همسات ناعمة في أذن محمود عباس
د. فايز أبو شمالة
يا قيادتنا الأزلية، ألستم من قال بعظمةلسانه: إن الدولة الفلسطينية قائمة لا محالة في غضون عامين، وموعدها أيلول 2011،لقد جاء أيلول المشئوم، ولم تقم الدولة، ونحن اليوم في أيلول 2012،ولم تقم الدولة،ويجزم كل عاقل في هذا الوطن أن الدولة الفلسطينية التي كان موعدها 1999لن تقومأبداً؟ فماذا ستقول للشعب!؟
ويا قيادتنا الأزلية، ألستم من قال: إنبناء المؤسسات هي الأهم على طريق بناء الدولة، وأنك منشغل مع رئيس وزرائك سلامفياض في بناء مؤسسات الدولة، رغم أنف الإسرائيليين؛ الذين انشغلوا في بناءالمستوطنات، فلماذا نجحوا في بناء المستوطنات بينمافشلتم أنتم في بناء المؤسسات، وذلك وفق تقرير البنك الدولي، الذيقال: إن اقتصاد السلطة الفلسطينية غير مستقر بشكل كافٍ من اجل تأييد السلطةالفلسطينية لتصبح دولة فلسطينية.
ويا قيادتنا الأزلية، ألستم من قال: إنكوسلام فياض ستؤسسان لاقتصاد فلسطيني يعتمد على نفسه، لأن الاستقلال الاقتصادي هوبداية الاستقلال السياسي، فما الذي جرى؟ ولماذا صارت مديونية البنوك على السلطةالفلسطينية مليارات الدولارات، رغم أنكم تقبضون من الدول المانحة، وتقبضون منالدول العربية، وتقبضون مقابل الضرائب من دولة الكيان، ليأتي آخر الشهر، ولا يجدالموظفون رواتبهم، ليتأكد بذلك صحة البحث أجراه البنك الدولي، والقائل: إنالسلطة الفلسطينية ترتكز في نموها الاقتصادي على الدعم والمنح الدولية وهذا الدعميبلغ المليارات من الدولارات، و لكنه لا يكفي لضمان تطور اقتصاد السلطة الفلسطينية!
ويا قيادتنا الأزلية، أيكما المسئول شخصياً عن مأساتنا؟ أيكما الأصدق،الذي سيقف أمام الشعب ليقول: وعدتكم وخذلتكم، لقد فشلت وأفشلتكم، لقد زهقتوأرهقتكم، وأنا المسئول عن خراب بيتكم، وأنا الذي محقت أجيالكم، وترككم بلا وطن،وبلا مال، وبلا آمال، وبلا كرامة، تلوكون الندامة، بعد أن ماتت قضيتكم السياسيةالتي كانت تشغل الرأي العام العالمي، فصارت قضيتكم الأكثر تهميشاً!.
الشعب الذي خرجثائراً في الضفة الغربية لن يكتفي باعتراف رئيس حكومة رام الله سلام فياض لصحيفةالأندبندنت" البريطانية، حين قال: إن الفلسطينيين لم يكونوا أكثر تهميشاً منقبل عما هم عليه الآن!
والشعب الفلسطيني لن يصدق سلام فياض حينيقول: إن التهميش أصبح الآن العائق الأكبر أمام التقدم نحو إنشاء دولة فلسطينية،وهو التحدي الأكبر أمام الفلسطينيين! لأن في هذا التصريح نهاية حلم دولة المؤسسات،والتأكيد على أن قضيتنا السياسية حقل تجارب، وأن صاحبها هو الحاضر الغائب. وإذاكان التهميش هو العائق الأكبر لقيام الدولة، فمن الذي جعل الفلسطينيين هامشيين ياسلام فياض؟ ومن الذي جعل من الفلسطينيين شعباً لا يساوي لدي المستوطنين أكثر منبعضة شواقل إسرائيلية ؟ أليس التهميش نتاج سياستكم أنت ومحمود عباس؟ ألستماالمسئولين عن السياسة الفلسطينية التي أوصلت قضيتنا إلى هذا التهميش المهين؟
بماذا سترد القيادة الأزلية على همساتيالناعمة؟ هل ستتحمل المسئولية، ويقدمون استقالاتهم، أم سيخرج من يدافع عن الفشل،وينادي محمود عباس رئيساً للشعب الفلسطيني إلى أبد الآبدين؟