فضائل الشام
تدوينة بقلم : د. محمود نديم نحاس
مع الأحداث المتتابعة التي تجري على أرض الشام، تنتشر عبر البريد الإلكتروني أحاديث في فضائل الشام، بعضها صحيحة وبعضها ليست كذلك. ولقد قادني البحث في موقع الدرر السَّنِيَّة وموقع موسوعة الحديث الشريف إلى الوصول إلى بعض الأحاديث الصحيحة عن فضائل الشام، دون أن يعني هذا أن غيرها من البلدان ليس لها فضائل، لكني قصرتُ بحثي على فضائل الشام، وأذكرها هنا كما وجدتها دون شرح.
عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، فقلنا له: حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذًا وَحُذَيْفَةَ يَسْتَشِيرَانِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنْزِلِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمَا بِالشَّامِ، ثُمَّ اسْتَشَارَاهُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمَا بِالشَّامِ، ثُمَّ اسْتَشَارَاهُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمَا بِالشَّامِ، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: ”عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا صَفْوَةُ بِلادِ اللَّهِ، يُسْكِنُهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، وَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ“. وهذا النص من مسند الشاميين للطبراني. ومكحول هو مكحول بن أبي مسلم الشامي. “
عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ”إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: دِمَشْقُ، مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ“. وهذا النص من سنن أبي داود.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: ”إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ، لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ“. وهذا النص من فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل. وأبو معاوية هو قرة بن إياس المزني.
أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: ”يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تُأَمِّرُنِي؟ قَالَ: هَا هُنَا. وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ“. وهذا النص من الترمذي. وأبوه هو حكيم بن معاوية البهزي، وجده هو معاوية بن حيدة القشيري.
وعن عبد الله بن عمر أن مولاة له أتته فقالت اشتد علي الزمان وإني أريد أن أخرج إلى العراق. قال: فهلا إلى الشام أرض المنشر. واصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”من صبر على شدتها ولأوائها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة“. رواه الترمذي في سننه.
عَنِ الْعِرْبَاضِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَامَ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ فِي النَّاسِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ: ”تُوشِكُوا أَنْ تَكُونُوا أَجْنَادًا مُجَنَّدَةً: جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ، فَقَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ الزَّمَانُ فَاخْتَرْ لِي. فَقَالَ: إِنِّي اخْتَرْتُ لَكَ الشَّامَ، فَإِنَّهُ خِيرَةُ الْمُسْلِمِينَ وَصَفْوَتُهُ مِنْ بِلادِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، فَمَنْ أبى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْتَقِ مِنْ غُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ“. وهذا النص من تاريخ دمشق لابن عساكر.
عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ”أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلا يَمُوتُوا إِلا غَمًّا وَهَمًّا“. وهذا النص من المعجم الكبير للطبراني.
حَدَّثَ شُرَيْحٌ، قَالَ: ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ بِالْعِرَاقِ، فَقَالُوا: الْعَنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ”الأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلا، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلا، يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ، وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الأَعْدَاءِ، وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمُ الْعَذَابُ“. وهذا النص من فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل. وشُريح هو المقرئ شريح بن عبيد الحضرمي.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”الشَّامُ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ“. وهذا النص من البحر الزخار بمسند البزار.
عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، وَإِنِّي أَوَّلُتْ أَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ أَنَّ الإِيمَانَ بِالشَّامِ“. وهذا النص من تاريخ دمشق لابن عساكر.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ الشَّامُ، وَفِيهَا صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، وَلَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ثُلَّةٌ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عَذَابَ“. وهذا النص من المعجم الكبير للطبراني. وأبو أمامة هو صدي بن عجلان الباهلي.
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ، إذْ قَالَ: ”طُوبَى لِلشَّامِ، طُوبَى لِلشَّامِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِمَاذَا؟ قَالَ: لأَنَّ مَلائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا“. وهذا النص من مصنف ابن أبي شيبة.
عنِ ابْنِ شِمَاسَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ: ”طُوبَى لِلشَّامِ، قُلْنَا: مَا بَالُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: إِنَّ الرَّحْمَنَ لَبَاسِطُ رَحْمَتِهِ عَلَيْهِ“. وهذا النص من تاريخ دمشق لابن عساكر. وابن شماسة هو عبد الرحمن بن شماسة المهري.
وعن عبد الله بن حوالة قال: قلت: يا رسول الله اكتب لي بلدا أكون فيه، فلو أعلم أنك تبقى لم أختر على قربك، قال: ”عليك بالشام، ثلاثاً“. رواه الألباني في فضائل الشام ودمشق.