قصة " د رد شة ملعــــــونة"


شا ط ـ شا ط ـ شا ط "من لم يقم بالشاط فهوجاهل،ومن لايعرف كيف يستخدم الحاســـــــــوب،فهــــــــوأبلد من حماروأحقـــــــــرمن كلب أعرج"
عبارات رددها المهدي على اصدقائه في المقهى وهــــويتباهى أمامهم،بأنه اشترك في الا نترنيت وادخله لبيته،ودون مقـــــدمات حدثهــم عــــــــــن مغامراته السرية مع نساء غـربيات مـن اوروبا الشرقية والغربية وامريكا واستراليا، ووصف لهم اجساد البولونيات الشقراوات الممتـــــــلئة،وافخاذ الهـــــــــــــــولنديات البيضاء كالثلج اوالحليب،فرح لأن زوجته لم تكــــــــتشف لعبته بعد،ولم تمكن من انتهاك سرية لغزهذا الزوج الذي اصبح أنيقا اكثرمن اللازم ويصفف شعره أكثرمن مرة في اليوم.
شا ط ـ شا ط شاط أولاده كلهم صنعوا لأنــفسهم بريدا إلكـــــــــــترونيا يدردشون مع فتيات في مثل سنهم،ما إن يعودوا من المدارس حتــــــى يلقـــــوابتلك المحافظ الثقيلة ويتخلصوا من أعبائها ليقضوا ساعات طويلة امام الشاشة الصغيرة.
سعاد تريد الاستماع الى نانسي عجرم وسلوى مهـــــــووسة بكاظم الساهر،ومعاذ مدمن على اغاني الراي،أما الأشياء المحظورة فلا تـــــــتم الا بالليل.
كان الأب يحرص في البداية عـــــلى مراقبة المواقع التي يختارها أبناؤه،ويوجههم الى الا ستفادة من المجالات العلمية والثقافية والدينية،والرياضية.
سايرالأبناء الاب في البداية،أوهمــوه أن كل شيء يسيـرفي الطريق الصحيح،وفرح بذلك،ولكن مع مرور الأيام،وفي فترة غيابه أونومه،تستيقـــــظ الغـــــــرائز البشرية، شا ط .. شا ط .. ما اسمك؟ ما سنك؟ ما نوع الممارسات تهوى؟ شاط .. شا ط........
أكــتب لي رسالة الـــــكترونية، أحـــبك.. إ سمي سعاد،إسمي جاك، أنا يوسف ،وأنا
إسمي بربارة،إكــــــشف لي عن قدك،وأنت إكشفي عن وجهك،إعتدلي وتــوسطي الشاشة حتى أبصرك جيدا،جسدك حلو،وبض سيغمى علي.
الأب في أحلامه،والام في المطبخ،والأبناء يسيل لعابهم للــــــــقشدة الصافية الماثلة أمامهمأعينهم،هم يقومون بالشاط وبجانبهم كأس شاي وقطعة خبز،وفي الضفة الأخرى من العالم تقابلهم جاكلين وكرستيفيــــــا وقربهما صحن من البـــــيــــتزا،والجعـــــة والجبن،
أولادالمــــهدي جاعوا،زاغت نـــــظراتهـــم،لــعـنـــــوا الأب فـــــي سرهم،سبوا سوء الحظ،والاقــــــدار التي أنبتــــــتهم فـــــي هذه الأرض الملعـــــونة،من أرض الظلام.
تبسم رفاق المهدي بعد حين،وهم ينتـــــــــظرون نتائج هذه الشبكة العنكبوتية التي ضربت بنسجها على عا ئلة المهدي.
كان المهدي في كل مرة يشنف مسامعهم عما قرأه في موقـــع هذه الجريدة أوتـــلك،وعن تعليــــقاته ومشاركاته في منتديات الــحوارالتي تفتحها بعض الجهات
لأغراض في نفسها،وهــولاه،لا هت،يتمنى لوغلق عليه باب غرفته بالمفتاح،حتى يتسنى له الإختلاء بعـــشيقاته،وجواريه،يقبلهن عبر الأثير،يتخيل رائحة عطرهن العبقة ن وراء أسلاك الحاسوب،ويتلـــــذذ بتلك الحركات الجــــــــــــسدية المثيرة لكاترين،وأكرا...والتي تثير أعصابه،ومسام عروقه،وتبلل أعلاه وسافله.
شا ط .. شا ط .. شاط ..على شجرة كانت أسراب من الغربان،ـــتردد ...غا ق ..غا ق ..جزر الوقواق ...ود ليلة المحتالة، ونزهة الزمان.
شا ط .. ما ط ...على صوت غريب كهزيم الليل ،إستيقظت ليلى زوجة المهدي على هذيانه المحموم في الهزيع الثاني من الليل،وهويردد كاترين ..جيزيل لا تتركاني، احبكما .. متعـــــــــلق بكما،وعلمت الزوجة خاتمة قصة العنكبوت التي نشرت شباكها على ارض الذ باب والغـــــــربان،وفي إحدى دردشـــــاته هجمت عليه في غرفة الشاط،فــــــرأت قـــــنافذشائكة،وأخرىملساء لا شوك عليها،فكانت لــــــــيلة سوداء إختـــــــــلط فيها الحابل بالنابل،ولعنت ليلى الشبكة ومن اخترعها.
حلت العطلة الصيفية،الأولادرســــبوافي الدراسة،والام ليلى تعلمت الشاط،ووقعت اسيرة الحب والغرام بشاب مكسيكي ازرق العينين مفتول العضلات لا يتجاوز العقد الثاني من عمره،اما الاب فقــــــد انهكه الســهرواصبح لا يلتحق بالعمل الا في وقت متأخرواذا وصل نام في المكـــــــتب ،وتوصل بتـــــنبيه وتوبيخ وتوقيق ثم طرد.
شا ط .. شا ط .. نسيت الزوجة الجهاز مفتوحا دخل المهدي راى صورة غريمه في الجهاز ضـــــربها وضربته خرجت للشارع عارية الاولاد اصيبوا بالحمق.عراة ..حفاة.شا ط ..شاط ..
وفي المقهى لا حــديث لأصدقاء المهدي إلاعن زوجته التي هاجرت لكندامع عشيقها،والبنات اصبحن بنات هوى وصورهن معـــــلقة في كل المواقع الا لكترونية.
صرخ الزوج ..عنكبوت..شبكة ..شاط ..جاكلين ..اليزابيت ..الا فخاذ العارية البـــــــــــيضاء خذيني في حضنك يا د يانا،وانت يابــــاربارا..لكن الشقروات كن بعيدات،قرب الهدي كان بعض المجانين يحاولون تسلق شجرة جميز ضخمة،وفوق الشجرة اسراب من الغــــــــربان تـــــــردد" غاق ..غا ق ..شا ط ..شا ط.