مصطفى عكرمة
ولد في قرية الحفة 1943.
يعمل خبيراً فنياً في الإرسال.
عضو جمعية الشعر.
نشر قصائده في الصحف والمجلات السورية.
مؤلفاته:
1-جنة الكرامة - مسرحية شعرية.
2-سلسلة مكتبة الطفل العربي الشعرية.
3-يقظة - شعر.
4-حتى ترضى - شعر.
5-فتى الإسلام - شعر.
6-صيحة -شعر.
7-أجمل ما غنى الأطفال - شعر.
كتب عن أعماله العديد من الدراسات
**********
باقة منتفضة من قصائد الشاعر مصطفى عكرمه
- <LI dir=rtl>من مواليد الحفة 1943 في سوريا .
<LI dir=rtl>حصل على عدة جوائز عن عدد من ِأعماله الأدبية .
<LI dir=rtl>كتب العشرات من الحلقات الإذاعية والتلفزيونية في الدراما وأدب الأطفال والبرامج الأدبية التاريخية .
<LI dir=rtl>نشر الكثير من مقالاته الأدبية وقصائده الشعرية في عدد من الصحف والمجلات العربية. - عضو اتحاد الكتاب العرب ورابطة الأدب الإسلامي العالمية.
تراب الهدى (1)
إلى القدس تراباً مقدساً طهوراً وعملاً فدائيّاً جسوراً...
ذُرّي ترابَكِ في أجفانِ مَن رَقدوا هيهاتَ إلاّ بها أن يذهـبَ الرمدُ
ذرّيهِ يا قدسُ تَنهَدْ بَعدَ كبوتها راياتُ حقٍ تمنّى نشرَها الأبدُ
أمَا بِكِ اللّهُ نادى الرُسْلَ فاجتمعوا وخلف طه على أغلى الثرى سجدوا!
ما كان جمعهمُوإلاّ ليجمعَنا على الفداءِ دياراً كلُّها جَسَدُ
فَيا لَذَرّاتِ أرضٍ كلُّها عَبقٌ من الجدودِ فداها يرخُصُ الكبدُ
ما ضيّعَ العَهدَ إلاّ من بهم سَفَهٌ وللعدو غدا في عُنقِهم مَسَدُ
* * *
مَهدَ السلام على أعتابِكِ الأبدُ فأنتِ تاريخُنا.. واليومَ.. أنتِ غدُ
وحبُّنا لكِ عَهدُ اللهِ مَيّزهُ بالروحِ يفديهِ طوعاً من إليهِ هُدُوا
ذرّي ترابَ الهدى فالكونُ مضطِرب شاكي السريرةِ، خاوي الروحِ مُضطهَدُ
لم يُبقِ فيهِ ذوو الطاغوتِ مرحمةً والمخلصون جِهاراً في الضحى وُئِدوا
ذرّي ترابَكِ نحن الوارثونَ هدى كلِّ النبيينَ... نحن العدلُ والرشدُ
مَن غيرُنا حَضَّرَ الدنيا... وعلَّمها! وليس يرجو سوانا قلبُها النّكِدُ
ذرّي ترابَكِ.. ما البأساءُ دائمةٌ وليس يُقنِعُ حتى نفسَه الفَنَدُ
فلا "تَصَهيُنُ" من ضلّوا بضائِرنا ولا "التأمرُكُ" يُغرينا بما يَعدُ
ذرّي ترابك لا ترهِبْكِ فرقتُنا فالمؤمنون على بُعدِ الديار يدُ
إنْ فرقتنا حدودٌ لا بقاءَ لها يظلُّ يجمعُنا في اللّهِ مُعتقَدُ
وحبُّ مسجدِنا الأقصى يوحِّدن ما كان أكرمَ حُباً فيه نَتّحِدُ!
* * *
أكبَرتُ يومَكِ من يوم هو الأبَدُ يا قدسُ حُبكِ روحٌ والفِدى جَسَدُ
إن أرجعَ الحقدُ عجلَ السامريِّ فما أخزاه رباً، وأخزى من له سجدوا!
ذرّي ترابَكِ لا يتركْ لهم أثراً ما ذرّةٌ منه إلاّ دونهم رَصَدُ
بالأمس منكِ عصا موسى لهم ظَهرت وأبطلَ اللهُ فيها زيفَ ما اعتقدوا
ذري ترابكِ هاتي منه ألفَ عصاً فالكون في قبضةِ الطاغوت مرتعدُ
في كفِّ كلِّ فتى قد أنجبته لنا "حماس" تلقى عصاً يُمحى بها الهَوَدُ
قد أخلص العهدَ للرحمن مندفعا في بردتيه تبدّى الضيغمُ الحرِدُ
ذرّي ترابك نحن الأوفياءُ له برغم من خانه عمداً، ومن شردوا
أطفال حُبِّكِ قد صاروا عمالقةً كأنهم منه آياتٌ له جُدُدُ
برؤية المسجدِ الأقصى قد اكتحلوا وقبّلوا صخرةَ المعراجِ... واتقدوا
وبالحصى والصدورِ العارياتِ مضوْا لا عُدّةُ البغي تثنيهم، ولا العددُ
جُنَّتْ حشودُ أعاديهم فكل فتىً حَشدٌ تقحّم لم يأبهْ لمِا حشدوا
أما ازدهى الحقُّ إعجاباً بهم، أوَما ريعَ الطغاةُ لمِا يأتي به ولدُ!
زغبٌ جياعٌ لأعتى الظلمِ قد صمدوا أما استحى البغيُ من زُغبٍ له صمدوا!
أما استحى مَن على عينيه نكبتُهم ويدعي أنه بالعدل ينفردُ!
أينَ الحقوقُ التي نادى بحرمتِها وأين مجلسُ أمنٍ ظل ينعقِدُ!
ما كان إلاّ لأمنِ القاتلين، وما وفَّى طواغيتُه يوماً بما وعدوا
فاق العَدُوِّ عِداءً مَن به وثقوا وألهَّوهُ.. وفي إرضائهِ اجتهدوا
* * *
ذري ترابِك يُنبئْ كَلَّ من فُتِنوا أن ليسَ يوماً على الأعداءِ مُعتمدُ
وليس يرجو أخو حقٍ بهم مدداً مِن غير مَن آمنوا، لا يُرتجى مَدَدُ
فالأبعدونَ همُ الأدنى إذا صدقوا والأقربون هم الأقصى إذا جحدوا
كم أبعدَ الغدرُ أرحاماً، وفرّقهم وقرَّبَ الحبُّ أحباباً وإن بعدوا!
ذري ترابَكِ تجمعْنا قداستُه ولا رعى اللهُ إلاّ مَن له نهدوا
كفرتُ بالسِلم قطعاناً نساقُ له سَوْقَ النعاجِ على جزّارها تردُ
شرٌّ من الموتِ سِلمٌ لا خيار به وما أعزَّ سلاماً صانه عَضـُدُ!
* * *
يا قادةَ الظلمِ والتدمير ويحَكمو ضيَّعتمُ اليومَ من حقدٍ، وضاع غدُ
نحن الذين بشرعِ اللهِ قد حكموا سُدْنا الزمانَ فلم يُظلَم به أحدُ
وأنتمُ اليوم باسمِ العلم لم تَدَعُوا في الأرض حُبّاً، ولم يُعرف لكم رشدُ
الكونُ ضجَّ لقتلِ الآمنين به لم ينجُ من حقدكم شيخٌ، ولا ولدُ
يكاد يخسف هذي الأرضَ فاطرُها من ظلمِ قومٍ همُ الأحقادُ والحسدُ
لولا السلاح الذي للفتك قد صنعوا لَما رأيتَ ملايين الورى حُصِدوا
* * *
ويا دعاةَ الهدى والحقِ معذرةً فيمَ التفرقُ والطاغوتُ مُتّحدُ!
كل الطواغيت في الدنيا قد اتحدَت ونحن أهلُ الهدى واحسرتي بَدَدُ
إن كان من سَببٍ واهٍ لفرقتنا فألفُ دعوةِ حقٍ تهتفُ: اتحدّوا
فيا (شقاقي)، ويا (عياشُ)، يا زمراً مضت إلى الله أنتم خيرُ من خلدوا
لألفُ ألفِ (خليلٍ)، ألفُ مقتحمٍ ودُّوا إليكم سراعاً أنهم وردوا
فتربة القدسِ عهدَ الله ما عقمت والحاقدون عليها كم لها شهدوا!
ذرّاتها سوف تغدو دونهم رصداً ولن يذلَّ لهم ـ مهما بغوْا ـ رَصَدُ
* * *
يا قدسُ... يا قدسُ عهدُ اللهِ في دمِنا وعهدُنا العَهدُ من أسمائه الأبدُ
إلاّ لنا لن تكوني ما بغَوْا، وطـغوْا ففجرُنا الفجرُ آتٍ رغمَ مَن جحدوا
فجرٌ له حنتِ الـدنيا فرحمتُه تلقى بها كل أهل الأرض قد سعدوا
أمانةُ اللهِ في أعنـاقِ أمتنا أن ننقِذَ الكونَ ممن فيه قد فَسدوا
أمانةٌ ما سوانا أهلُها أبداً والجاحدون بها مهما عَلَوْا زَبَدُ
* * *
صَوتُ البشير تعالى، والإباءُ صحا ولن يَضيرَ الضحى جَفنٌ به رمدُ
نداء الشهيد (2)
سأنتزعُ السلاحَ من الأعادي وأُعلنُ فيه حيَّ على الجهادِ
وأقتحمُ المنايا لا أبالي بأهوالٍ يذللها عنادي
ولن أشكو المجاعة في مسيري فمن مخزونهم مائي وزادي
وليسَ يردُّني عنهم سلاح فأقوى منه بالله اعتقادي
إلى الرحمن بعتُ اليومَ روحي وكي ألقاهُ شوقي في ازديادِ
حُمِلتُ على زغاريدٍ تعالت تبشرني بتحقيقِ المرادِ
وركبي قادهُ ملكٌ كريمٌ فما أحلى انقيادي واقتيادي!
وأهلي استبشروا مثلي بفوزٍ نعيمُ العيشِ فيه بلا نفادِ
جنانُ الخلد أُبصرها أمامي وحوريّاتها حولي تنادي
فكيفَ يصدّني عن خُلْدِ ربي مماتٌ فيهِ إعزازُ البلادِ!
وفيهِ فوقَ ما تهواهُ نفسٌ رأتْ كلَّ السعادةِ في الجهادِ
فما غيرُ الشهادةِ من سبيلٍ تُذِلُّ بهِ إلى الأبدِ الأعادي
وليسَ بغيرها عزُّ لقومٍ إذا نادى إلى العزِّ المنادي
وحسبي أن أكونَ غداً شهيداً أجاورُ في الجنانِ أحبَّ هادِ
فخذْ مثلي السلاح من الأعادي وأعلنْ فيهِ حيَّ على الجهادِ
خنساء غزّة
ردت قيادة حماس المظفرة الفتى محمد فرحات الذي جاءها مطالباً بإرساله في عملية استشهادية لصغر سنه وأعادته أمه إليهم مع رسالة تطالبهم بها بقبوله استشهادياً، فكان لهُ ولها ما أرادا في أجرئ عملية استشهادية، فإليها أعزها الله وإلى كلِّ امهاتِ المجاهدين، والمجاهدات، أُهدي هذه القصيدة.
فحاذِروا أن تقولوا: لم يزلْ ولدا
أعددتُ طفلي لكي ألقاه في الشُّهدا
شوقاً توقَّد كيْ يُرضي الجهادَ غدا
ما مرَّ يومٌ بنا إلا وزاد به
لا لن يجيءَ إذا لم نرسلِ الشُهدا
أعدْدتُه وأنا أدرى بأن غداً
وكلُّ ثانيةٍ زادتْ هُداه هدى
قد كان يكبُر عاماً كلَّ ثانيةٍ
لدى المعاركِ زادت عزمَه رشدا
حبُّ الرسولِ، وصدقُ الأوفياء له
فكيف يُحرمُ من حقٍّ به اعتقدا!
ما زال يزداد في استشهادِه أملاً
بأنه زهرةٌ لا تستحقُّ ردى
أدرى بطفلي أنا من كلِّ من زعموا
قد آثر الموتَ عن عيشٍ به اضطِهدا
أرسلتُه فاقبلوه إنه بطلٌ
فنحن بالله أندى العالمينَ يدا
لا تحسبوا فقرَنا يَثني عزيمَته
إلى العدوّ، ولا تخشوْا عليه عِدى
أدرى بطفلي أنا فلْترسلوه غداً
فإنّ إعدادَه لا لن يضيعَ سُدى
وحاذروا أن تقولوا: إنه ولدٌ
فوق الذي كان يرجو حينما نهدا
وأرسَلوه فدائياً فكان له
لمّا رأى حوله أعداءه بَددا
جاز الحصونَ، ولاقى الموتَ مبتسِماً
من العدوِّ الذي من أهله حصدا
وقرَّ عيناً بما كفّاه قد حصَدت
للهِ درُّ فتَىً وفّى بما وعدا
وزغردتْ أمُّهُ في الحيِّ هاتفةً
إذْ فُقْتَ بالصدقِ جيشاً كدَّس العُددا
إني احتسبتُكَ عند الله يا ولدي
أعزّ طفلاً تحدّى الموتَ، واتقدا!
ما أهونَ الجيشَ قد غُلَّتْ يداه، وما
وما تردّد يوماً أن يكون فدا
وقال للمسجد الأقصى فداكَ دمي
أمَا على عهدنا الرحمنُ قد شهدا!
أمّ الشهيدِ أنا أصبحتُ يا ولدي
ولم تهبْ كلَّ ما الطاغوتُ قد حشدا
حسبي بأنكَ ما أخلفتَ موعدَنا
لك ابتسامةَ وجهٍ تنعشُ الكبدا
في كلِّ تهليلةٍ للهِ سوف أرى
صوتُ البشيرِ بنصرٍ قادمٍ أبدا
وكلُّ تكبيرةٍ للهِ أنت بها
كما نُرجّي بفردوس الإله غدا
فاهنأ بُنيَّ وطبْ نفساً فموعدنا
واللهُ لن يخلف الوعدَ الذي وعدا
لم نُخلفِ اللهَ عهداً في مجاهدةٍ