الثقافة النفسية من منظور علم النفس الإيجابي
أماني عثمان
يعد علم النفس أحد العلوم النظرية، والتي يطلق عليها اصطلاح "العلومالناعمة"؛ لأنها تسير بخطوات بطيئة، ولكن بالرغم من بطئها إلا أن تأثيرها يكونكبيرًا.
هذا ما أكدته الأستاذة الدكتورة "صفاء الأعسر"/ أستاذ علم النفس بكليةالبنات - جامعة عين شمس - في المحاضرة التي نظمتها لجنة علم النفس بالمجلس الأعلىللثقافة تحت عنوان "الثقافة النفسية من منظور علم النفس الإيجابي".

في البداية أشارت د. صفاء الأعسر إلى أن المحاضرة ليست كذلكبقدر ما هي دعوة إلى نشر الثقافة النفسية في مجتمعنا الذي يحتاج إلى العون في شتىالمجالات (الاقتصادية، السياسية، الثقافية، وغيرها)، وأوضحت أن الفائدة من العلموالثقافة العلمية هي توظيفها، بأن تترجم البحوث العلمية إلى ممارسات في الحياةاليومية، فالعلم والثقافة العلمية يهدفان إلى تنشيط البحث العلمي؛ لتحسين نوعيةالحياة لدى الأفراد، والإسهام في حل المشكلات المجتمعية.
ثم بدأت د. صفاء الأعسرالحديث عن علم النفس، فقالت: إن قلة هممن يعرفون أن علم النفس يشمل 54 قسمًافرعيًا؛ حيث يدرس هذا العلم الإنسان ككائن بيولوجي نفسي اجتماعي، كما يدرس البناءالعقلي له، والبناء الوجداني، ويدرس أيضًا التفاعل بين الفرد والآخر، والتفاعل بينالفرد والبيئة الإيكولوجية.
وعن المقصود بعلم النفس الإيجابي أوضحت د. صفاء أنعلم النفس الإيجابي ليس فرعًا من فروع علم النفس ولكنه رؤية خاصة في هذا العلم،فعلم النفس الكلاسيكي وعلم النفس الإيجابي لهما نفس الهدف؛ ولكن الأخير يتجه إلىدراسة القوى
الإنسانية، في مقابل الانحرافات الإنسانية التي يركز عليها الأول.
الثقافة النفسية وخريطة العقل

تقسم د. صفاء الأعسر الثقافة النفسية إلى قسمين:
- ثقافةجماهيرية (مصدرها وسائل الإعلام، والأهل، والجيران، وغيرهم) ـ ثقافة علمية(مصدرها البحوث العلمية).
وترى د. صفاء أن مجتمعنا في حاجة إلى الثقافة النفسيةالقائمة على العلم، وتضيف: إن الثقافة النفسية ترتبط بما يسمى "خريطة العقل" التيتعتبر الجانب النفسي من بناء المخ، وتتكون خريطة العقل بتأثير عدة عوامل، هي:
-
البناء البيولوجي.
-
البناء العقلي.
-
البناء الوجداني.
-
التفاعل بينالفرد والآخر.
-
التفاعل بين الفرد والبيئة الإيكولوجية.
الثقافة النفسية كمكون في المنظومة الاجتماعية

تحدثت د. صفاء الأعسر أيضًا عن أهمية الثقافة النفسية كمكون فيالمنظومة الاجتماعية، حيث تبرز هذه الأهمية في المجال الاقتصادي، والمجال الصحي،والمجال التعليمي، والمجال الأسري.
ففي المجال الاقتصادي يظهر أثر الثقافةالنفسية فيما يعرف بدافعية الإنجاز، التي تعد من ميزات الشعوب المتقدمة اقتصاديًا،حيث تكون قوية جدًا لديهم، أما مجتمعنا فتقل فيه هذه الدافعية. كما يظهر أثرالثقافة النفسية أيضًا في سيكولوجية المستهلك، وفي عمليات اتخاذالقرار.
وللثقافة النفسية أثر كبير في المجال الصحي؛ حيث إن الجانب النفسي يعدأحد ثلاثة عوامل تحدد الإصابة بالأمراض، وهذه العوامل هي: الجانب النفسي، والجانبالمناعي، والجهاز العصبي. فالإنسان يعيش ويواجه تحديات، وإذا كانت لديه أدواتللتعامل مع الأزمة والتوافق مع التغيرات والتغلب على الصعوبات فإن تأثره بالأزماتيكون محدودًا.
أما في المجال التعليمي فإن النجاح في التعليم له متطلبات، ويبرزدور الثقافة النفسية هنا في: استعداد الأطفال للمدرسة، اهتمام المؤسسات التعليميةبالتعليم الاجتماعي الوجداني، واهتمامها بذوي الاحتياجات الخاصة. وإن هذه الأمور لاتحظى بالاهتمام في مثل مجتمعاتنا التي تعاني نسبة كبيرة فيها من الفقروالأمية.
وفي المجال الأسري يظهر أثر الثقافة النفسية بشكل كبير في: أنماطالبناء الأسري، وأنماط الوالدية، والخلافات الأسرية. وإن برامج الإرشاد الزواجيوالوالدية الرشيدة يكون لها دور كبير في دعم الثقافة النفسية في هذا المجال.
الثقافة النفسية من منظور علم النفس الإيجابي

وتختم د. صفاء الأعسر المحاضرة بالحديث عن الثقافة النفسية منمنظور علم النفس الإيجابي، فتقول:
إن الثقافة النفسية من منظور علم النفسالإيجابي تعمل على:
-
إعادة بناء خريطة العقل.
-
تغيير البناء المعرفي (منالتشاؤم إلى التفاؤل).
- تغيير البناء الوجداني(من الأمية الوجدانية إلى الذكاءالوجداني).
- ومن مكونات الذكاء الوجداني الأساسية:
- الوعي بالذات، التعاطف أو النفاذللآخر، مقاومة الاندفاع، الدافعية.
- تغيير البناء الاجتماعي (من الثأرية إلىالتسامح).

المصدر
http://alzhour.com/choose4udetail.asp?ChID=12509