لَستُ أَعنِيكِ !!
..
لَستُ أَعنِيكِ يا مَلاذَ حُرُوفِي=بِكَلامِي ! فَأَنتِ أَحلَى صُرُوفِي !
كَيفَ قَدَّرتِ أَنَّنِي مَنْ إِذا غِبـ=ـتِ تَمادَى بِقَسوَةِ التَّوصِيفِ ؟
بَعضُ ما قُلتُ نابِعٌ مِنْ عَذابٍ=فِي ضَمِيرٍ يَفِيضُ بِالتَّخرِيفِ
وَ اجتِرارِي مَرارَةً رُغمَ وَجدِي=نُقطَةُ الضَّعفِ فِي عُرَى تَجدِيفي
هَوَسِي مِنكِ , أَو لَعَلَّ ذُهُولِي=هَمَجِيٌّ , بِمُقتَضَى تَصرِيفِي
فاعذُرِينِي ؛ وَ لا تَظُنِّي بِحُبِّي=أَو تَضِنِّي بِخافِقٍ مَلهُوفِ
رُبَّ لَيلٍ - إِذا هَجَرتِ - طَوِيلٍ=مُستَقِرٍ - بِلا نُجُومَ - مُخِيفِ
مَدَّ كَفَّيهِ فِي السَّماءِ فَصارَتْ=قُبَّةُ النُّورِ قَبضَةً لِلخُسُوفِ
أَنا بِالعِشقِ ما أَزالُ صَغِيرًا=وَ تُرِيدِينَ - فُجأَةً - تَكلِيفِي !
قُلتُ ما قُلتُ ؛ وَ الفُؤادُ جَرِيحٌ=وَ الخَيالاتُ مَلعَبٌ لِلطُّيُوفِ
قُلتُ ؛ وَ القَلبُ كالجَوارِحِ أَعمَى=كَضَرِيرٍ مُشَبَّهٍ بِكَفِيفِ
أَيَّةُ الأُمنِياتُ تَنشُرُ عِطرًا ؟=إِنْ تَعَلَّقتِ بِاصفِرارِ خَرِيفِي !
أَيُّ مَعنَىً لِأَدمُعٍ قَدْ ذَرَفنا ؟=إِنْ تَعامَيتِ عَنْ ضُغُوطِ ظُرُوفِي !
دَعكِ مِنِّي ؛ وَ مِنْ هَلاوِسِ شِعرِي=سَقَطَ القَصدُ فِي يَدِي تَحرِيفِ
كُلُّ حُبٍّ مَنَحتِنِيهِ مُقِيمٌ=فِي كَياني , وَ ساكِنٌ بِنَزِيفِي
كُلُّ ذِكرَى قاسَمتِنِيها انعِتاقٌ=لِشُعُورٍ مُحَلِّقٍ بِرَفِيفِ
فاضرِبِينِي بِقَبضَتَيكِ عَلَى صَد=رِي إِذا ما رَغِبتِ فِي تَعنِيفِي
وَ اضمُمِينِي كَما فَعَلتِ مِرارًا=وَ اقطَعِينِي بِأَضلُعٍ كالسُّيُوفِ
ثَقِّفِينِي بِمَنهَجِيَّةِ وَصلٍ=وَ خَلا ذاكَ لَيسَ لِلتَّثقِيفِ
قَبِّلِينِي وَ سامِحِي وَ اغفِرِي لِي=وَ ازرَعِينِي عَلَى اخضِرارِ الرِّيفِ
دِفءُ نَهدَيكِ هَمهَماتُ عُطُورٌ=وَ نَبِيذٌ بِدانِياتِ قُطُوفِ
فاسمَحِي لِي بِأَنْ أَطُوفَ عَلَيها=مِنْ جَدِيدٍ . فَقَدْ مَلَلتُ حَفِيفِي !