أقولها باسم ذلك الطفل الفلسطيني الشهيد / مـحـمَّـد الــدرة
( دمـعـة مـن جُـرح فـلسـطـيـن )
آخــر مَــرّة ْ
أخـرجُ فـيـهـا وأبـي لـكـن ْ . . . كـانـت مـُرّة ْ
مـا كـنـت أفـكـر بـالـشـهـرة ْ
لـم ألـهـث لأكـون الـحـدث َ ونـجـم الـصـورة ْ
لـم أكُ أحـسـب أن دمـي ســيـؤجـج ثــورة ْ
يـا مـن تـعــلـو وجـهـك غـبـرة ْ
يـا مـن تـرهــق وجـهـك قـتـرة ْ
تـذكـر كـيـف اغـتـلـت الـزهـرة ْ !
وخـنـقـت َ أجـنـَّـة أحـلامـي
وعـصـرت أصـابـعيَ الـعـشـرة ْ
تـذكـر كـيـف قـتـلـت الــدرّة ْ
بــيــد قــذرة ْ
لـكـن لـيـست أول مـرة ْ
فـضـحـايـاك رفـاقـي كـثـرة ْ
تـتـلـذذ بـالـقـتـل كـأنـك تـشـرب خـمـرة ْ
وتـمـارس غــدرك بـالـفـطـرة ْ
كـيـف تـواري تـلـك الـعــورة ْ ؟ !
لـم أنـسَ تـرنــّـح شــهـقـاتي قـبـل تـشــظـّي آخـر زفـرة ْ
قـبـل تـواري آخـر نـظـرة ْ
وأبـي يـحـدودب لـيـقـيـنـي طـعـن رصـاصـات مـنـهـمـرة ْ
في أحـضـان أبـي اســتـلـقـيـت لآخـر مَـرة ْ
وفــسـيـلـة ُ جــســدي الـمـصـفـرّة ْ
تـــذرف آخـــر قــطــرة ْ
<><><><><><>
يـا مـن تـرهــق وجـهـك قـتـرة ْ
هـل تـحـسـب غـضـبـتـنا طـفـرة ْ ؟ !
مـع فـجـر الـتـاريـخ ولـدنـا
مـن رحـم فـلـسـطـيـن خـرجـنـا
وشــذاهـا الـعـطِـر تـنـشّــقـنـا
في الـقـلـب لـهـا الـحُـبَّ نـقـشـنـا
وســمـونـا فـخـراً وســمـونـا
صـافـحـنـا الـشـمـس وعـانـقـنـا
<><><><><><>
قـامـتـهـا الحـسـنـاء رســمـنـا
في أعــيـنـنـا
وعـلى صـفـحـات دفـاتـرنـا
وعـلى جـدران أزقـتـنـا
وعـلى خــد الـشـمـس وســيـقـان الأشـجـار ْ
وعـلى أجــنـحـة الأطــيـار ْ
ولـهـا أرخـصـنـا أنـفــسَــنـا
أشـــرعـة الإيـمـان رفـعــنـا
وشــواطىء عَــدْنٍ يـمّـمـنـا
بـالـدم مـجـداً قـد ســطـّرنـا
نـعـمَ الـقـوم ونـعـمَ الـســيـرة ْ
<><><><><><>
يـا وجـهـاً تـرهــقـه قـتـرة ْ
أنـت الـعـابـر . . . أنـت الـطـارىء . . . أنـت الـنـكـرة ْ
لـن تـجـني مـن بـطـشـك ثـمـرة ْ
الـصـبـح ســيـصـحـو ويـقـيـنـاً ظـلـمـة لـيـلـكـمُ مُـنـدحـرة ْ
وفـلـسـطـيـن ســتـبـقى حــرة ْ
وســيـرجـع ســرب الأطــيــار ْ