حققت فيّ تشاؤمي وتوجسي
من ثلث قرن كنت خنجر عاشق
في ظهر حب كنت فيه عرائسي
فتشت عن مثلي بخيبة عشقه
من حضر موت لبعد بيت المقدس
من تونس الخضراء حتى جدة
ومن الكويت إلى شواطي الأطلسي
فما وجدت مثيل قلبي في الهوى
الشهد فيه معلقم في أخمسي
فإذا شربت سكرت لا من حسنه
وإذا تركت أرى هضابك محبسي
وإذا عبست لهول ما قد حاق بي
تتضاحكين أأتى العبوس لتأنسي ؟
وإذا ابتسمت وجاء حظي مرة
وضحكت بات يرى الهوى أن تعبسي
كم قد عزفت مع الدموع بلهفتي
هدهدت شعرك والها كي تنعسي
ما عاد ينفع كل ورد حدائقي
كي تغفري حرف الغرام وتنبسي
إني يئست أراك طيفا راحلا
وأنا رحلت فحان بي أن تيأسي
أشقيت فيك جمال ظبي بائس
وأنا بحبك صرتأبأس بائس
هيا اوئدي عهدالهوى ما بيننا
ووراء حمقك في الغرام تمترسي
فأنا سأبقى في هواك تنقلا
ما بين سفحك والهضاب كنورس