سؤال طفولي يبحث عن إجابة غير طفولية
-------------------------------------------
أطفال في سن الطفولة ذاتها , لو رايتهم بعينيك , ستضع قلبك على قلوبهم , وتضيف إلى عقلك نسخة إضافية اخرى وجديدة عن الإنسان الفلسطيني .
أطفال هم الطفولة بعينها , لو سمعتهم ينشدون أناشيد الثورة والأمل ستزرع عقلك في أفواههم , أو تزرع أفواههم داخل عقلك الباطني بستانا أبديا لا يجدب عطاؤه مثل النور الذي يشع في العتمة المقهورة بالجهل , والتخلف ولا ينطفئ .
يا فلسطين تزرعين وتثمرين , وتعطي ثمارك عنا قيد الوجود العربي في قاموس الزمان المخالف لكل الأحرف العربية , تبعا لقانون القوى الاستعمارية ومفاهيم الذاتية المزاجية .
يا فلسطين استمري في الزرع والثمر , فإما ممات يغيظ العدا وإما حياة تسر الصديق .
ويا أطفالا زرعتوا مذابح الكتائب ومن ساندها في تل الزعتر اليتم في مولدهم وحياتهم وتحركهم , يا أطفالا زرعت جثث أبائهم واماتهم بطولة لا تتوقف في تقاطيع وجوههم , وإبداعا يقفز على كل إبداع في المشرق والمغرب العربي , واستمروا في النغم الفلسطيني وانشدوا نشيد الصمود الفلسطيني حتى أخر عرق من عروق الأمل في حياة ذات طعم بديل لطعم الأبوة والأمومة المسفوح دمها في تل الزعتر .
واتساءل نيابة عن طفولتي وعن طفولتكم وعن طفولة كل عربي يحلم بالوحدة العربية شعاعا وأملا لكيانه الشخصي ومستقبله الإنساني , ورفاهية للأجيال اللاحقة لجيله , ماذا يريدون منا ؟ لماذا يفعلون هكذا بنا ؟ لماذا يحرقون أمالنا في حق لنا الحياة والوجود ؟ سؤال طفولي في ميدان طفولي ينتظر إجابة جادة وغير طفولية ونحن في زمن جعلنا أطفالنا فيه رجالا اكبر من الزمن نفسه .
هذه هي برامج الحياة القادمة يا إخوتي الصغار , واستمروا في العناد , واستمروا في الصمود واستمروا في الغناء وارفعوا أصواتكم لتعانق السماء في العلياء , تأكل السحب وتشرب مياه المطر وتغرق كل خطا مني على الحدود العربية وخاصة الخط القابع في قناة ما بين البحرين ليتحول إلى خط اخضر كما كان دوما في الزمن العربي المشرق لكم منا التحية , ولكم منا التقدير والاجلال وليس لنا ولكم إلا الاستمرار والثورة .
-------------------------------
يا قدرا , ذهبت إلى كل الدنيا اعطنا حفنة من الأمل ..