حذف وإثبات ألف فاه وأفواه

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة الخامسة والعشرون
حذف وإثبات ألف فاه وأفواه
وردت "فاه" مرة واحدة ثابتة الألف؛
في قوله تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَـاـسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَـاـلِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَـاـفِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلَـاـلٍ (14) الرعد.
ليبلغ "فاه" القائم الموجود، وقيام وجود "فيه" دائم ومستمر ما دام صاحبه حيًا، وهو موضع إدخال ما يحتاجه الحي من الطعام والشراب، وعلى ذلك كان ثبات ألفه.
ووردت "أفواهكم" مرتين؛ مرة بالإثبات، ومرة بالحذف؛
فثبتت في قوله تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) النور.
هذا وصف لفعل وقت وقوعه من الذين شاركوا في حديث الإفك بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وخطاب موجه إليهم؛ وعلى ذلك كان ثبات الألف فيها.
وحذفت في قوله تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ الَّـاـئِي تُظَـاـهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَـاـتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ(4) الأحزاب.
الحديث في الآية عن أشياء لا حقيقة لها؛
فالولد الدعي لا يكون كالولد الذي من صلب والده.
ونساء الرجال لا يمكن أن يكن أمهاتهم اللاتي ولدنهم.
ولا يمكن أن يكون للإنسان في جوفه قلبان؛ قلب كافر، وقلب مؤمن.
ثم كان القول بصيغة الاستبعاد له؛ (ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ)، فعلى ذلك كان سقوط الألف منها.

</i>

آخـر تعديــل بواسطـة أبو مسلم العرابلي 27/04/2009 في 11:25 am.