منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مقلوبٌ سائقٌ

  1. #1

    مقلوبٌ سائقٌ

    مقلوبٌ سائقٌ


    كلهم يصعدون التاكسي يأخذون أي منعطف يشاؤون أي اتجاه أو شارع.
    إلاّ أنا يصعدني التاكسي يساومني على الأجرة يحدد لي وجهته وعنوانه بالضبط ألبـّي رغباته وأسوق.
    توقفتُ مرّة" لنقل"مغرورة بنفسها وبلونها الأزرق الجميل، أوسعتُ جدراني وفتحتُ نوافذ صدري لتتنفس هواء الربيع المنعش.
    سألتها: وجهتكِ أيتها الفاضلة؟
    أجابتني بالغرور نفسه: لا وجهة لي فقط أحب النزهة في شوارع المدينة.
    رغبتُ مداعبتها بإطراء جميل، أثنيتُ على نوع أصباغها، لمعانه واسم شركته، فردت مقدمتها زهواً لعبت بهرنها كطفل يمسح منخاره ونبّهتْ مبتسمة: طوط طوط شكراً.
    - من أين البنيـّة؟
    - يا غبي من عائلة "شوفرليه"الأصيلة.
    - عذركِ ما قصدت الأصل واسم العشيرة بل لمن ترجع مِلكيـّتك يا رقيقة العود وعذبة الكلام؟
    مرَّرتْ يدها على المقعد الأمامي الأزرق الفاتح المصنوع من القطيفة، فتحت الصندوق الأمامي واستخرجت الملكية:
    خذ اقرأ، أنا أعود لموظف في شركة النفط اسمه "عايف زهقان"متزوج ثلاث نساء لكل واحدة أربع بنات لم يرزقه الله بولد، عذبوني أولاد الكلب، اثنتا عشرة بنت وكل أسبوع لأربع دور:أربع بنات يلعبن على قماشي في المقعد الخلفي. أنظر لونه يختلف عن الأمامي، هنا تجلس الزوجات باختلافهن اللوني والطولي ومعزتهن لدى الأستاذ "عايف"، لكن زوجته الصغرى لعنها الله تأخذني في يوم عطلة زوجها وتفرّغه لمتعته الخاصة إلى بيت عشيقها الباكستاني ولضرورات الصمت أكذب على "عايف"وأخفي السر، لكن زوجته الوسطى تدقق معي بطريقة مملـّة مع هذا أتحملها لأنها تأخذني إلى أهلها تقضي النهار كله.
    أنتهز فرصة تجمع العائلة وأغازل الـ "بي أم"هو يحبني وثري كصاحبه وعدني بالزواج الملعون طلع غدارا خانني مع "مرسيدس"جارتهم بعد ما فعل فعلته معي، لماذا الذكور هكذا لا يشبعون من واحدة؟ واحدة بيدهم وعيونهم على العشرات في الخارج.
    - بسيطة سيدة "شفـّورة"عامليه بالمثل وخذي بثأرك منه.
    ضغطت على كابح الفرامل:أخون؟ أنا ابنة أصل ماذا أقول لأخي "شفـّوري"أكسر حياءه؟ لا لن أفعل. لكن تعال" شفـُّوري"نفسه يعشق أخت "بي أم"واسمها" بي أمـّايـّة "واسم الدلع" أمّومتي"، بيني وبينك هو يريدها علي للحصول على القصر والخدم والحشم والسفرات للخارج والألماس والفلبينيات.
    بدأت قدماي تملان المشي وتتعبان من الحمل الثقيل قلت لها:
    - تعبت هل أوصلك إلى مكان معيـّن أم أرجعك إلى بيت الأخ "عايف"؟
    أجابت:
    - لا أوصلني لأقرب محطة بنزين أكيد أستاذ " عايف" رجع الآن من بيت حبيبته الجديدة وزوجته الرابعة في المستقبل، هو رخص لي بالذهاب بعيداً عنه كي لا يعرفه أحد من رقمي .
    سحلتُ قدمين متعبتين ووقفت عند أقرب محطة للبترول، قبل سؤالي عن الأجرة استخرجت ساعة ماسيـّة من الصندوق الأمامي وقدمتها لي هدية:
    - تفضَّـل أنت تستحق ثمنها لأنني لا أملك نقوداً خاصة لي فخذ هذه.
    لمعت الساعة ببريق يأخذ العقل، لم أعتد رؤية مثلها من قبل:
    - هذه ثمينة وأجرتي أقل منها بآلاف المرات ولو طفتُ بك شوارع المدينة لعشرة أعوام لا أوفيها حقها.
    غمزت لي بدلال: خذ بدون إحراج، بعدين هذه يا أستاذ، تعال نسيت أن أسألك عن اسمك؟
    - اسمي" حافي بن عريان من بني متعب"
    ضحكتْ بصوت لفت انتباه السيارات الأخرى: طو طو طو طو طوطي طوطي .
    خجلتُ من صوتها المزعج خاطبتها بحدة:أرجوكِ بهدوء.
    مسحت دموع " إنارتها"الأماميـّة وبنصف عين غمزت قائلة:
    - شوف أصلا هذه الساعة أنا لم أشترها، الأستاذ " بي أم" أهدتها له زوجة " رولزرايز"آخ لو تدري بجمال عمّي رولز"لتحسرت عليه، ما علينا زوجة "رولز"أهدت الساعة إلى " بي أم"وأهداها لأخته"بي أمـّاية "وهي أهدتها لأخي " شفـّوري"وأنا سرقتها منه يعني لم أتعب جاءتني على صينية من ذهب ألم تسمع بهذا المثل؟
    - طيب، لماذا سرقتِها من " شفـّوري"؟
    - قلت يمكن أحتاجها في يوم ما لمغازلة أو ملاحقة أو سهرة ماجنة في قصر " فورد" أو على يخت العم " فراري"والله أفضل أراها بيدك ولا تلبسها الفلبـّينيّة خادمتنا.
    شكرتها وسرتُ عائداً داري، توقفتُ لدى بائع البطيخ أشتري للأسرة، رأيتُ امرأة مسنـَّة واقفة بالطابور تنتظر دورها، أشفقتُ عليها وأعطيتها دوري، شكرتني، سألتها: ما اسمكِ خالة:
    أجابت:- يمـّه اسمي" تيوتا" يتأيأ
    حالها يكسر القلب القاسي اضطرني أسألها عن مالكها، كأنها تدري ما ببالي بادرت من ذاتها بالجواب:
    - يمـّه المالك اسمه" كاسب تعبان من عشيرة مكدود"وهو تعبان لا يستطيع الوقوف بالطابور جئت بدلاً عنه أشتري البطيخ وبطريقي أشتري الخبز هما عشاء أسرته.
    قدمتُ لها الساعة: خذي خاله هذه للأخ " كاسب"ارجعي إلى داره لا تحتاجين بعدها لا إلى الخبز ولا البطيخ.
    عاينت الساعة وبقول غير العارف تساءلت: ما هذه؟ أجبتها "كاسب"يعرف.
    بألم موجع صحوتُ صباحاً، وجدتُ الشارع مملوءاً بالحراس والشرطة، استغربتُ الوضع لابد من حدث ما، سألتُ شرطياً قريباً مني:
    - هل من خطب؟
    أجابني متجهم الوجه:
    - نعم وصلنا بلاغ عن لص تسلل إلى بيت الوزير " رويلز"وسرق خزنته، سرق أغلى ساعات الوزير وهرب.

  2. #2
    Junior Member
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    مصر .. الاسكندرية
    المشاركات
    9
    قالت لي الكاديلاك سأقرأ القصة مرة أخري بعد المنحني فالاشارة حمراء

  3. #3
    توقفت عند القصة ..ولفت نظري قوة سبكها...والفكرة اللافتة..
    هناك مايحدث بمكر وخبث في غفلة من الوقت..
    لي عودة اخرى عزبزتي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    المفضال الراقي
    القدير الشربيني
    تحيتي
    الكاديلاك لها من يهواها
    ولكل سيارة ركابها
    ولكل مقلوب سائق السيارة التي تناسبه
    الف شكر على كلماتك الطيبة
    وكل الود

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •