راقصة الكباريه
و
فخامة الرئيس!!
في ولاية نيفادا ، و بالتحديد في مدينة "ليك تاهو" ألقت الراقصة بنفسها إلى عجلاتِ سيارة الأجرة "تاكـسي" التي كان يقودها المُتنكر "بارك أوباما" رئيس أمريكا ، فقد إعتاد بتنكره أن يتفقد أحوال رعيته ، و مدن ولاياته ..
وبما أن رئيس أمريكا هو إنسان ديمقراطي بمعنى الكلمة لم يرفض طلب الراقصة في أن يوصلها إلى ملهى "الحصان العربي الأصيل" إحدى الملاهي الليلية المعروفة بالمدينة ، و التي يرتادها كبار الملوك و الأمراء و المشايخ و ...
وبما أن رئيس أمريكا فنـَّان يحب الطرب ، فقد تجرأ أن يغني للراقصة المحتشمة بالعباءة و الخمار أغنية صباح فخري :
قل للمليحة في الخمار الأسود *** ماذا فعلت بأوباما المتشرد
عندها تمايلت على الجانبين خالعة عباءتها ، و خمارها ، و الخـُـلـْخالـَين ،،، و رغم أنه بانت مفاتنها ...إلا أن ذلك لم يخفي آثار إدمانها في العينين...
و بما أن رئيس أمريكا ألعوبان ،،، فقد سخسخ لذلك الخلع فهو من هواة الخلع !!
و بما أن رئيس أمريكا دونجوان فقد دعاها إلى فنجان قهوة اكسبريس على الماشي قبل الوصول إلى الملهى الليلي ..
و بما أنها راقصة شريفة فقد لبت دعوته دون تردد..
فأوقف السيارة ..
و حين أحضر الفنجانين أخرجت الراقصة حوالي عشرة كبسولات تريد أن تتعاطها.. فأخذت تناجي كل كبسولة الواحدة تلو الأخرى قبل أن تبلعهن :
" هذه كبسولة الأوضاع الاقتصادية المنتعشة التي نحيا بها في ظل أوباما..
و هذه كبسولة مشايخ الكونغرس الذين علموني أحكام الطهارة و النجاسة..
و هذه كبسولة "عاوزين الخلافة الأمريكية" فكلكم ما شاء الله خلفاء الله في الأرض أتقياء و أولياء أنقياء.."
فصاح بها : أووو تمهلي ،،، هل تريدين أن تنتحري بهذه الكبسولات ؟؟ و أبتلي بك إعلامياً فيقال فضيحة مقتل غانية بين أحضان رئيس أمريكا...!!!
فقهقهت قائلة : إلعب غيرها يا "شوفير" ؛ فخامته ضربة واحدة يا "أوسطه"..!
ثم طـَلـَبَتْ منه إسدال مقعد السيارة الأمامي حتى تسترخي قليلاً فخواصرها لم تعد تستحمل من كثرة الضحك لنكتته البايخة!!
فترجاه بأن لا تـــُشْمِسَه فهو رئيس أمريكا ، و رجل متزوج ، و يخاف من تعاطيها التحاميل بدل الكبسولات باسترخائها هذا فعندها ستكون فضيحته أكبر .. لذلك طالبها بالأجرة ،، و النزول مباشرة .. فأفصحت بأنها لا تحمل حافظة النقود...
عندها زمجر غاضباً و مبيناً لها بأنه ما من أحد يستطيع أن يضحك على أوباما ،، و أنه لن يتهاون بمسألة أجرة "التاكـسي" بتاتاً...
فقهقهت مجدداً ، و طمأنته بأنْ حقه بالكامل سيكون مسدداً ، فلن تنصب عليه أجرة إيصاله للمكان المطلوب ، ففي الكباريه سيدفع عنها البرنس اللهلوب...
فعلا وصلا الملهى ، و نزل أوباما ليخبر "البدي غارد" بأنه معه بلوة ، و أنها تريد لقاء البرنس ... فأدخلوها إلى البرنس ،، ثم أخرجوها بعد ساعة ، و قالوا لأوباما الذي ينتظر الأجرة : خذها معك فهذه المخلوقة مخها مالص ، و فيوزاتها ضاربة ، و تتخيل نفسها مفتية لجميع المذاهب و الطوائف ... و أنها ستفتي عندك أيها السائق في البيت الأبيض ..اسمع ما تقول ..
عندها بدأ مفعول الكبسولات التي تعاطتها تعطي نتيجتها فكانت تترنح الراقصة قائلة :
((( سأفتي بأن جدار الفصل في فلسطين مقدس ..و أن الجهاد فيها ممنوع مدنس...
سأفتي بإرضاع الزميل ...و أفتي بالذبح و القتل و التقتيل...
و تفجير الأسواق واجب ؛ فكيف تأكل الناس و تتابع حياتها دون عويل ...
و سأعيد النظر فهل الـ "بوعزيزي" شهيد الجنة ، أم منتحر ملطخ بالحنة!!
وهل قتلى الثورات هم "شهداء" تفريج الغـُمّة ،، أم متظاهرون خوارج عن الأمة!!
و سأفتي أن أي سلاح ليس بغبي ،، فهو يميز حين يقتل فيقول للمقتول : أنت في جنة الرحيم ، و للمذبوح : أنت في نار الجحيم...
سأفتي بتحريم التجمعات لأكثر من ثلاث أشخاص لدرء الفتن المذهبية ...
أو أدعوهم دعوة عامة مليونية لإسقاط العروش المهترية..
سأفتي بتحريم التصويت في الانتخابات..
و أفتي بتوريث المقامات... و أفتي بإهدار دم من يكسر عصي الطاعات ...
سأفتي بأن الانضمام لحزب السعادة هو صورة من صور العبادة..
و أفتي بالنهب و جواز السرقات ،، فهي حق معلوم لدعم الثورات ،، و ستر العورات ،،
و أفتي برجم الزانيات إلا من هن في النكاح مجاهدات..
و أفتي أن قراءة الفاتحة على الأموات بدعة الضلالات ...
و أفتي من جديد حول حركة سبابة التشهد في التحيات و الصلوات..
و أفتي بتدمير المدارس...و المساجد...و الكنائس و الصوامع و البيوت المَدَنيَّة...في سبيل انشاء دولة حضاريَّة أو إسقاطها بتدمير البنى التحتية و الوسطية و الفوقية..
و أفتي بضرورة العودة إلى عصر الحمير ، و الوأد ، و عصر أكل اللحوم البشرية ..
و سأفتي بأن من يتبع غيري فقد تاه عن خطى سيري...
و سأفتي بقتل من يخالف رأيي و أفتي دمائهم في هزة خصري ..
سأفتي أنّ من يقتل سبعة من خارج الملة ... سيطرق أبواب الجنة...
و أفتي بأنه ينقصنا ستاد و ملاعب ،، لنجمع الطوائف و المذاهب ليرقصوا مع بعضهم البعض...
فليرقص الأمويون والعباسيون و السنيون والشيعيون و الوهابيون والعلويون و الأخونجيون و المتصوفون رقصة الترس بالسيف ..
و لنقسِّم باقي الملل من جعفريين و يزيدين و إماميين و زيدين و إسماعيليين و يونسيين و درزيين و قرامطة و خوارج و ثعالبة و أباضية و أزارقة و معتزلة و جبريين و أحناف و مالكيين و شوافعة و حنابلة و ظاهريين ..,و...و..
إلى أقسام متناحرة فكرياً ،،
فكرها التلويح بالرماح ..فتجارة السلاح تهزها الرياح : رياح التقارب المذهبي و الطائفي...)))
فصاح بها : يخرب بيت أبوك ينـْقـُصكِ شنب و لحية حتى تستلمي لواء إفتاء البنتاغون لتولعي بين المذاهب بالكبتاجون!!
فردت عليه : " لا يا جاهل لو كانت الرجولة بالشنب ، فالصرصار سيد الرجال... و لو كانت الافتاء باللحى لكانت العنزة مفتية آل غاز و آل نفط ،، المسألة ببساطة أنها بحاجة إلى خصرِ راقصة لـتــُرَقِصَ عقول من لا عقول لهم ..."
حاول أوباما الرئيس أن يتملص من حديثها العقيم بأن طلب منها رقم جوال ليتصل مع أي قريب أو صديق يدفع الحساب عنها... لينتهي من أمرها...
فقالت له : تذكرت رقم صديقي ...أمير أمراء الديمقراطية...
و لحسن الحظ أن الأمير كان أيضاً الصديق العزيز لأوباما...
فعلا اتصل به أوباما شارحاً له الوضع ...
فقال الأمير : انتظرني ،، فهذه المخلوقة .. راقصة درويشة مسكينة ، الله يستر عليها ، منذ ثلاثة أيام تعرفت عليها ، و أنا أصرف عليها ...فلا تقلق بشأن الحساب سأسدد كل ما يترتب عليها...
ابتسم السيد أوباما من موقف الأمير و شهامته ، و قبل أن ينهي مكالمته ،، أثنى عليه بكلماته : الله محيي أصلك و فصلك ,, بشرفي إنك حصان ، و عربي ، و أصيل ، وبوجود أمثالك الدنيا بألف خير... و بوجود راقصتنا فالرقص حلال يا طير!! فعلاً ...فعلاً .... إذا خلتْ.. خربتْ...!!!
ثم تناول الرئيس أوباما صُنـُوج الراقصة التي كانت في صحبته ، ليعزف بها راقصاً ، و يغني مطمئناً على رعيته ريثما يأتي الأمير و يسدد الحساب :
بوجودك يــا بــو ســمره .... بـ يحلى السهر بالليل
و الحلوه بـ يطول عمره .... بتغني يا عيني يـا ليل
باتا. تي ... باتا. تو ...رقصني يا...هوْو ...!
...و أنت يا قارئ ..
طبـّــلْ لي شويّه ...!
بقلم : فادي شعار