أوتادٌ دُقَّتْ في الرمال...
كلما انسقنا وراء رفضنا لمنحنيات الأقدار كلما تاهت منا الخطى نحو هاوية الغربة .
غربة النفس ..
وغربة الجسد
نحو غربة توطين القلب حيث يطيب له ان يستوطن وان يدق اوتاده في رمال الدفئ
للخلاص من صقيع التمرد والرفض..
من صقيع الوحدة والتقوقع منفردا في متن الصمت..
انت لم تفهم ولن تفهم ماذا يعني غياب اللقاء في حضرة الشوق
تتمرد وتنسلخ كيفما يشاء لك وكيفما يحلو لك،
كنت تسكنني ولكن لا تساكنني
كنت وما زلت تعشق الاسفار عبر مطارات التيه التي تحياها
لتكسر قيود تلك الزنزانة التي جعلتها تكبلك ....
ومن محطة الى أخرى ... انتظرك .. وتعود ...
تعود منهكا متهالكا غير باق من بقاياك سوى التململ والالم..
سوى صمت آخذه منك عنوة لاصوغ من ضموره الظنون والهواجس،
لاصوغ قصائد التوجس والخيفة والحذر من مقدور فقدك في النهاية..
رضيت بذلك الصمت مرغمة
وعنفوان كبرياء الانثى داخلي بات يصرخ بي يعنفني
ويأبى علي الرضوخ والاستسلام لنزواتك الصرعى
على محراب اسميته يوما من الايام.. حبا
ويا لحسرة ما عدت اخفيها ،
حتى الكبرياء ذلَ لك من فرط ولوعي بك..
زحف الغربة على روحي بات كزحف رمال الصحراء على شطآن المدن ..
يخفي معالم الاضواء فيها ليخفي صخب الروح الذي كان يتوهج لحظة اللقاء..
باتت الروح في ظلام..وبات القلب في ذهول من فقد نبضه..
تداعت الأماني
وتصدعت تلك الضلوع التي كانت تحتضن ذلك القلب
فما عاد يفصلني عنهم سوى سويعات الموت البطئ ..
اغتالتني غربتك ، كما اغتالتني غربة روحي عن جسدي
الذي أخذ يتصفى رويدا رويدا
جسد يترنح على مدارج تلك المطارات التي أخذتك عني ..
علك وانت في طائرة تحليقك تلك
تهبط هبوطا اضطراريا لتنقذ ما تبقى مني..
لعلك تدرك ..لعلك تعي ماذا حلَّ بي..
.لعلك توقف زحف رمال الموت الذي بات قاب قوسين مني...
لميس الامام