المشروع الصهيوني هو مشروع يهودي مسيحي معاً



( وما دور الخيانة العربية ؟ )


كلامنا عن أن المشروع الصهيوني لغرس إسرائيل في المنطقة العربية كشوكة في ظهر العرب والمسلمين تحتل فلسطين العربية والقدس الإسلامية وتضعف العرب والمسلمين في أن يتحدوا على قرار واحد في أي أمر من أمورهم وتبث الفتن والقلاقل فيهم ومن بين ظهرانيهم كما كانت وماتزال تبثها في أوروبا وأمريكا لأن هذا ديدن اليهود قبحهم الله لغلهم على العالم أجمع
كلام له فائدة كبيرة
ولكن يبدو لي أن المشروع اليهودي لاتخاذ وطن قد بدأ منذ حملة نابليون بونابرت على مصر والشام
والذي يعود للوثائق التاريخية والكتب المدونة عن تلك الفترة يكتشف بجلاء أن نابليون هو أول من أشار إلى فلسطين كوطن بديل لليهود للمهم من الشتات في أنحاء العالم حتى تتخلص أوروربا من شرورهم لأنهم قوم فتن وقلاقل
وبالرغم من أن الحملة الفرنسية على مصر قد باءت بالفشل إلا أنها حققت بعضاً من أهدافها ومنها أنها أشارت بوضوح إلى إمكانية أن يتم غرس إسرائيل في قلب العالم العربي في فلسطين لتحقيق أكثر من هدف ومنها تفتيت ذلك العالم وإضعافه على الدوام بوجود تلك الشوكة التي غرست في ظهره
ومن ثم الوصول عن طريق الفتن إلى تنازع أهله حول قضاياهم ومنها فلسطين المحتلة نفسها
وأيضاً فصل التواصل بين مصر القوة العربية العظمى في المنطقة وسوريا رفيقة كفاحها عبر التاريخ كله ومحاولة جعل إسرائيل تهيمن على المنطقة بإمدادها بالسلاح والعتاد والتكنولوجيا وبذلك تكون وكيلاً حاضراً عن كل أوروبا وأمريكا في المنطقة تستخدم متى دعت الحاجة إليها كما استخدمت في حرب غزة وحرب لبنان وهي حروب كلها بالوكالة وليس لإسرائيل فيها لاناقة ولاجمل إلا إضعاف العدو الذي تراه استراتيجياً ولكن كل الأهداف التي يراد تحقيقها من وراء تلك الحروب هي أهداف أوروبية أمريكية بامتياز لاغبار في هذا ولاشك فيه
ولذلك وجدت على الفور أمريكا من خلال وزيرة خارجيتها السوداء قبحها الله لحقدها الأعمى على العرب والمسلمين سارعت على الفور لنجدة إسرائيل عندما تحولت حرب لبنان إلى نكسة إسرائيلية وانقلب السحر على الساحر وكذلك في غزة عندما لم تحقق إسرائيل من وراء حربها إلا النذر اليسير من الأهداف التي بينت لها على الطاولة العربية الأوروبية الأمريكية ولاحول ولاقوة إلا بالله
الآن نحن على يقين تام أن الشعوب العربية هي فقط من تناصر تلك القضية لا الحكام ولاأوروبا ولاأمريكا ومع الشعوب العربية بعض الحكام المنصفين من الغرب والشرق وبعض أفراد الشعوب الغربية والشرقية المنصفة للقضية وللعدالة بطبيعتها وليست بوازع من أحد سواء مسلمسن أو غير مسلمين وأضرب من ذلك مثلاً بمهاتير محمد رئيس وزراء أندونيسيا السابق وتشافيز رئيس فنزويلا
وغيرهما ممن يناصرون القضية الفلسطينية مع المخلصين من الشعوب العربية بشهامة وليس بإملاءات من أحد ولدينا في الشعوب العربية ولاحول ولاقوة إلا بالله طائفة كبيرة من شعوبها يخونون تلك القضية كما اعتادوا أن يخونوا العديد من قضايانا في وضح النهار وهو أذناب ومستفيدون لحكامنا ومنهم وهم من ينطبق عليهم القول : ( لايمدح السوق إلا من ربح ) وقد أيقنوا أن القضية خاسرة خاسرة من وجهة نظرهم فراحوا يتاجرون بها وفيها لكي يقتاتوا من عرق الفلسطينيين ودمائهم
وهؤلاء الخونة الكلاب الأنجاس موجودون في كل جريدة عربية وفي كل مجلة عربية وفي الكثير من الفضائيات العربية بل وللأسف الشديد منتشرون على النت وفي منتدياتنا ولهم مدوناتهم ومواقعهم التي تدعمها الأنظمة العربية الفاشلة ولاتستحي من فعل ذلك أو المجاهرة به وتعلمهم بلحن القول والتفوه باليأس والإحباط والخنوع والذلة والاستكانة للعدو والتنازل له عن الثوابت ومن هؤلاء الخونة من أبناء فلسطين نفسها ولاحول ولاقوة إلا بالله من باعوا دماء إخوانهم في عز الظهيرة بالمال والمتاع والنفوذ وذيوع الصيت وأرشدوا عن أماكن المجاهدين في كل مكان وعطلوا بطولاتهم أن تثمر الثمر اليانع بخياناتهم المتلاحقة لهم وهو بين ظهرانيهم وكيف لك أن تتقي خيانة أخيك لك ؟ !
وأجمع الشعب العربي والإسلامي المخلص لقضاياه على أن أهم عامل من عوامل عدم تحصلنا على حقوقنا المشروعة وقدرتنا على الانتصار لقضايانا المصيرية ومنها قضية فلسطين والشعب الفلسطيني
وعشرات القضايا المتفرعة منها كقضية الأسرى والسجناء والتشريد والتهويد و.... العامل الأساسي في ذلك كله هم هؤلاء الحكام المتخاذلون الضعفاء الذين سقطت أنظمتهم منذ زمن بعيد ولم يبق إلا هياكلها على الأرض تحميها قوة البطش بالسلاح وأنه سوف يأتي اليوم الذي تتداعى فيه من تلقاء نفسها تلك الهياكل العاجزة ساعتها ستحي الأمة وتنهض لاسترداد حقوقها السلبية تحت لواء الإٍسلام على يد صلاح الدين الجديد ( صلاح الدين الثاني ) الذي سيفيض الله له رجالاً فيسطرون على يديه نصر تلك الأمة وعزتها وأخذها لحقوقها السلبية ويذيقون أعداء تلك الأمة الويلات ليجعلوهم يروا بأم أعينهم من هم المسلمون عندما يتمسكون بدينهم ويتخلصون من هؤلاء الغثاء الذين يحكمونهم بالحديد والنار ؟
تقبلوا تحياتي وتقديري
إسماعيل إبراهيم