دُخـُــــولْ

ماذا عساني أكتبُ يا رضا !؟
وَ مِن أينَ تراني أجيء ُ!؟
أَ مِنْ محطة ترَكتنا مُنذ أرْبعينَ عاما، أم ْ مِنْ مَحطة تركناها مُنذ يَوميْنْ !؟
أ شاعرٌ أنتَ بالخطب ِ !؟
إنهُ الحبسُ بينَ الدّفتينْ !
فمتى كان الحفيفُ ومتى كان الصّريرُ وَ متى كانَ الحبسُ !؟
عهدي بكَ غيرك ..
أنتَ كافرٌ بالعنوان، فمن أين طلع:
(الجُزُرُ الظمأى)
وَ أنتَ رحّالة لا تريدُ سكنى القصور، فكيف إذنْ بسكنىَ السّطورْ !؟
انتبهْ إليّ قليلا ً
كـُـن ْمعي وَ لو للحظتينْ !
.....
في الكهفِ ..
كم ْ كنتم في الكهفْ ؟
كمْ لبثتمْ ؟
والكلب ..
أين الكلب ؟
أشمّ رائحة الكلب في الورقْ
تكلم قليلا ً.. لا تخفْ
فعهدُ الكفر ولىّ وَ الآن هُوَ حظ للشِعْرِ وَ الظهورْ..
تكلم قليلا
اتبعني..فسوقُ المدينةِ غيرُ بعيدة ٍ مِنْ هُنا
لا تخفْ.. لي فيها فواكهي..
وَ ميزاني متطوّرٌ جدّا وَ الله ُ يرزقُ مَنْ يشاءُ بغير حسابْ ..
.....
ماذا عساني أكتبُ يا رضا
وَ أنتَ غارقٌ في صمتٍ رهيبٍ !؟
تختفي !؟
وراءَ السّحاب..وراءَ الغيابْ !؟
لا تخفْ ..
فأنا تناسيتُ تحصيلكَ العلميّ كلـّهُ ..
لنْ أذكرَ الشهادة وَ أخواتـِها ،
لن أقرأ البطاقة وألوانـَها ،
لن أعرضَ صورة ً للعذابْ
لا تخفْ..
فأنا أمينكَ
وأنا الذي يتنقل بينَ حُروفكَ وَالترابْ
سأقولُ فقط :
( شاعرٌ )
كالخمر العتيقةِ :
( شاعرٌ )
كالبئر العميقةِ :
( شاعرٌ )
( شاعرٌ ) .. آمنَ بالغيابْ .
ماذا عساني أكتبُ يا رضا
وَ أنتَ أمامي تختفي
وَ أنتَ من كل ّ شيءٍ تختفي
تعالَ قليلا
أعنــّي على التفتيش عنكَ بينَ حُروفِكَ الثقيلةِ ..
في أيّ بيت أنت تشرب قهوتك ْ؟
وَ في أيّ سطر ٍ أنتَ تنامْ ؟
أشمّ رائحة الكلامْ ..
أشمّ رضا
غير أنيّ لا أراه ْ ..
لكأنني بكَ قد مررتَ مِنْ هنا
وأنت الآنَ بمحطة أخرى..
رضا ..
رضا ..
لِم َ لا تجيبْ !!!
.....
سأبحثُ عنكَ بَيْنَ الدّفتينْ
.....
سأبحثُ عنكَ بَعْدَ الخرُوجْ
.....
.....
رضا خامة ...