قصيدتان...


خيال سؤاله نـادى صريعـا=يسابق في المدى سداً منيعـا

و ينسى في ثنايا الظلـم ذاتـي=ألا هل تدركُ السببَ الوجيعـا؟

فقد أحييت ُ في ذكـرٍ حياتـي=وبتُّ الودُّ أحفظُهُ جميعـا

فكم هاجرتَ عن وصلٍ متاحٍ=و لونُ الجرحِ ينزفُ بي نجيعا

فليت نزيفه محوٌ لحزني=وليت حروفه تشفي الولوعـا

و ليت الليـث يلغينـي أنينـا=لكي أحيا كحـي لـن يضيعـا

بحارُالحزن شاطئها التمنـى=فليتَ لزورقي موجاً مطيعـا


سأبقي جل وقتي في انتظـار=و ذو الأفكار تتركُهُ صديعـا


فلا ذا القلب بات كمن ينـادي=ولاباحاتـهُ تسـدي الصنيعـا

سأرجع كي أرابط في ملاذي=فقد ألغي كلامـا قـد أذيعـا

فقـرّب ساعـة َاللقيـا بـرد ٍ=لأرجعَ عاقداً توبـاً سريعـا

فلا أحلامي َالكبـرى تجلـتْ=و لا ما ضاعَ أفقدُهُ بديعا

وحاورْ خيرةً فـي ود ِأنـس=وحاول رقيةً تكسـب شفيعـا

وخل ٌ خـاذل ٌيكفيـك همـا=ترى الأحزانَ منفرداً جميعـا

و خذ في الناسِ أرشدَهم سبيلا=لكي تلغي شتاتـاً كـان بيعـا


****************



****************


خيال ُ الود قد أضحى عليـلا=يعاني مطرقـاً يمشي ذليلا

وإن رمتُ السعادةَ بابتسامٍ=أتاني زارعـاً ليـلا ًطويـلا

فقد عاركت ُ أطراف َالليالـي=و أنكرتُ الورى قلباً صقيـلا؟

فقد أبديت ُ من سوء ِ المعانـي=بما قدمت ُ من طيبـي جميـلا

جفاف ُالود قد أضحـى مقيتـاً=ولن أرضاكَ بعـدا ً أو بديـلا
تعاد ُحروفنـا كالبـؤس مـراً=وتروي يومنـا سرداً جليـلا

وتلقى حينـا للشـرب ِيومـاً=وتنسى صفعة ً جلبت عويـلا

فكيف َصنعت َسيفا ذا طبـول؟=وكيف سرقتَ من قلبي السبيلا؟

فلا يوماً عرفتكَ مثل َ نفسـي=ولافكرت َ في مرضي قليـلا

ولاحاولت َ أن تلقـى ندائـي=ولا طالبت ُ جمـا ً أو دليـلا

وكلتُ الأمرَ للرحمن ِ ربي=رجوتُ بمنِّهِ القربَ الطويـلا


أم فراس 8-5-2009