سفينـةُ الحريـة





وضع على عيْنيْه نظَّاراتٍ خضراءَ ؛ فاخْضرَّتْ في السّماءِ غيْمةٌ حُبْلى ...
تأمّلها ثمّ أوْمَأ إليْها ؛ فابْتسمتْ في وجههِ... أَرْسَلَتْ خيْطًا من عِطْرٍ ؛ فتعلّق به ثمّ استلْقَى فوقها...
ولمّا أمطرتْ ، سقَطَ حَبّةَ بَرَدٍ رفعتْها سفينةُ الحريةِ ؛
فاسْتوتْ حمامةً بيضاءَ تحمِلُ فِي جَنَاحِهَا الأَيْمَنِ أَغْصَانَ زيْتُونٍ خَضْرَاءَ لِلأَخِلأَّءِ الأَصْفِيَاءِ ،و في جَنَاحِهَا الْمُضَرَّجِ بِدِمَاءِ الحقْدِ والْبَغْيِ أعَاصِيرَ وبراكِينَ و زَلاَزِلَ لِلأعْدَاءِ الأَلِدَّاءِ.


محمد علي الهاني ( تونس)