الأصول الفكرية العميقة لتنظيم القاعدة.....
في كتابه إدارة التوحش كتب أبو بكر ناجي قراءة الجهاديين للمرحلة الحالية، ويعتبر الكتاب بالغ الأهمية في تحليل الفكر الجهادي، حيث يعتبر أبو بكر ناجي أن ما يجري اليوم من فوضى الدم والموت هو ضرورة دعوية وحتمية تاريخية، وأن المسؤولية تتركز عند من يديرون هذا التوحش وليس عند من يمارسونه، فممارسة التوحش هي نتيجة فيزيائية حتمية للتغيرات الكبرى في التاريخ، وما يجري اليوم شبيه بما جرى في اعقاب الغزو المغولي والتتاري أو الحروب الصليبية، وليس بعيداً مما جرى في حنون العالم إبان الحربين العالميتين.
ويقول إن التفكير بقيم العدالة والمساواة والرحمة هو تفكير ساذج، في إطار حتمية سننية من العنف الطامي، وإن علينا أن نركز على إدارة التوحش، والذي سيمر بدون شك عبر ثلاث مراحل: مرحلة النكاية والإنهاك، ثم مرحلة إدارة التوحش، ثم مرحلة التمكين، وهو قيام الدولة الإسلامية، ويرى ناجي أن القفز فوق أي من هذه المراحل يعني الذهاب إلى مكان آخر، ولن نصل إلى هدفنا ولو مرت آلاف السنين، فهناك مرحلة نكاية وإنهاك، تعقبها فرضى متوحشة بسسبب انهيار القوى الكبرى ودخول العالم في الفراغ، وهنا تكمن مسؤولية الجهاديين في إدارة التوحش، وممارسته أحياناً، لنصل في النهاية إلى التمكين الذي لن يبلغه إلا من كان متمكناً في إدارة مرحلة التوحش.
ويعتبر ناجي ان التطبيق العنيف للشريعة ضرورة حتمية وتاريخية، ويجب أن لا نقلق ابداً من سياق البطش الذي يمارسه الجهاد الإسلامي الصاعد، فلا وجود لحرب ناعمة، أو لحرب أخلاقية، وهذا البطش يرد في سياق حتمية سننية وفيزيائية لا يمكن التحكم فيها وإن كنا نستطيع التحكم في إدارتها.