شعار : الشعب يريد إسقاط النظام الذي هتف به التونسيون والمصريون وجزء كبير من اليبين وجز كبير ايضا من اليمنين ، والمتظاهرون في سوريا ، وقد سقط نظام بن علي ومبارك والقذافي وأصبح نظام عبد الله صالح على شفير الهاوية في حين ما زال النظام في سوريا متماسكا بحسب تقارير العربان بقيادة قطر والمخابرات الغربية بقيادة ساركوزي مكميلان أوباما ، ولا يزال يتردد في ذهني منذ بدأ الربيع أو الخريف العربي لا فرق ، وماذا بعد إسقاط النظام ؟؟
هل فكر الشعب في تونس الذي لا زال في بداية مسيرة ما بعد إسقاط النظام يتعثر في الناحية الأمنية والاقتصادية وحرية المواطن ، وقد تكون تونس هي البلد الأقل مضاعفات سلبية بعد سقوط النظام المستبد للطاغية بن علي وليلى ، وسقط نظام مبارك ، صحيح أنه نظام مستبد ظالم غشوم فاسد إلا أن عملية البناء الأمني والاقتصادي والسياسي لا زالت متعثرة للغاية ، وتواجه عدة معضلات منها :
1- يتم في مصر إنتاج حوالي 420-450 مليون رغيف يوميا فقط منها من 120-140 مليون من قمح مصر والباقي قمح روسي وأمريكي وكندي وأسترالي يستورد بالعملة الصعبة ، وغالبية تلك العملة تأتي من السياحة
وإيرادات قناة السويس كبديل عن توقف السياحة تقريبا بشكل كامل .
2- هناك مساعدات اقتصادية وعسكرية لمص مشروطة بشروط أمريكية ، فهل النظام الذي سيأتي بعد تحقيق شعار إسقاط النظام لديه حل لفك الارتباط الاقتصادي وتحويل المنظومة العسكرية المصري لكومة من الخردة ، وما ينتج عن ذلك من انكشاف مصر الأمني أمام إسرائيل الذي يهدد رئيس أركان جيشها بإعادة احتلال سيناء صباح مساء !!
3- المديونية العالية التي تركها نظام مبارك على مصر والفساد المالي الذي لم يتم علاجه ، وتوقف المدخولات السياحية التي تبلغ من 3-5 مليارات دولار سنويا .
4- هل سيتم نقل مصر وليبيا واليمن وتونس أيضا من الظلمات إلى النور بعصا موسى أم أن هناك إسهام من الشعب وفاتورة يجب دفعها لبناء ما بعد سقوط النظام ، فكل المظلومين والمحرومين والفقراء والمعدمين وغير المعينين في وظائف والبطالة كل هذه الشرائح تعقد أن هناك كعكة ما بعد إسقاط النظام ويجب أن توزع وأنهم ينتظرون نصيبهم منها !!
فهل النظام الذي سيأتي بعد سقوط النظام السابق قادر على إيجاد حلول لكل هذه المعادلات من الدرجات الخامسة والسادسة المستعصية إن لم تكن مستحيلة الحل .
5- الحرب الأهلية المندلعة بليبيا ، وعدم الاستقرار الأمني في مصر وتونس وسوريا واليمن من سيدفع ثمنه ؟
6- استمرار الأحداث بسوريا بدون تنازل المعارضين الذين يقامرون بدماء الشعب من الخارج للدخول في مفاوضات تسوية مع النظام على قاعدة الحل الوسط تحت ادعاء لا مفاوضات مع من قتل هذا الشعار الكاذب الذي باطنه فيه الرحمة ومن ورائه العذاب الكامل ، فهل كانت كل المفاوضات في الدنيا بين الأصدقاء والأحباب أم بين الأعداء والخصوم وهل تتم المفاوضات بعد القذف بالورود أم بين من سفكوا دماء بعض ؟؟!!
7- من سيتحمل أعباء الدمار المالي والاقتصادي والخسائر في قيمة العملة وفرض الحصار على الشعب ، ومن الذي سيعاني هل الحكام أم الفقراء ؟؟!!
8- أتمنى على قيادة السوريين حكومة ومعارضة وليس أولئك الذين هم من أتباع الناتو وقطر أن ينظروا بعين الرحمة لوطنهم سوريا وللفقراء السوريين وللدماء الزكية السورية وللمصانع والشركات والورشات السورية ، وأن يحاولوا تقديم مصلحة البلد على مصالح شخصية لعدد ممن يريدون كرسيا يحكمون به جماجم الأموات في تل الخراب !!