قلت – أذكر قبس إمامنا العلامة المحقق ابن العربي المالكي ذِكر الجَذِل السعيد المفتخر ، وأحلي بشرى أخلائي بما يسر السائر اللبيب المعتبر - :
إِنْ رُمْتَ بَدْراً عَجِيبَ الْقُرْبِ وَالأَنَسِ
فَاطْلُبْ أَرِيجاً تَغَشَّى دَوْحَةَ الْقَبَسِ
حَيْثُ الْمَعَارِفُ أَبْدَتْ سِرَّ زِينَتِهَا
فَالْحُسْنُ مِنْهَا صَرِيحُ السِّحْرِ وَالْجَرَسِ
حُسْنٌ تَسَامَى أَقَامَ الْبَدْرُ يُشْعِرُهُ
مَسْرَى التَّهَانِي فَهَامَ اللُّبُّ مِنْ عَرَسِ
أَدْنَتْ لَهُ الْحِكَمُ الأَنْوَارَ يَقْطِفُهَا
قَطْفاً يُزِيحُ بَقَايَا الْغَيْمِ والْغَلَسِ
وَالْعِلْمُ سُقْيَا صَفَا لِلْقَلْبِ مَسْكَبُهَا
شَهْداً تَوَالَى رِضاً مِنْ طُهْرَةِ النَّفَسِ .
وإن خلال القبس فتوحا قدسية ، وسوانح لطيفة همسية ، لا تخفيها الحروف والسطور ولا تبديها ، تصطفي مواقع إقبالها ، وتتخير مراتع حلولها ، قد اشتملت ( بشرى الرفاق ) منها على درر شريفة ، وغرر سنية منيفة .