أحسبتم أنفسكم سلطة فلسطينية حقيقية؟!
د. فايز أبو شمالة
هل كنتم تخدعون أنفسكم يا رجال السلطةالفلسطينية، أم كنتم تخدعون العالم عندما أوهمتم الجميع بأنكم سلطة فلسطينيةحقيقية؟ وهل صدقتم أن لكم نفوذاً على الأرض الفلسطينية التي تقيمون عليها سلطتكم؟هل كنتم تجهلون أن الضفة الغربية أرض فلسطينية محتلة، وأنكم تمارسون النفوذ علىالسكان الفلسطينيين فقط، وبعد الموافقة الإسرائيلية؟ فلماذا دعوتم إلى عقد مؤتمردول عدم الانحياز في مدينة رام الله؟ ألم تكونوا تعرفون أن الدخول والخروج من رامالله لا يتم إلا بعد موافقة الحاكم العسكري الإسرائيلي؟ ألم تكونوا تعرفون بينكموبين أنفسكم أنكم لا تمتلكون إدخال ماعز صغيرة إلا بعد استئذان الحاكم العسكريالإسرائيلي؟ فكيف تريدون التلاعب بالاتفاقيات، وتحاولون إدخال رجال سياسية، وممثليدول عدم انحياز، لتعقدون مؤتمراً عالمياً دون الإذن المسبق من إسرائيل؟!.
أنتم تعرفون أنكم لا تمتلكون قراركم، وأنتمتعرفون أنكم لستم أصحاب النهي والأمر على الأرض الفلسطينية، وهنا يبز السؤالالتالي: لماذا أحرجتم أنفسكم، وكشفتم زيف إدعائكم بسيادتكم على الأرض؟ أم هل رغبتمفي التأكيد على ما ذهب إليه السيد عباس مدعوماً بفتوى وزير أوقافه، حين ناشدالمسلمين بأن يأتوا لزيارة القدس، وألا يقاطعوها، وليقاطعوا فتوى أئمة المسلمينوالمسيحيين العرب، لأن زيارة السجين لا تعني الاعتراف بالسجان! أرأيتم يا سيد عباسويا سيد هباش! لقد قال السجان: لا، لا نسمح بزيارة السجين إلا لمن يقدم فرائضالولاء للسجان، إنه يشترط على الزوار تقبيل رأس السجان، والانصياع لإرادته،والاعتراف فيه سلطة شرعية وحيدة تسيطر على المنطقة الممتدة من النهر إلى البحر؟أرأيتم يا قيادة فلسطينية نتائج الوهم الذي صدرتموه إلى العالم!.
يا رجال السلطة الفلسطينية، لا تغضبوا علىإسرائيل لممارسة نفوذها، وراجعوا الاتفاقيات التي وقعتموها مع إسرائيل، لتكتشفواأن منع ممثلي دول عدم الانحياز من المشاركة في مؤتمر رام الله ليس جريمة حرب، كماأدعى وزير خارجية السلطة الفلسطينية، لأن إسرائيل قامت تطبيق القوانين الإسرائيليةعلى الأراضي الخاضعة لسيطرتها، وقد وافقتم أنتم على ذلك عندما وقعتم على اتفاقية"أوسلو"، فهل نسيتم ذلك؟!.
إن تطبيق إسرائيل لاتفاقية أوسلو ليس جريمة حربكما يدعي رياض المالكي، وإنما جريمة الحرب هي بقاء السلطة الفلسطينية كما هي، فيالوقت الذي تستولي فيه إسرائيل على أرض الوقف الإسلامي، وجريمة الحرب هي صمتالسلطة الفلسطينية على تهويد القدس، وجريمة الحرب هي مواصل التنسيق الأمني فيالوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على ضم 62% من مساحة الضفة الغربية؟ وجريمة الحرب هيمحاربة المقاومة رغم انقضاء عام 1999، العام الذي حددته اتفاقية "أوسلو"لنهاية فترة الحكم الذاتي، وقيام الدولة الفلسطينية؟ وجريمة الحرب هي بقاء الرئيسرئيساً، ورئيس الوزراء كما هو رغم تحديدهم شهر أيلول 2011، كموعد نهائي لقيامالدولة الفلسطينية، وجريمة الحرب هي وجود وزراء فلسطينيين، ووجود رتب عسكريةومواقع وظيفية عليا، في الوقت الذي لم يبرح ألاف الأسرى الفلسطينيون السجونالإسرائيلية، المئات منهم قضى عشرات السنين في غياهب الجب؟
أيتها القيادة الفلسطينية التاريخية، نتوقع منكمأن تثوروا لكرامتكم هذه المرة، وأن تغضبوا، وأن تعلنوا انتهاء صلاحية السلطةالفلسطينية، ومغادرة قيادتها إلى الأبد.