كان من دعاء النبي صلَ الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "وأسألك كلمة الحق والعدل في الغضب والرضى"! ما أعظمك يا حبيبي يا رسول الله الله، ذلك ما يعجز عنه الكثيرين، بل زتغيظهم كلمة الحق!
يا مَن رفعت تقريرك إلى مارك ومنعني مدة ستة أيام من النشر والتعليق، مغتاظاً أني أنصفت الدكتور فتح ي الشق اقي والجيل المؤسس لحركة الجهاد، وليس المسمى الحالي، من خلال موقف حصل بيني وبينه قبل اندلاع الانتفاضة الأولى بسبعة سنوات، أنه هو والجيل الأول الذين فجروا الانتفاضة؟! لو كنت على شيء مما هم عليه أو أنت عليه؛ على ما فعله معي الشق اقي ومن أتى بعده لليوم، كنت فجرت فجور الله أ‘لم به، ولم أذكر واحد منهم بخير، ولحولت كل حسناتهم سيئات، وكنت من عقود جعلتهم شغلي الشاغل .. لكن الحمد لله أننا لسنا مثلهم ولا مثلك وأمثالك، قلتها رداً على كل التنكر والنكران لما لا تعرفه وجحدوه:
ما كان منا كان لله وفي سبيل الله ولن يضيع الأجر عند الله. وصمت ولم أسيء!
ولا تعلم كم كان طلب إحدى المجلات الشهرية مني عام 2003 كتابة مقالة عن الدكتور في ذكرى اغتياله، ثقيلة، ليس لكراهية مني له لأن فضل الله عليّ أني لا أعرف شيء اسمه كراهية مهما حصل، لكن خشية ألا أنصفه متأثراً بما لحقني منه من أذى، لكني استعنت بالله وبأدب وخلق الإسلام، أن يقول المسلم كلمة الحق في الغضب والرضا، وأنقل لك جزء حول الذي أغاظك:
فجرنا الانتفاضة باشتراكات الأعضاء:
في بداية إبعاد الأخوين الشيخ عبد العزيز عودة والدكتور فتحي الشقاقي من فلسطين بداية الانتفاضة، كان الشيخ عبد العزيز عندما يُسئل عن دور الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية الأُخرى في تفجير الانتفاضة/الثورة عام 1987، ولم يكن هذا السؤال من قبل الصحفيين يأتي من فراغ ولكن من خلال متابعتهم الصحفية للأحداث في فلسطين قبل وأثناء الانتفاضة، وللدور الكبير الذي لعبته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في تعبئة الجماهير وتوجيه حركتها. كان يرد: "أن كل الفصائل الفلسطينية في الأرض المحتلة قد شاركت في تفجير ثورة المساجد –الاسم الذي كانت تُطلقه حركة الجهاد على انتفاضة عام 1987، وإن كان الدور الأكبر لحركة الجهاد".
وكان الدكتور فتحي يجيب على نفس السؤال بقوله: "أن كل القوى الفلسطينية شاركت في تفجير الانتفاضة/الثورة، وإن كان حضور حركة الجهاد متميزاً". وراجع ما كتبه في كتاب "مسيرة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" الصادر عام 1989 (ص 29) بكل تواضع ودون غرور أو إعجاب بما صنعه هو وإخوانه ...
ولكنه عندما وجد الآخرين كل منهم يتسابق على إرجاع الفضل في تفجر الانتفاضة/الثورة عام 1987 لنفسه وجهده وعدم ذكر فضل أو دور لحركة الجهاد في ذلك، في الوقت الذي لم يكن أحد منهم يضع مسألة تحرير فلسطين أو تثوير الجماهير لمواجهة صلف العدو المركزي للأمة على رأس أولوياته، وأن الأدلة العملية والواقعية على الأرض، وتصريحات القادة والمحللين السياسيين الصهاينة والغربيين ووسائل الإعلام على طول مساحة العالم وعرضه لم يكن لها حديث وتحذير إلا عن/من حركة الجهاد وقادتها، وأن إسحاق مردخاي قائد عصابات العدو الصهيوني للمنطقة الجنوبية -قطاع غزة- أعلنها صراحة، أن هناك سببان للانتفاضة هما: قرار إبعاد الشيخ عبد العزيز عودة (في 17/11/1987، أي قبل حادثة الشاحنة بتاريخ 8/12/ التي يؤرخ بها خطأ الجميع لتفجر الانتفاضة/الثورة 1987)، وحادثة الشاحنة.
هذا الإنكار من الآخرين لدور حركة الجهاد وعلى رأسها الدكتور فتحي الذي قُدم للمحاكمة من داخل السجن وحكم عليه بالترحيل بتهمة قيادته الانتفاضة من داخل السجن بعد إبعاد الشيخ عبد العزيز عودة، دفعه في لقاءاته الصحفية في العام الأخير قبل استشهاده وخاصة مع صحيفة "الوسط" التي تصدر من لندن يجيب على أسئلتها عن مدى تأثير قطع المساعدات الإيرانية عن الحركة على نشاطها، بالقول:
"لقد فجرنا الانتفاضة باشتراكات الأعضاء" بمعنى أن من استطاع أن يحقق هذا الانجاز المعجزة (الانتفاضة/الثورة) بملاليم الأعضاء، لن يعجز عن الاستمرار في المحافظة على هذا الانجاز.
الحقيقة لا يغطيها غربال، وأن تعترف لأهل الفضل بفضلهم لا ينقص من شأنك بل يُعليه، الذي ينقص من شأنك أن تظلمهم ولا تنصفهم في ما هو فضل لهم ...