من الشكاوى الشائعة عند الأمهات أن أحد الأبناء يستجيب لها، بينما الآخرون ليسوا كذلك، الحقيقة أنكِ في هذه الحالة تضعي معايير ملتبسة للتقييم، فكون أن لديكِ ثلاثة أبناء في نفس المنزل ويتلقون نفس الرعاية، فهذا لا يعني أبداً أن لهم نفس السلوك والشخصية، وبالتالي فالطريقة التي تفلح مع أحد الأبناء قد لا تتماشى مع طبيعة الابن الآخر.
كيف تكتشفي طفلك؟
راقبي طفلك.. حاولي التركيز دائماً مع طفلك في الأنشطة التي يمارسها، أثناء اللعب وحتى المذاكرة، أي الألعاب يفضلها طفلك أكثر.. تلك الحركية؟ أم التي تعتمد على الذكاء والتركيز؟ هل يفضل الألعاب الجماعية أم المنفردة؟ ما هو دوره المفضل في اللعب.. الموجه والقائد أم عضو في الفريق؟ كذلك الأمر مع المواد الدراسية.. هل المادة المفضلة لطفلك العلوم أم اللغات؟ هل يبرع أكثر في الرياضيات أم العلوم الاجتماعية؟ كل تفصيلة تخص طفلك تعكس ميول ما لديه أو سمة شخصية بداخله، يمكنك أيضاً الحديث مع المعلمات والمعلمين في المدرسة للتعرف على ممارسات طفلك المختلفة بين زملاءه.
تحدثي مع طفلك.. تلك الدردشة اللطيفة بين الأم والأطفال لا توطد العلاقات فقط بينهم، لكن قد تكشف للأم جوانب مختلفة لشخصية الطفل، فطريقة تعبير الطفل عن نفسه وإحساسه مهمة في تحديد جوانب الشخصية، يمكنك أيضاً سؤاله دائماً عن اهتماماته المختلفة، وما يفضله أكثر ولماذا؟
اختبري طفلك.. والاختبار هنا يعني الاختبار العملي عن طريق وضع الطفل في مواقف مباشرة، لتراقبي ردة فعله وتصرفاته تجاهها، فيمكنك مثلاً أن تطلبي منه أن يتوجه لشراء شيء معين لكِ، لتري هل سيتوجه للبائع ويطلب بثقة أم سيتلعثم ويطلب بخجل؟ ومن الطرق الجيدة أيضاً لاستكشاف شخصية طفلك.. هو تركة لممارسة العديد من الأنشطة كالموسيقى والرسم والتمثيل والغناء، فهذه الأنشطة ليست فقط لاكتشاف المواهب والقدرات، لكنها قد تكشف سلوكيات مختلفة كالصبر، التفكير النقدي والقدرة على الربط والتحليل.
شجعي ابنك
بعد أن اكتشفتي شخصية طفلك وتعرفتي على نقاط القوة فيها، حاولي دائماً أن تشجعيه على استغلال مواهبة وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، ولا تقفي في طريق ذلك بدعوى أن الدراسة لا تسمح وأن الوقت لا يسع فعل العديد من الأشياء، فكم من أشخاص كانت وجود هواية في حياتهم دافعاً للتفوق، وكم من أشخاص حققوا النجاح والتميز في مجالات هواياتهم.