قبل سنوات علمت عن تصريح لملياردير قال فيه "لو ركب الفقر صاروخاً ما وصل إلي"، بعدها بسنوات قليلة حصلت أحداث سياسية خسر فيها غالب ما يملك، وبات لا يستطيع حتى التنقل من مكانه بحرية.
هذا التصريح عاد لواجهة التفكير بعد حدث غواصة "بوابة المحيط" التي ركبها أثرياء امتلكوا المليارات، وكانوا في رحلة ترفيهية استكشافية قادتهم إلى بوابة قيامتهم الصغرى.
يا ترى كم ساوت لهم الدنيا في لحظاتهم الأخيرة؟
.

يتساءل أحدهم في حديث كان يخوضه مع شخصين يشعران بالضيق، لو حصلتما على مبلغ مليون دولار الآن، هل كان ذلك سيدخل السرور والبهجة إلى نفسيكما وينسيكما ما تمران به؟
= قالا: نعم بالتأكيد.
- تابع حديث؛ لو رفعنا قيمة المبلغ إلى 10 مليون دولار، ما رأيكما؟
= بحماسة بالغة قالا: طبعاً سنقبل.
- ولكن، ماذا لو قلنا لكم تأخذان هذا المبلغ، ولن تستيقظا غداً.
= لم يتأخرا في الإجابة؛ بالطبع لن نقبل ذلك، هل أنت مجنون!
- بعد صمت لوهلة، قال لهما إذا على رغم الضيق الذي تعيشانه يمثل الاستيقاظ في الصباح قيمة أعلى من مبلغ 10 مليون دولار.
.

في لحظات تنفيذ حكم الإعدام الأخيرة نظر إلى السماء، وشده جمالها، وشعر أنه يشاهدها لأول مرة، شخص ببصره عالياً، دمعت عيناه، وقال بندم شديد: ما أجملك. يعلق كولن ويلسون قائلاً: من يدري ربما لو انتبه لجمالها قبل ذلك ما كان هناك 24 إنساناً فقدوا حياتهم بسببه!
.

هذه الحياة هشة، وأكثر ما تبان هشاشتها مع الأثرياء الباذخين أكثر منها مع المعدمين الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم وربما ركبوا الأهوال بحثاً عن أمل.
هناك غطاء تلتحف به أبصارنا، ولا يرفعه عنها غير بوابات الموت التي تُفتح مع كل حدث غير اعتيادي.

نعيش في كنف تفاصيل لا تثمن بثمن وتتجاوز كل قيمة مادية، كم تساوي علاقاتنا الإنسانية؟ هل يمكن لأحد أن يستبدل ابتسامة طفله بمال الدنيا؟ ماذا عن الصحة أو الوقت والفراغ؟
حقاً الحمد لله..
فالح فليحان