ضوء على مرشحي الرئاسة الأمريكية

لست ممن يعلقون آمالا على أي انتخابات في العالم، ذلك لأن النظام يولد قادته ونظم العالم (الأول) ـ على الأقل ـ قد تشكلت وفق أسس للتطور تختلف عنا في العالم الثالث، وهذه الأسس تحاول تثبيت خطوط السياسة وتوجهاتها وفق مصالح تهم القوى التي أسهمت في تشكيل تلك النظم، فإن ذهب الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وجاء الحزب الديمقراطي، أو ذهب حزب العمال في بريطانيا وجاء المحافظون، فلا تغيير يُذكر في دعمهم للكيان الصهيوني، الذي هو الآخر لا تتغير سياساته بتغيير من يحكمه..

لكن من باب المتابعة، وتسليط الضوء على قضايا العالم السياسية، للتأشير على شكل التطور فيها، يصبح لزاما علينا أن نتعرف على الكيفية التي تتم فيها أمور تلك الانتخابات، سيما ونحن نشكل ساحة من أسخن ساحات العالم ..

وسنستعين بتقديم أسماء المرشحين وبعض الشروحات عنهم بما أفردت به مجلة السياسة الدولية في عددها 171 (السنة 44) الصادر في يناير/كانون الثاني 2008

أوباما .. الكاريزمية في مواجهة القيود

نجم سياسي يتمتع بكاريزما قوية وقدرة خطابية عالية، اعتبرته الأوساط الإعلامية والسياسية الأمريكية ظاهرة سياسية جديدة. أول سناتور أسود في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي ينافس على الفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي ليكون مرشحه لرئاسة الولايات المتحدة .. وإن فاز سيكون أول أسود يكسر احتكار البيض لمقعد الرئاسة الأمريكية خلال 218 سنة.

لقد ذكرت مجلة تايم عام 2005 في تحقيق لها، بأن (أوباما) واحد من أكثر 20 شخصية مؤثرة في العالم .. و(أوباما) يقدم نفسه كمثال للمواطن الأمريكي الجديد المتعدد الأعراق والخلفيات والمنفتح على الجميع ..

جذوره وخلفياته :

ولد (باراك حسين أوباما) في أغسطس/آب 1961 في ولاية هاواي لأب مسلم كيني أسود كان يدرس في أحد برامج جامعة هاواي وأم بيضاء من ولاية كنساس، وكان والده قبل ذلك يرعى الأغنام في قرية غرب كينيا ..

واسم (باراك) هو النطق السواحلي لبارك العربية .. انفصل أبوه عن أمه بعد سنتين من مولده، فعاد والده الى كينيا في حين تزوجت أمه من مهندس بترول إندونيسي، سافرت معه الى (جاكارتا) وبرفقتها ابنها .. التحق بمدرسة إسلامية في إندونيسيا، ثم التحق بمدرسة كاثوليكية .. ثم عاد الى هاواي الى بيت جده وجدته لأمه، وهو في العاشرة وعاش حياة مرفهة ..

التحق بجامعة في كاليفورنيا قبل أن يلتحق بجامعة كولومبيا الشهيرة ليتخرج منها عام 1983 في العلوم السياسية .. عمل في محللا ماليا لمؤسسة (بزنس انترناشيونال كوربوريشن) ثم أصبح مديرا لبرنامج تنموي في أحياء الفقراء في مدينة شيكاغو ..

زار كينيا عام 1985 ليزور قبر والده الذي توفي في حادث سير.. التحق بجامعة هارفارد وتخرج من كلية الحقوق عام 1991وعمل كمحاضر في جامعة إلينوي عام 1993 .. وكان قد تزوج من ميشيل روبنسون عام 1992..ويعيش الآن مع زوجته في قصر تاريخي تقدر قيمته بمليوني دولار ..

بدأت قصته مع السياسة عام 1992 عندما ساعد في تنظيم كشوفات 150ألف ناخب من الفقراء .. وفي عام 1996 انتخب لمجلس شيوخ إلينوي لينخرط بشكل قوي في الحزب الديمقراطي.. وفي عام 2004 انتخب كأصغر سناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي وأول أسود ..

في عام 2007 ألف كتاب (جرأة الأمل) الذي توفق فيه ليضيف ملكة الكتابة على ملكة الخطابة .. ويبين في كتابه كل فلسفته السياسية ..

سياسته الخارجية

لخص أوباما سياسته الخارجية في محاضرة له بمجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية .. واعترف أن غزو العراق أضر بسمعة بلاده ومصالحها ..وقد وضع خمس خطوات لمعالجة سمعة الولايات المتحدة:

أولا ـ فيما يخص العراق:

1ـ خفض عدد القوات في العراق
2ـ وضع جدول زمني للانسحاب من العراق
3ـ وجوب التقدم السياسي للحكومة العراقية
4ـ إعادة إعمار العراق
5ـ التركيز على الدول العربية في إصلاح وضع العراق

ثانيا: تطوير القوة العسكرية الأمريكية

ثالثا: قيادة الجهود لمنع انتشار الأسلحة النووية في العالم .. ومنع سوريا والسعودية من البدء في التفكير بالانضمام للقوى النووية

رابعا: بناء التحالفات وإصلاح نظام الأمم المتحدة لكي يقتنع الآخرون بعدالة الولايات المتحدة

خامسا: رفع حجم المساعدات الإنسانية لفقراء العالم لتصبح 50 مليار

فيما يخص إسرائيل

زار الكيان الصهيوني عام 2006 وعبر عن سعادته بتلك الزيارة، وزار البيوت التي هدمتها صواريخ حزب الله .. والتقى بأسرة أسير حماس (جلعاد شاليط) وأسر أسرى حزب الله .. واعتبر أن إسرائيل هي البقعة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة .. واعتبر أن إيران تشكل تهديدا لإسرائيل لا بد من عدم ترك إسرائيل في مواجهتها لوحدها ..

وتحدث عن قضايا داخلية .. تتعلق بالإجهاض والهجرات ..

هامش
ــ
عن مجلة السياسة الدولية التي تصدر عن دار الأهرام/ العدد 171/ السنة44 / بحث أعده ( وقدمنا تلخيصا له) أيمن حسونة/ ص 160