مهما رأيت نفسكَ شاردة عن جادة الاستقامة ،
لا تطاوعك على ذلك
بل هي تنفر حتى من مجالسة الصالحين
ولا ترغب في سماع نصح الناصحين
في الوقت الذي تتوثب فيه إلى دوائر الشهوات المحرمة بكل نشاط وحيوية ..!!
مهما رأيت ذلك من نفسك ، فلا تيأس ..!
وثق أن رغبة حميمة في الاصطلاح مع الله سبحانه لا تزال كامنة في داخلك
وشوقاً شديدا إلى السماء
لا يزال يتمشى في عروقك ..!
ولكن غلبة صوت الهوى عندك
جعلك كمن لا يرى ولا يسمع ولا يعي ..!!
إ
نك تحتاج إلى جلسات متوالية منفردة
تخلو فيها بنفسك بين يدي ربك سبحانه ،
وتعيد تقليب النظر ،

وتدير لسانك بذكر الله ،
والدعاء والضراعة ،
فإذا الغبار قد انقشع ،
وإذا بالصوت قد وصل ..
لأن الحرارة عادت أخيراً إلى حيث ينبغي .!
بل إذا بالحبة المتوارية قد شرعت تخرج رأسها ،
ليتولد عنها ثمرا شهيا طيبا ، يعجب الزراع ، ويغيظ الله به الكفار !!!