ولكننا أيها العابرون
سنزرع فيها ولو ترغمون
ونشرق في كل جيل يكون
ونبعث في غير ما تبعثون
.........
هنا الشام ميعاد طه الرسول
هنا الأرض تحكي حكايا الصراع الطويل
وكم مر فيها من الطاهرين، من الطامعين، من الغادرين
وكم من نبي وكم من شقي وكم من ولي وكم من لعين..
>>>>>>>>>>
هنا غوطة الورد والياسمين
هنا موعد الروح للعاشقين
هنا يمسح الكادح المترهـل عن عاتقيه عناء السنين
ويأوي إلى ظل غصن من السنديان المتين
هنا ألف ذكرى لمن يبصرون
..............
هنا الشام تحتضن الحائرين
وتؤوي الجريح وتحمي الضعيف وتنثر عطراً على البائسين
وتملأ من نبعها العذب ماء الحياة
وتروي به عطش الظامئين
هنا قاسيون
جبين العزيز... وحضن الحزين
على سفحه ألف شعب جريح ...
رمتهم بلاد الأسى والعذاب
فكانوا على حضنه آمنين
وعاشوا على سفحه شاكرين
هنا مرقد الأربعين
وسلطان مدرسة العارفين
وألف ولي من العاشقين
.....
هنا القدس ألقت بأكبادها
وألف شهيد بأطيافها
وألف نبي بأكنافها
هنا غردوا بنشيد اليقين
هنا سبحوا الله في الساجدين
وخطوا على الأرض ذكرى السنين
....
هنا مسحوا الدمع بالياسمين
هنا اختلطت فيهم الحادثات
دموع الأسى ودموع الحنين
...
رويدك لا تبك إن الحياة
ستنهض من موتها الآسن
وتورق خلف زوايا القنوط
زهور الحياة ووجه الربيع
.............
هي الأرض تقرأ أسرارها
وتنشر أخبار من زارها
فمنهم شقي ومنهم سعيد
قريباً سيشرق فجر جديد
وينشد كل فؤاد بريء
ليوم طهور وشام شريف